لياقة المسلم في التعامل مع تقلبات الأيام وحوادثها، تعتبر من أهم مميزات المسلم العصري القادر على الأداء المنجز، والمحقق لغرض الإعمار الكوني الملقى على عاتقه.
والوقت، من أعظم الهبات والنعم، التي إن أحسنا استغلالها عادت علينا بنفع الدنيا والآخرة، وإن ضاعت دقائق الأيام وثوانيها فقد ذهبت بلا عودة، ويصبح التأسف عليها نوعاً من الحسرة في غير مكانها، والتأسف الذي لا طائل من ورائه.. وصدق الشاعر إذ يقول:
الوقت أثمن ما عُنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
النوم رحمة من رب العالمين ( وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)، والله جعل لكل من الليل والنهار وظيفته الخاصة ، فالليل سكن ولباس يغشى العالم فتسكت فيه الحركات وتأوي الحيوانات والطيور إلى بيتها وأوكراها ، وتستريح النفوس من الكد والتعب والسهر.
وعند قدوم الصيف وانتهاء امتحانات المدارس وحلول الإجازة الصيفية ، تنقلب الساعة البيولوجية لدى كثير من العامة، ويضحي السهر عادة متأصلة فيهم، وتبدأ ظواهر مواصلة الليل بالنَّهار التي يتفاخر بها الشباب، فيقضون الليل على التلفاز والإنترنت، وفي السهرات والمقاهي والمتنزهات.
وهنا تكمن مسؤولية عظيمة علينا في صيانة النفس وحفظ البيت وحماية الأولاد وشغل أوقاتهم بالمفيد، وبيان الأضرار الناتجة عن السهر من أضرار صحية واجتماعية ودينية.
فإلى كلّ من يسمر ويطيل السهر :-
هناك أعراض وأمراض تظهر على من يسهرالليل من: التعب والصداع ، الغثيان ، واحمرار العينين وانتفخهما، الهالات السوداء تحت العيون، التوتر العصبي والقلق، ضعف الذاكرة والتركيز، سرعة الغضب والألم في العضلات ، وربما الاكتئاب الحاد، خلل في جهاز المناعة وهو خط الدّفاع الأول ضد الأمراض، وإرهاق جميع أجهزة الجسم بما فيها جهاز الدوران والجهاز التناسلي والكبد والبنكرياس ، وهناك دراسات نشرت بأنَّ السهر والحرمان من النوم يسبب في وفاة مبكرة للإنسان.
أنت معرَّض أكثر للسمنة والبدانة، وبالتالي زيادة الإصابة بالأمراض الناتجة عنها مثل القلب والسكري والضغط.
اضطرابات ساعات النوم لدى الأطفال الناتجة عن السهر لساعات متأخرة من الليل يؤدِّي إلى اضطراب في عمليات النمو للأعضاء الجسمية كافة.
اختلال في وضع الأسرة وعدم الإجتماع بشكل عام ،وخاصة وجبات الطعام ، اختلال في الزيارات العائلية والرّحلات الصباحية.
هناك دراسات وإحصائيات تؤكّد أن أكثر الحوادث المرورية تأتي بسبب السهر.
لن يستطيع العامل اتقان عمله وأدائه على أكمل صورة، وهو متعب من قلة النوم.
ولمن يسهر أمام التلفاز أو الإنترنت ، إذا كان الجلوس خاطئاً فإنَّه يصيب الهيكل العظمي بأضرار وتشويهات في العظام وفقرات الظهر ممَّا يؤدِّي إلى الإصابة بالانحاء في العمود الفقري.
وأهم نقطة ، لن يتمكن مَنْ سَهر معظم الليل من صلاة الفجر جماعة، ويفوته الأجر العظيم، ولربَّما اضطر إلى قضائها بعد استيقاظه من النوم ظهراً.
بالسَّهر تحرم نفسك أجر المكوث بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس، تحرم نفسك من حج وعمرة تامة تامة، وتحرم نفسك من بركة توزيع الأرازق، فقد دعا الرَّسول عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام 🙁 اللهم بارك لأمتي في بكورها).
لن تستطيع أن تستمتع بالهواء العليل و ممارسة الرّياضة الصباحية.
يفوتك بسهرك الطويل صلاة التهجد وخاصة بالثلث الأخير من الليل،( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك مقاما محمودا)، وإنَّها ونعم المدرسة ونعم الفرسان فرسانها ، فرسان قيام الليل الذي يستمدون من خزائن رحمات الله ومن أرزاقه ، التوفيق والهداية والعلم ، فدقائق الليل غالية فلا نرخصها بالغفلة.
وتشير الدراسات العلمية بأنَّ أفضل وقت للنوم هو من السَّاعة التاسعة مساء، وحتى الرَّابعة صباحاً ، ولنا في حبيبنا محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام القدوة الحسنة؛ حيث إنَّه كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده إلاَّ في خير، ووجد الأطباء أنَّ الجسم يتخلص من السُّموم الزائدة في الجهاز اللمفاوي من التاسعة إلى الحادية عشرة مساء، ولذا يجب تمضيته بهدوء ، فربّة المنزل لا تشتغل بأعمال المنزل أو بمتابعة أبنائها أثناء قيامهم بواجباتهم المدرسية ، والأب بانشغاله بالعمل.
على من عزم على تغيير نمط حياته ، النوم المبكر والاستيقاظ المبكر ، وأن يستعين بالله ويتوكل عليه ويعزم على المبادرة في التبكير في اليقظة والمنام .
إذا كنت في أمر فكن ذا عزيمة فإنَّ فساد الأمر أن تترددا
المراجع:-
كتاب أفات السهر ومنافع البكور بين الطب والدين ، تأليف :أ.د طلعت محمد عفيفي سالم
الوصفات المنزلية المجرّبة وأسرار الشفاء الطبيعية.