تَأتَأة الأطفال كيف نعالجها ؟

الرئيسية » استشارات تربوية » تَأتَأة الأطفال كيف نعالجها ؟

لديَّ طفل في الثالثة من العمر يُتأتئ بشكل ملحوظ ، علماً بأنَّه بدأ كلامه بشكل جيِّد جداً، وهو في سن السنة وثمانية أشهر تقريباً، ويلفظ كافة الحروف، ثمَّ ظهرت لديه مشكلة التأتأة فجأة، وبدون سبب واضح، وقد راجعت طبيب الأطفال، فأرشدنا إلى عدم الاهتمام لهذه المشكلة، فهي عرض زائل، ونصحنا أن نتجاهل هذا الأمر أمامه، ولا نضحك عندما يتأتئ ، ونبدي له وكأَّنَّ الأمرَ عاديٌّ جداً.
وقد مضى على هذه المشكلة قرابة السَّنة، ولم نلحظ تحسنّاً...فماذا تنصحوننا؟، علماً بأنه لا أحداً من إخوته عانى من هذه المشكلة، وجزاكم الله خيراً.

الرد : المستشار: الدكتور جمال ماضي  - المستشارة: أسماء طايع

أولاً – رد المستشار: الدكتور جمال ماضي

السيّدة السائلة، إليك النصــــــــــائح والتوصيـــــــات التي تساعدك على حلِّ المشكلة
1 - تشجيع الطفل على الحديث  :

الجلوس مع الطفل والحديث معه، ولو مرَّة واحدة في اليوم، مع جعل الموضوع شيّقاً وممتعاً، وتجنّب مطالبته بإتقان الكلام أو إعادته ، ولكن المطلوب جعل التحدّث معه نوعاً من التسلية.

2 - مساعدة الطفل على الاسترخاء عند حدوث التأتأة  :

عدم الاهتمام للتأتأة الحقيقية التي لا تسبب للطفل أي مضايقة، أمَّا إذا لم يستطع الطفل الكلام، فالمطلوب طمأنته بمثل القول : (لا تنزعج، فإنِّي أفهم ما تريد أن تقوله). أمَّا إذا سأل الطفل عن مشكلة التأتأة لديه، فيخبر أنَّه سيتحسن، ثمَّ تزول التأتأة أخيراً..

3 - عدم تصحيح كلام الطفل  :

تجنّب التعبير عن عدم الاستحسان لكلامه، كقولك له على سبيل المثال: (توقف عن التأتأة)، أو ( فكر قبل أن تتكلم)، نتذكَّر أنَّ ذلك هو الكلام الطبيعي للطفل في هذه السن، وأنَّه لا يمكنه التحكم فيه، لا نحاول أن تصحّح له النطق أو الأخطاء اللغوية، كما يجب ألا نمدحه على كلامه الصَّحيح، لأنَّ ذلك يعني أنَّ كلامه السَّابق لم يكن سليمًا.

4 - عدم مقاطعة الطفل عندما يتكلم :

يجب منح الطفل الوقت الكافي كي ينتهي ممَّا يقوله، وعدم إكمال الجملة له، نحاول أن نضع فاصلا لمدَّة ثانيتين بين نهاية جملة الطفل وبداية كلامنا ولا نسمح للإخوة بمقاطعة بعضهم البعض أثناء الكلام.

5 - لا نطلب من الطفل أن يكرِّر ما قاله أو يبدأ كلامه من جديد:

نحاول قدر الإمكان أن نخمِّن ما يحاول الطفل أن يوصله إلينا ، يجب أن ننصت له جيّداً عندما يحدِّثنا، ولكن لا نطلب منه أن يكرِّر كلامه إلاَّ إذا لم نستطع فهم بعض الكلام الذي يبدو مهمّاً.

6 - لا نطلب من الطفل أن يتمرن على نطق كلمة معينة أو صوت معين:

حيث إنَّ ذلك من شأنه أن يجعل الطفل يتمعَّن في كلامه أكثر من اللاَّزم.
7 - لا نطلب من الطفل أن يتمهل عندما يتكلَّم:

نحاول أن نشعر الطفل أنَّ لدينا الوقتَ الكافي كي نسمع منه، وأننا لسنا مستعجلين، وكمثال يحتذى نتبع أسلوباً هادئاً في حديثنا معه، إنَّ اندفاع الطفل في كلامه مرحلة مؤقتة لا يمكن للوالدين تغييرها بإصدار الأوامر له.

8 - عدم تعيير الطفل بالمتأتئ :

فإنَّ هذه النعوت تصبح من التوقعات المحقّقة ذاتياً، كما يجب عدم مناقشة مشكلات النطق عند الطفل في حضوره.

9 - نطلب من الآخرين ألاَّ يصحِّحوا كلام الطفل :

يجب أن يطلع كلّ من حاضنة الطفل وأقاربه و مدرسيه والجيران والزوار على هذه الإرشادات، ولا نسمح لإخوته بأن يقلدوه في تأتأته، أو يسخروا منه.

10 - نساعد الطفل على الطمأنينة والشعور بأنَّه مقبول بوجه عام :

يجب زيادة وقت لهو الطفل ولعبه اليومي، مع محاولة تهدئة إيقاع الحياة في الأسرة ؛ وتجنب المواقف التي تثير التأتأة لدى الطفل .

مراجعة الطبيـــــــب إذا :

كان الطفل أكبر من خمس سنوات، أو كان الطفل يعاني من تأتأة حقيقية في الكلام. أو كانت تظهر على وجه الطفل تقلصات عضلية. أو كان الطفل قلقاً أو خائفاً من الكلام، وأصبح يتمعن في كلامه، أو كان أحد أفراد الأسرة قد عانى من التأتأة عند الكبر، أو تأخر الكلام عند الطفل (تأخر التلفظ بالكلمات في سن ثمانية عشر شهراً، أو عدم نطق الجُمل بعد بلوغ الطفل سنتين ونصف السنة من العمر). أو كان كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من سنتين غير مفهوم للآخرين إطلاقاً، أو كان أكثر من نصف كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من ثلاث سنوات غير مفهوم للآخرين. أو كان 10 % من كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من أربع سنوات من العمر غير مفهوم للآخرين. ولم يقلّ تعثر الكلام عند الطفل بعد اتباع هذه الإرشادات لمدَّة شهرين.

ثانياً -  رد المستشارة: أسماء طايع

الأخت العزيزة السَّائلة، المشكلة كما حكى لكِ دكتور الأطفال هي عرض زائل، ولكن التجاهل في هذه المشكلة ليس هو الحل.

فأنتِ تذكرين الآن أنَّ المشكلة قد مرَّ عليها سنة، ولم يحدث تحسن، وهذا وقت طويل، وبالتالي فهو ليس طبيعي لهذه المشكلة.

ويرجع ذلك إلى أنَّك لم تتواصلي مع الجهات الأكثر تخصّصاً في هذه الأمور، وهو الاختصاصي النفسي للأطفال.
فالمشكلة بسيطة، بإذن الله، ولكنِّي أردت أن أقولَ لكِ: إنَّ توقفك عند استشارة واحدة لطبيب الأطفال كانت لا تكفي.

فعليكِ سيّدتي أن تتبعي هذه الخطوات التالية حتَّى نصل بابنك إلى برِّ الأمان، إن شاء الله:
أولاً: قومي بتوجيه عام لكلِّ من في البيت والأقارب إلى عدم التعليق أو الضَّحك على طفلك أثناء تحدّثه مع أيّ فردٍ منهم، ويكون هذا بشكل جاد، وليس مجرَّدَ تنويه.

ثانياً: عند تحدّث طفلك إليكِ لا تختصري له في الكلام.. بمعنى أنَّه عندما يناديك مثلا (ما.. ما.. ما..) أن تقولي له مثلا: (أيوه حبيبي .. ماما.. عايز إيه؟) هذا أسلوب خاطئ جدّاً، فهذا يدعوه إلى الاعتماد على ذلك في كل مرَّة يتحدَّث فيها إليكِ، ممَّا يدعوه إلى ترك العزيمة في الكلام بشكل جيّد.

ثالثاً: عليكِ عزيزتي، عند تحدث طفلك إليك، ألا تكلميه وأنتِ واقفة أو مشغولة عنه، ولكن عليك أن تذهبي إليه وتجلسي حتَّى تكوني في نفس مستواه، وهو واقف وتنظري في عينيه جيّداً، ثمَّ تقولي له: (نعم، يا حبيبي، تكلَّم، ماذا تريد، أنا أسمعك جيّداً) حتَّى يقول لكِ كلَّ ما يريد كاملاً دون تدخلٍّ منكِ في الكلام بدلاً منه.

رابعاً: امنحي طفلك عزيزتي الثّقة بالنَّفس، ولا تشعريه أنَّ هناك مشكلةً، أو أنَّ إخوته أفضل منه ظنّاً منكِ أنَّ هذا من باب التحميس له، فهذا أمر خاطئ جدّاً، ولكن عليك أن تبرزي له كلَّ المميزات التي يتحلَّى بها حتَّى تنمِّي لديه شعورَ الثقة بالنفس، وهذا الشعور بالثقة أكبرُ معينٍ لنا في التخلّص من هذه العادة.

خامساً: عليك عزيزتي، ألا تشعري طفلك أنَّك قلقة من هذا الأمر، لأنَّ هذا يزيد من توتره، ويشعره أنَّ لديه مشكلةً، وبالتالي تزداد التأتأة لديه، لأنَّ أهمَّ خطوة في التخلص من هذا الأمر اطمئنان طفلك.

وأخيراً، عزيزتي، لا تستعجلي الأمور، ولكن عليكِ الأخذ بالأسباب بشكل جادٍ وبدون انزعاج.
حفظ الله لك أبناءَك، وجعلهم لك نعم الذريَّة الصَّالحة.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • التعلم
  • الطفل
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    لا أشعر بالسعادة لنجاح الآخرين!

    أنا شاب ثلاثيني؛ ناجح جداً في مجال عملي وعلاقاتي، متزوج ولدي أطفال وزوجة رائعة وأعمل …