عشرة طرق لتربية الذكاء العاطفي عند الأطفال

الرئيسية » بصائر تربوية » عشرة طرق لتربية الذكاء العاطفي عند الأطفال
alt

الذّكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، وحسن استعمالها. ويعرّف كولمان "Goleman" الذكاء العاطفي بأنَّه القدرة على تعرّف شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين، وهو عبارة عن القدرات والمهارات في التعرف على مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين ، لنكون أكثر تحكماً في انفعالاتنا، وتحفيز أنفسنا، وإقامة علاقات أفضل مع الآخرين....
يتشكَّل الذكاء العاطفي من عدَّة عوامل؛ من أهمها: الوعي بالذات، والتحكّم في الانفعالات، والتحفيز الذاتي، والتمتع بالمهارات الاجتماعية، والتعاطف.
وتكمن أهميته في تحقيق الانسجام بين العواطف والقيم والمبادئ، والشعور بالرِّضا والاطمئنان، كما يؤثّر في الصّحة الجسدية والنفسية للفرد، وتساعده في تكوين العلاقات والصّداقات التي يريدها، وتجعله أكثرَ فاعلية في العمل من خلال الفريق.
بالتأكيد ترغبُ مثلَ كلّ أب وأم بتربية أبناء قادرين على التعامل مع عواطفهم ومشاعرهم الإيجابية والسلبية بكفاءة وفعالية، ويمتلكون مهاراتٍ اجتماعيةً صحيحةً وبنَّاءة، تكسبهم القدرة على التفهم والتعاطف مع النَّاس من حولهم.
الكثير من الآباء والأمهات يقف حائراً أمام طفله الغاضب أو طفلته  الغاضبة ذات السنتين من العمر، أو يشعر بعدم قدرته على التصرّف مع طفله الخائف، أو رضيعه الذي لا يسكت صراخه ولا يهدأ، القليلون منَّا يعرف ما الذي يجب عليه فعله، وكيف عليه أن يتعامل مع مشاعر طفله، وللأسف في كثير من الأوقات ليس أمامنا إلاَّ التذمر والشكوى.
ولا ضيرَ أن نعترف أنَّ كثيرين منَّا- آباءً وأمهات- قد نشأ في بيوت لا تشجِّع التعامل مع المشاعر، ولم نتعلَّم كيف نتعرَّف مشاعرنا وكيف نديرها – وليس كيف نكبتها- بل إنَّ الكثيرَ من البيوت لم تشجّع لغة الحوار والتعبير عن الرَّأي ، ابتعدت كثيراً لتعدَّ هذا من سوء الأدب.
بالتأكيد، هذا لا يعني أن نربّي أبناءنا بالمنهج والطريقة ذاتها، ومع كلّ الاحترام والحب لآبائنا وأمهاتنا، فهم بذلوا كلَّ استطاعتهم في تربيتنا في حدود ما يعرفون وما يتقنون، فجزاهم الله عنّا خيراً، ولكن علينا نحن أن نطوّر من مهاراتنا في تربية أبنائنا، خاصة في مثل هذا الزَّمان الذي تشاركنا في تربية أبنائنا جهاتٌ كثيرة بعضها خطير التأثير.
ومن هذا الباب، نضع بين يديك أيّها الأب، أيتها الأم عشر خطوات لتربية وتطوير الذكاء العاطفي لابنك ولابنتك، فهما يحتاجان هذه المهارات في سنوات عمرهما المقبلة في كلّ مراحلها:
1. احترم مشاعر أطفالك وأبنائك، وعليك أن تقرّ بأنَّ مشاعرهم مهمَّة مهما كان من الصَّعب عليك التعامل معها.
2. تعرّف وسمِّ مشاعر طفلك(غضب/خوف/فرح..)، واستغل الفرصة لتعليم ابنك عن مشاعره ومسمياتها.
3. شارك أطفالك مشاعرك، ولكن احذر من أن تعرض أطفالك للمشاعر السلبية الصعبة وللصراع، وهذا لا يتعارض مع كونك تشاركهم مشاعرك، فأنت في النهاية إنسان له مشاعر مختلفة.( أنا حزينة جدّاً لوفاة الخالة نادية، وأنا افتقدها كثيراً، وهذا سبب بكائي).
4. كن قدوة لأبنائك في التعامل مع مشاعرك وإداراتها، إذا بدأت بالصراخ والهذيان عندما تغضب، فسيفعل أبناؤك الشَّيء نفسه عندما يغضبون.
5. قدّر مشاعر طفلك، وحاول أن تدركها، كن دائماً بقرب طفلك عندما يريد مشاركة مشاعره وضمَّه إليك إن رأيته لا يمانع.
6. استمع إلى مشاعر ابنك أو ابنتك، وعبّر عنها له مرَّة أخرى.(تبدو حزيناً، هل تريد الحديث حول الأمر؟ أو تبدو سعيداً بلعبتك الجديدة.)
7. امنح طفلك الوقت ليعيش مشاعره، ولا تستعجل التدخل وإصلاح ما تعتقد أنَّه يزعجه، مثل هذا يساعده في بناء المرونة الشعورية ، وسيلاحظ سريعًا أنَّ المشاعر السلبية تخبو ويرجع هو إلى حالته الطبيعية.
8. قدّم المن والسّلامة واجعلها من الأولويات وضع الحدود إن لزم الأمر، من المهم ضمان سلامتهم حتّى في وسطالانهيار العاطفي، فمثلا أنت ملزم بكبح جِماح طفلك ذي السنتين، وهو في ثورة الغضب وقد تقوم بتحريكه ووضعه في مكان أو بيئة آمنة.
9. كل المشاعر يسمح بها، لكن ليست كلّ السلوكيات مسموحة. عادة يعبّر الأطفال عن مشاعرهم السلبية بسلوكيات غير مرغوبة، فمثلا قد يضرب أخاه الصَّغير، أو يكسر أشياء عندما يغضب. هنا بالتأكيد تحتاج أن تتدخل ولا تدع الأمور تسير لوحدها لتوقف السلوك غير المرغوب، وتقترح أسلوباً آخر: (إن كنت غاضباً وتريد أن ترمي شيئاً، فقم برمي هذه الجوارب نحو الحائط لأنَّها لن تؤذيك).
10. أنت كأب أو أم، أطلب المساعدة والدَّعم لتتعامل مع مشاعرك وتديرها بشكل مناسب . لأجل أن تكون قدوة جيّدة لأبنائك، عليك أن تعبِّر عن مشاعرك بطريقة ملائمة.(جرِّب الكتابة أو الحديث مع صديق، أو حتَّى مرشد أو مقدّم استشارات، أو أي طريقة تراها مناسبة لك).
إنَّ الذكاء العاطفي لأطفالك وأبنائك مهم جداً وجزء من تطوّر شخصياتهم، واعلم أنَّ الوقت والجهد الذي تبذله في ذلك سيثمر لصالحهم، لأنَّهم سيكونون أكثر تأهيلاً لمواجهة تحديات الحياة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …