الخيانة من أمر افتراضي إلى واقع ملموس

الرئيسية » بصائر من واقعنا » الخيانة من أمر افتراضي إلى واقع ملموس
alt

ذكرت شبكة "C.N.N" الأمريكية أنَّ باحثين من جامعتي "بنراسكا" و" واشبورن" وجدوا في دراسة أجروها أنَّ النسبة الأكبر ممَّن يرتكبون الخيانة الإلكترونية، يخونون شركاء حياتهم لاحقاً على أرض الواقع، وأنَّ نسبة 75% ممَّن أقاموا علاقات عن طريق الإنترنت، انتهى بهم الأمر بإقامة علاقات جنسية واقعية لاحقاً.

المصدر: مواقع إلكترونية

التعليق:
1- لاشكَّ أنَّ هذه الدراسة عالجت الواقع الغربي المنحط أخلاقياً والبعيد كلياً عن تعاليم الإسلام وأحكامه التي تأمر وتحض على أن يكون الإنسان متوازناً في شخصيته سواء كان منفرداً أو مجتمعاً مع أقرانه، وسواء كان  في السرّ أو العلن، ومع ذلك كلِّه، فإننا نرى صوراً قاتمة تحاكي نتائج هذه الدراسة في أسرنا ومجتمعنا الإسلامي وللأسف، وما ذلك إلاَّ لبعدنا عن تعاليم القرآن الكريم وتوجيهات السنة النبوية.

2- حثَّنا المولى سبحانه على أن نحافظ على أمانة السَّمع والبصر والفؤاد، وكلّ ما أودعه الله فينا أمانة، قال تعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}. (الإسراء:36)،  وحذَّر رسوله صلَّى الله عليه وسلّم  -الخطاب لأمته كذلك- من أن يكون معيناً أو ناصراً للخائنين، قال:{ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}. (النساء:105).

3- أمرنا الله عزَّ وجل بغض البصر، فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}. (النور:30-31)، والنظر وسيلة مفضلة للشيطان، لسهولته ولإمكانية التستر عليه، خصوصاً بوجود التقنيات الحديثة، وهنا تبرز مخافة الله وتقواه، وقد ورد في الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك عن رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام: (النظرة سهمٌ من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف أثابه به جلَّ وعزَّ إيمانًا يجد حلاوته في قلبه).

4- إنَّ من أساليب الشيطان الاستدراج والتزيين والتبسيط للمعصية، ولهذا حذرنا الله من مكائده، فقال تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}. (البقرة: 168)، وما جاء هذا النهي والتحذير إلاَّ لأنَّ الشيطان يستدرج بها الإنسان حتَّى يوقعه في الخطأ خطوةً بعد خطوة، وشيئًا فشيئًا، ومن ثمَّ يقترب الإنسان من الوقوع في الذنب والخطيئة التي تؤدي في النهاية إلى الوقوع في المعصية، والعياذ بالله.

5- الإنسان المسلم يستحضر رقابة الله عزَّ وجل، وأنَّه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويتذكر على الدَّوام أنَّ غض البصر من صفات المؤمنين، وأنَّ عاقبة النظر إلى ما حرَّم الله لا تورث إلاَّ الهمَّ والغمَّ، وقد تورد المهالك لا سمح الله، وليكن قدوته ودليله يوسف نبي الله عليه السَّلام، إذ عرضت عليه الفتنة خالياً مع امرأة العزيز، فقال:{مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}. (يوسف:23)، ورحم الله الإمام الشافعي، إذ يقول :
عفُّوا تعفّ نساؤكم في المحرم…وتَجنّبوا ما لا يليق بمسلمِ
يا هاتكًا حُرم الرجال وتابعًا…طرق الفساد فأنت غيْر مُكرّمِ
من يزنِ في قوم بألفَي درهم…في أهله يزنى بربع الدرهمِ
إنَّ الزنا دَين إن استَقرضتَه…كان الوَفا من أهل بيتك فاعلمِ
لَو كُنت حرًّا مِن سلالة ماجد…ما كنت هتّاكًا

معلومات الموضوع

الوسوم

  • خبر
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    من عوامل ثبات أهل غزة

    قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …