القرآن نبعُ الإيمان ودليلُ حياة

الرئيسية » بصائر تربوية » القرآن نبعُ الإيمان ودليلُ حياة
alt

القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، ودستور المسلمين في كلِّ زمان ومكان، ومعين الإيمان ومصدره الأوَّل، كان ولا يزال وسيبقى الموجّه والبوصلة الحقيقية للمؤمنين؛ وقد وصفه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: (القرآن هو كتاب الله تعالى، فيه نَبَأُ مَنْ قبلكم، وخَبَرٌ ما بعدكم، وحُكْمُ ما بينكم، هو الفَصْلُ ليس بالْهَزْلِ، مَنْ تركه مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله، ومَنْ اِبْتَغَى الهدى في غيره أَضَلَّهُ اللهُ، هو حَبْلُ الله الْمَتِين، ونوره الْمُبِين، والذِّكْرُ الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تَزِيغُ به الأهواء، ولا تَلْتَبِسُ به الألسنةُ، ولا تَتَشَعَّبُ معه الآراء، ولا يَشْبَعُ منه العلماء، ولا يَمَلَّهُ الأتْقِيَاءُ، ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، مَنْ عَلِمَ عِلْمَهُ سَبَقَ، ومَنْ قال به صَدَقَ، ومن حَكَمَ به عَدَلَ، ومن عَمِلَ به أُجِر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم).

فيه الضّياء والنور المبين؛ ليستضاء به، فيعلم في ضوئه الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والنافع من الضار، والرشد من الغي، قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. (المائدة :15-16).
فيه الهداية إلى الطريق  الأقوم؛ قال تعالى:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}. (الإسراء:9).

فيه الشفاء والرَّحمة؛ قال الله سبحانه :{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}. (الإسراء:82).

فيه معالم وأسس الحياة السَّعادة، قال الله تعالى:{ طه *مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}. (طه:1-2).

فيه القصص والعبر، قال الله تعالى: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ}. (يوسف:3).

فيه البيان والهدى والخير، قال الله سبحانه : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}. (البقرة:185).

فيه الرَّحمة، قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} . (الأعراف:52).
وبما أنَّ القرآن كذلك، أمرنا المولى سبحانه بتلاوته وتدبّره وتحقيق الاستفادة الكبرى من هذا المعين الذي لا ينضب، فقال تعالى:{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. (محمَّد:18).  وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أولو الْأَلْبَابِ} .(ص:29).
الآية دعوة للأمَّة إلى كتاب الله الكريم قراءةً وحفظاً وتذكراً، فإنَّه مصدر كمالها وسعادتها أفراداً وجماعات
ويسّره  الله عزَّ وجل لمن وفقّه من عباده لحفظه والتذكر به والتذكر، فقال:{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (الدخان:58)، ويقول: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً}. (مريم :97). وفي سورة القمر يكرّر المولى سبحانه  قوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}. (القمر:17-22-32-40). في أربعة آيات: أي: فهل من متعظ به، حافظ  له متذكر؟!   وقيل : هل من منزجر عن المعاصي ؟  وقيل: هل من طالب خير يعان عليه ؟ وقيل : هل من طالب علم فيعان عليه ؟.
ومعنى الآية : (أي: تذكروا يا عباد الله بالقرآن، فإنَّ منزله سهَّله للتَّذكير، والآية دعوة للأمَّة إلى كتاب الله الكريم قراءةً وحفظاً وتذكراً، فإنَّه مصدر كمالها وسعادتها أفراداً وجماعات، وقوله تعالى:{ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}: استدعاء وحض على ذكره وحفظه لتكون زواجره وعلومه وهداياته حاضرة في النفس). قال العلماء: (والاستفهام هنا للأمر، أي: فاتعظوا به واحفظوه).

وإذا علمنا ذلك، ونحن على أبواب شهر رمضان، شهر القرآن، فلنعدّ العدَّة لنستقبل هذا الشهر، وكلنا عزم وجدّ على أن نستفيد من هذا الكتاب الكريم، فنستضيء بنوره، ونستظل بظله، ونعيش مع آياته في الليل والنَّهار؛ تلاوة وتدبراً، وعلماً وعملاً، قال الله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}. (فاطر:29).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …