حصل أميركي يبلغ من العمر 99 عاماً على الشهادة الجامعية أخيراً بعد أن انقطع عن دراسته في العام 1932م أثناء ما يعرف بالكساد الكبير.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، قال ليو بلاس مازحاً: "استغرق أمر التخرج منِّي 80 عاماً".
المصدر: وكالة رويترز
التعليق:
1. للعلم في ديننا الحنيف قدرٌ كبير، وحين وضع الله معياراً للتميز بين الناس كان هو العلم ألم يقل تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، بل إنَّ أول أمر نزل في الإسلام كان يحض على العلم فقال عز وجل:{اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم}، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل العلم والتعلم منها ما رواه أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، و إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
2. وللهمَّة العالية أثر أساس في تحصيل العلم وغيره، فإنَّ أيَّ رقيّ يرنو إليه شخص ما لن يستطيع الوصول إليه إلاَّ إذا رفع همته، وإنَّ الفرق الرئيس بين شخص ما وشخص أفضل منه هو الهمَّة، وبالهمَّة تميَّز الناس.
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال
3. والتقدَّم في العمر أو (فوات الوقت) كما يقال يمكن أن يُكسر بالهمَّة العالية والحرص على العلم، فالإمام العزّ بن عبد السَّلام سلطان العلماء بدأ بطلب العلم وهو ابن اثنين وستين عاما، وقد ذكر الإمام بن حجر-رحمه الله- عن الإمام التابعي الثقة صالح بن كيسان-رحمه الله- أنه ابتدئ بالتعلم وهو ابن سبعين سنة.
4. يروى أنَّ سباقاً جرى بين الضفادع في بلوغ أعلى تلة مرتفعة، فاصطف الضفادع وانطلقوا وبدأوا بالتساقط واحدة تلوى الأخرى وكان بينهم من يقول: لن نستطيع الصعود فهي تلة عالية، إلا ضفدع واحد واصل التقدم والصعود حتى وصل بأعجوبة وسط دهشة جميع الحاضرين، فعندما فاز اكتشف الحاضرين أنَّه أصم ولم يكن يسمع للرسائل السلبية التي كانت تحيط ببقة المتنافسين، فعندما يحدّد الهدف بالعلم والمعرفة وتشحذ الهمم وبالاستعانة بالله تتحقق الأمنيات، قال الشاعر أبو القاسم الشابي في قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة:
إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية ٍ ركبت المنى ونسيتُ الحذر
وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ ولا كبة اللَّهَب المستعرْ
وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ