لا شك في أن التاريخ مرآة الأمم، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها، وتستلهم من خلاله مستقبلها، وقد حثنا الله على قراءة سير الأولين في مواضع كثيرة من القرآن الكريم كما في سورة آل عمران 137: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ)
وإن كثيرا من الأحداث التي تمر بنا اليوم مرت بآبائنا وأجدادنا من قبل، فهل يا ترى اتعظنا واستفدنا من تجاربنا القديمة!!
ولتاريخ فلسطين أهميةٌ خاصةٌ، لأنه سندٌ يُعتمدُ عليهِ في تأصيل حقنا في فلسطين، فالصهاينة المحتلين يُروّجون دائما لروايات تاريخية يثبتون بها – وهم كاذبون – حقهم في فلسطين، يقنعون بها أنفسهم أولاً و مناصريهم ثانياً، وللأسف المتشككين وقليلي المعرفة بالتاريخ من أبنائنا وأهلنا ثالثاً ..
لهذا فإن من واجبنا، ومن وسائل نصرة فلسطين والأقصى، أن نعرف تاريخ فلسطين والقدس منذ أن سكنت وحتى يومنا هذا.. من بناها ومن حكمها، ومن سكن أرضها، لندحض حجج الصهاينة التاريخية في أحقيتهم بفلسطين..
حتى لا نشك في حقنا في فلسطين مع أن سليمان وداود عليهما السلام حكماها، ومع أن موسى ومن معه من بني إسرائيل ومن جاء من بعده أمروا بأن يدخلوا إليها، ومع أن يعقوب وبنيه كانوا يستوطنون فلسطين ...
وإن أعداءنا يجيدون دراسة التاريخ، ولا ينسون، بل إنهم يخوضون المعارك اليوم ثأرا لمعارك خسرها أجدادهم من قبل مئات السنين..
وانظر إلى هذه المشاهد التي تبرز كيف أنهم لم لا ينسوا مآثرهم التي خسروا فيها أمام المسلمين..
فعندما دخل الصهاينة المحتلين للقدس عام 1967م دخلوا وهم يرددون: (هذا يوم بيوم خيبر)!!، وغيرها من العبارات ولكن هذه كان لها رابط تاريخي..
وعندما دخل الجنرال الإنجليزي اللّنبي بجيشه إلى القدس في عام 1916م قال: "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! مع أن الكنيسة كانت قد أعلنت ان الحروب الصليبية انتهت قبل مئات السنين!!
وكان أول ما فعله الجنرال جورو بعد دخول جيشه إلى دمشق في عام 1920م أن توجّه بزيِّه العسكري وسيفه إلى قبر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، ووجَّه له قولته الشهيرة الشامتة: "لقد زعمتَ بعد الحروب الصليبية أننا خرجنا من الشرق ولن نعود، وها قد عدنا، فانهضْ لترانا هاهنا وقد ظفرنا باحتلال سوريا".
والآن اجتمع النصارى واليهود علينا وجيشوا جيوشهم لكي يتمكنوا من المسلمين ومن دولتهم التي لطالما قضت مضاجهم ..
لهذا فلا بد من أن نعرف تاريخ مدينتنا وكيف أننا أول من سكنها وأول من عمّرها وإنما كان وجود هؤلاء الغرباء مؤقتا في كل الأوقات التي تواجدوا فيها..
ولا بد أن نعرف كيف انتصرنا عليهم ولماذا انتصروا علينا حتى نستفيد من تجاربنا ونختصر زمن التحرير والانتصار..
ولقراء تاريخ القدس وفلسطين ننصح بقراءة كتاب (دراسة منهجية في القضية الفلسطينية) تأليف د. محسن صالح والكتاب المتميز فلسطين التاريخ المصور تأليف د. طارق سويدان وهو متوفر بألبوم صوتي، وغيرها الكثير ..
قراءة التاريخ واجب لنصرة الأقصى
شاهد أيضاً
“يا قدس إنّا قادمون” مسابقة إلكترونية من شبكة مساجدنا
بمناسبة مرور 44 عاماً على إحراق المسجد الأقصى المبارك، وفي إطار الحملة الإعلامية للدفاع عن …