دانت العديد من المنظمات والأحزاب اعتقال السلطات البريطانية للشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر - بطريقة غير مشروعة.
حيث استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدَّة ما قامت به الشرطة البريطانية ضد الشيخ رائد صلاح الذي دخل أراضيها بطريقةٍ قانونيةٍ، ووصفتّ هذا الفعل " بغير الأخلاقي و غير القانوني، وأنه جاء رضوخًا واستجابةً لضغوط الاحتلال الصهيوني".
كما دانت رابطة علماء فلسطين في لبنان هذا الفعل، وعدَّت الاعتقال قرارًا صهيونيًّا بتنفيذ بريطاني، ينافي الأخلاق ويتناقض مع حقوق الإنسان، وحرية الرأي والتنقل، وأنَّ هذا الاعتقال هو جريمة عنصرية لاإنسانية منظمة، تضاف إلى سجل الجرائم البريطانية منذ النكبة بحق شعبنا المظلوم.
ودعت منظمة "أصدقاء الإنسان"، ومقرها فيينا، السلطات في المملكة المتحدة إلى ضرورة معاملة الشيخ صلاح، بما يضمن عدم إهدار حقوقه على أساس من المواقف السياسية، وتمكينه من إتمام زيارته إلى بريطانيا بشكل طبيعي، وكذلك مزاولة النشاطات المشروعة التي كانت على جدول أعماله.
تضامن بريطاني شعبي واسع
و تشهد بريطانيا العديد من الفعاليات التضامنية مع الشيخ صلاح، فقد قدّم المنتدى الفلسطيني في لندن جائزة الحرية للشيخ صلاح تسلمها نيابة عنه الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر زاهي نجيدات.
وانضمت مدينة مانشستر -ثاني أكبر مدينة في بريطانيا- لفعاليات التضامن مع الشيخ صلاح؛ حيث أحيت مساء الأحد مهرجاناً ضخماً تضامنيا مع الشيخ المحتجز.
كما دانت منظمات التضامن البريطانية الإجراءات الأخيرة ضد الشيخ صلاح، وكشفت مصادر بمنظمات التضامن البريطانية عن أنَّ أعضاء بمجلس العموم البريطاني على استعداد لتكلف قيمة الكفالة المالية للشيخ صلاح.
وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر- قبل عدَّة أيام، بحجة وجود مذكرة اعتقال وإبعاد بحقه - رغم دخوله البلاد بطريقة قانونية-، حيث اقتادته - بطريقة غير إنسانية- إلى مركز "كولبروك" للاحتجاز قرب مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن . تمهيداً لترحيله منها.
وكان من المقرَّر أن يحلّ الشيخ صلاح ضيفاً على فعاليات ما يسمَّى "يوم فلسطين" الذي عقد بلندن في الثاني من يوليو/تموز الحالي، والذي ينظمه المنتدى الفلسطيني في بريطانيا. كما كان من المفترض أن يلقي خطاباً أمام البرلمان البريطاني، بعد أن دعاه أعضاء يساريين من حزب العمل.
التعليق:إنَّ قول كلمة الحق والثبات عليها، ليس أمراً سهلاً أو مرحباً فيه، فطريق الحق طريق مليء بالعراقيل والمعوقات
- يعدُّ الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الاخضر- واحداً من أبرز الشخصيات التي تحدَّت إجراءات اليهود الاحتلالية رغم محاولات الاغتيال التي تعرَّض لها، والاعتقال المتكرّر، وفرض الإقامة الجبرية عليه وغير ذلك. وكان دوره بارزاً في الدفاع عن القدس ورفض محاولات تهويدها واستباحة حرماتها.
- إنَّ هذا التصرّف الذي قامت به بريطانيا والتي تدّعي الديمقراطية والحرية، ليس الأول من نوعه، فقد منعت الكثير من الدعاة من دخول أراضيها، كالعلامة القرضاوي، والدكتور أحمد نوفل وغيرهم. في حين أنَّ قادة الاحتلال والمسؤولين عن الجرائم والمذابح، يسرحون ويمرحون في أراضيها، بحجَّة الحرية والديمقراطية المزعومة.
- إنَّ بريطانيا، وغيرها من الدول، التي تدعي الديمقراطية والمساواة، أكَّدت في تصرفها هذا وغيره من التصرفات، أنها تستخدم الديمقراطية مع من تشاء من الناس والدول، في حين أنَّها تنسى هذه الأمور مع غيرها، إذا تعارضت مع مصالحها الاقتصادية، وهذا يؤكِّد على ازدواجية المعايير ومزاجية التعامل مع الدول، وهذا منافٍ للديمقراطية بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض.
- إنَّ قول كلمة الحق والثبات عليها، ليس أمراً سهلاً أو مرحباً فيه، فطريق الحق طريق مليء بالعراقيل والمعوقات، والتصدي للباطل وأعوانه -مهما قويت شوكتهم، وطغى بأسهم- ليس أمراً هيّناً، بل إنَّ صاحبه يتعرَّض لكلِّ أذى وابتلاء، لأنه يحمل كلمة الحق، ويقف في وجه الظلم والطغيان. وهنا يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله : (إنَّ طريقَ الدعوة إلى الله عزَّ وجل ليس هيّناً ليّناً وليس مفروشاً بالزهور والورود والرياحين ولا خالياً من المكذبين والمعاندين والمحاربين،إنَّ على كلِّ من يناصر القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العادلة، أن يستخدم أسلوباً إعلامياً قوياً مؤثراً، لأنَّ القضايا العادلة، بحاجة إلى إعلام مؤثر، يعرف بها، ويؤصل لمشروعيتها، ويردّ ويفنِّد المزاعم والأكاذيب والشبهات حولها ولكنَّه طريق طويل شاق حافل بالعقبات والأشواك مفروش بالدماء والأشلاء، محفوف بالمخاطر والفتن والابتلاءات، يدوى فى جنباته عويلُ المجرمين من الكفار والمنافقين، إذْ لو كان سلوك هذا الطريق الكريم سهلاً ليناً لا يكلف عرقاً وروحاً ودماً لسهل على كلّ إنسان أن يكون صاحب دعوة ولاختلـطت حينئذ دعوات الحق ودعاوى الباطل!!)
- إنَّ القضية الفلسطينية – رغم الانحياز الذي تقوم به بريطانيا وغيرها من الدول- هي قضية منتصرة، لا تعرف الهزيمة؛ لأنَّ الحق فيها واضح كالشمس، لا تغطيه الأكاذيب والفبركات، والحملات العنصرية المنحازة.
- إنَّ على كلِّ من يناصر القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العادلة، أن يستخدم أسلوباً إعلامياً قوياً مؤثراً، لأنَّ القضايا العادلة، بحاجة إلى إعلام مؤثر، يعرف بها، ويؤصل لمشروعيتها، ويردّ ويفنِّد المزاعم والأكاذيب والشبهات حولها، حتَّى يكون لها رأي عام مؤثر، يناصرها ويقف إلى جانبها دائماً.