خيبر مدينة التاريخ المجيد
خيبر في الطريق إلى مكة، مدينة تود لو تمر منها كالسَّهم أو بسرعة البرق دون أن يوجعك تاريخها المجيد أو يعلق بها شيء من عار تخاذلك الحاضر، خيبر هذه التي لا تشبهنا ولا نشبهها، وقد غيرنا صفحة التاريخ وعدنا إلى اليوم الذي كان يسكنها اليهود حصونا منيعة ويخضرون الأرض، ويعلون البناء ظنا أنه سيمنعهم من الله!
يكاد يصمك نداء" خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، و يعلق في أذنك التسويف الذي طال واستطال وقد علا اليهود في الأرض علوهم الأكبر، ودانت لهم الدنيا بأكثر من ما بين الفرات والنيل استسلاماً وخيانة من يوم أن رقصوا على أطلال القدس المحتلة يغنّون "محمَّد مات خلف بنات"، وكأنهم يطمئنون أنفسهم أنَّ أحداً لن يقوم بوجههم لاسترداد الحق والتاريخ!
نسينا نحن تاريخ خيبر المحمدي ومن بعده تاريخها العمري الذي أكمل خلاله عمر بن الخطاب ما بدأه الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم من إخراج اليهود من جزيرة العرب، وهم أول ما تمكنوا في أرض فلسطين دخل دايان و الحاخام غورين إلى المسجد الأقصى و صلوا عند حائط البراق وقال دايان: "اليوم فتح الطريق إلى بابل و يثرب فتعالت الهتافات من حوله" يا لثارات خيبر"، و لم تنس رئيسة وزراءهم جولدا مائير يوم وصلت إيلات أن تصرِّح : "إني أشم رائحة أجدادي في خيبر"
اكتفينا نحن بالشعارات والقعود وهم تابعوا العمل في باطن الأرض وظاهرها يغذون أنفسهم بعقيدتهم الدينية والتاريخية ويأخذون من الماضي وقودا لاستمرارية الحاضر، ونحن كان من المفروض أن ننسى الدين والتاريخ والجغرافيا، ونكتفي بما بين أيدينا بينما هم رؤيتهم تشمل تركيع العالم أجمع لهم ليعمل الأغيار كدواب بني إسرائيل. لن يعود تاريخ خيبر بالشعارات، ولكنَّه يحتاج إلى رجال كعلي بن أبي طالب الذي أعطاه الرَّسول راية الفتح يوم خيبر، وقال: ((سأعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله)).
لسنا في أمان ولا ديننا ولا بلادنا ولا مقدساتنا، فلقد حاول اليهود قديماً وهم شرذمة مستضعفون مشتتون سرقة جثة المصطفى صلَّى الله عليه وسلّم فكان أن يسر الله نور الدين زنكي لإنقاذها في رؤية رآها والرَّسول يستنجد به في منامه، فقبض على المتآمرين وقتلهم، وبنى حول الحجرة الشريفة سوراً من الرَّصاص حتى لا ينفذ أحد إليها، حمى الله نبيّه برجل صالح راكع ساجد أوقف حياته للجهاد ونصرة الإسلام والمسلمين، وقد كان سبحانه يستطيع أن يحمي النبي دون الحاجة إلى البشر، ولكنَّه التكريم والخلود والأجر لمن رآه الله أهلا لذلك الفضل، ولكن من يمنع اليهود وأعوانهم و أذيالهم في أيامنا هذه من تكرار كيدهم ومحاولاتهم؟!
لن يعود تاريخ خيبر بالشعارات، ولكنَّه يحتاج إلى رجال كعلي بن أبي طالب الذي أعطاه الرَّسول راية الفتح يوم خيبر، وقال: ((سأعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله)). وجند الفتح الذين يحبهم الله ورسوله لهم صفات {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}.
و بالرَّغم من كل فالبشرى قائمة والأمل موجود والعلامة متحققة بإذن الله، فقد روي في أحاديث آخر الزمان : ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله)).
ولقد مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم فوارس آخر الزَّمان، فذكر في حديث آخر : ((إنّي لأعلم أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)).
فهل نكون من جند القدر النافذ والفتح المبين؟