رائد صلاح .. شيخ الأقصى الصَّامد

الرئيسية » بصائر الفكر » رائد صلاح .. شيخ الأقصى الصَّامد
alt

تعرَّض هذه الأيام لقرار جائر من قبل الحكومة البريطانية  يضاف إلى رصيد القرارات التي تعرض لها طوال تاريخه الجهادي  ، عقاباً له على
على وقوفه شامخاً صلباً للدفاع عن الأمة الإسلامية قضية القدس والمسجد الأقصى الأسير، لم  يترك ساحة ولا ميداناً إلاَّ و حضر  فيه من أجل قضية الشعب الفلسطيني.
اعتقل مؤخراً في بريطانيا، وهو بصدد الاستعداد  للمشاركة في أسطول الحرية 2، ليساهم في كسر الحصار  المفروض على غزة وإنهاء معاناة أهلها، امتداداً لمشاركته في أسطول الحرية 1، حيث كان من أبرز القيادات على متن السفينة مرمرة ، إنَّه الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.
نشأته ..
هو رائد صلاح سليمان أبو شقرة محاجنة ، ولد  في مدينة أم الفحم شمال فلسطين عام  1958  ، وهو أب لثمانية أبناء، وينتمي لعائلة أبو شقرة التي بقيت في أرضها ولم تنجح العصابات الصهيونية من تهجيرها عام 1948.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في أم الفحم، وحصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل الإسلامية في فلسطين.
بدأ الشيخ رائد صلاح نشاطه الإسلامي مبكرًا، حيث اعتنق أفكار جماعة "الإخوان المسلمين"، ونشط في مجال الدعوة الإسلامية في داخل الخط الأخضر منذ كان في المرحلة الثانوية، وكان من مؤسسي الحركة الإسلامية في داخل الدولة العبرية في بداية السبعينيات.

جهاده  ..
شارك الشيخ رائد صلاح في العمل السياسي من خلال ترشيح نفسه لانتخابات بلدية أم الفحم (كبرى المدن العربية داخل إسرائيل)، التي نجح في رئاستها 3 مرَّات، كان أولها في عام 1989م.
انشغل الشيخ رائد صلاح طوال تاريخه  بقضية المقدَّسات الإسلامية من مساجد ومقابر ومقامات؛ نظرًا لتعمّد الصهاينة الاعتداء عليها، وتحويلها لأغراض أخرى بعد رحيل أهلها عنها.
وانتخب في أغسطس 2000 م رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية، التي ساهمت بشكل فاعل في الدفاع عن المساجد في أراضي فلسطين كافة ، ونجحت في إظهار محاولات الاحتلال المتكرِّرة للحفر تحت المسجد الأقصى.
إعمار الأقصى  ..
وقد شكَّلت أحداث الكشف عن النفق تحت المسجد الأقصى المبارك، والتي كان الشيخ صلاح أوَّل من كشف النقاب عنها؛ نقطة محورية في حياته عزَّزت لديه المخاوف من المساس بالمسجد المبارك، وضرورة تكثيف الجهود لحمايته، وهو ما دفع الشيخ صلاح إلى إطلاق عدد من المشاريع لإحياء قضية الأقصى والدفاع عنه ، فلعب دوراً جوهرياً في العمل على إعمار المسجد الأقصى وبقية المقدسات ، وبدأ هذا الدور يتعاظم منذ عام 1996م، واستطاع أن يُفشل المخططات الساعية لإفراغ الأقصى من عمارة المسلمين عن طريق جلب عشرات الآلاف من عرب الداخل إلى الصلاة فيه عبر مشروع مسيرة البيارق.
ونجح صلاح وزملاؤه في إعمار المصلى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وإعمار الأقصى القديم، وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة وحدات مراحيض ووضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس، وعمل أيضًا على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها "درس الثلاثاء" الذي يحضره اليوم نحو 5 آلاف مسلم أسبوعيًا في المسجد الأقصى.
كما ساعد في إصدار عدَّة أفلام وثائقية وكتب عن المسجد الأقصى المبارك؛ كشريط "المرابطون"، وكتاب "دليل أولى القبلتين"، وشريط "الأقصى المبارك تحت الحصار".
الملاحقة  ..
قوبل جهاد الشيخ رائد صلاح في التوعية والدفاع عن المسجد الأقصى بصلف صهيوني فأخذ يدفع فاتورة انشغاله بالأقصى من حريته ، فبعد تخرجه من كلية الشريعة أُدخل السجن بـ"تهمة" الارتباط بمنظمة محظورة، وهي "أسرة الجهاد"، وكان ذلك عام 1981، ثمَّ بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية مدَّة طويلة؛ حيث كان خلالها ممنوعًا من مغادرة المدينة طوال الوقت، وممنوعًا من مغادرة بيته خلال الليل، ثمَّ كان ملزمًا بإثبات وجوده مرَّة أو مرَّتين كلَّ يوم في مركز شرطة وادي عارة.
حاول الالتحاق بسلك التعليم كمعلم في مدارس أم الفحم، إلاَّ أنَّ وزارة المعارف الصهيونية رفضت طلبه فعمل في المهن الحرة، وأقام أسرته في عام 1985 ،  اعتقل و لفِّقت له اتهامات عدَّة ، من بينها الاتصال بجهة معادية(إيران) ودعم الإرهاب وغيرهما
واعتقل رائد صلاح يوم 13-5-2003، إضافة إلى 13 من قادة الحركة الإسلامية بزعم أنَّهم قاموا بتبييض أموال لحساب حركة المقاومة الإسلامية "حماس"- في مجال الدفاع عن المقدسات والأوقاف الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك
ورغم محاولة اغتياله على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات انتفاضة الأقصى، وأصيب برصاصة في وجهه ، إلاَّ أنَّه استمر في الدفاع عن المقدسات الإسلامية واستمر الجيش الصهيوني في محاولة إبعاده عن مدينة القدس، حيث منع الشيخ من دخول مدينة القدس عام2009 ثم أصدرت المحكمة الصهيونية عام 2010 قراراً بسجنه  تسعة أشهر.
أسطول الحرية ..
وذهب جهاد الشيخ رائد صلاح إلى أبعد من جغرافية المسجد الأقصى ، فوسط  هيمنة قضية الأقصى على كل تفكيره وحركته إلا أنه لم ينس أن هناك أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة يعانون من الحصار الصهيوني – العربي ، فشارك في إعداد أسطول الحرية في 31 مايو 2010  لفك الحصار عن قطاع غزة ، و تعرَّض الأسطول لعملية قرصنة بحرية في المياه الدولية من السفن الحربية الإسرائيلية، و قتل في هذا التعدِّي الصَّارخ أكثر من 16 من المتضامنين العزَّل، وأصيب أكثر من 38 جريحاً... وقد تمَّ اعتقال الشيخ رائد  بعد محاولة اغتياله.

 

معلومات الموضوع

الوسوم

  • الصهاينة
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

    الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …