التربية بالقصص:رحلة إلى الجنة(2-2)

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » التربية بالقصص:رحلة إلى الجنة(2-2)
alt

وللقصة بقية..

أبنائي الحلوين، لعلَّ ما رأيتموه في الرحلة أصابكم بالذُّهول .. لعلَّكم تحتاجون لشربه ماء تروون بها ظمأكم ..  هيَّا نشرب من ذلك النهر، ولكن انتظروا إنَّه ليس نهراً عاديا.. إنَّ حافتاه من الذهب ماؤه يجرى في مجرى من الدر والياقوت، ولونه ابيض من الثلج ومذاقه أحلى من العسل ...
اشربوا ..اشربوا.. ارووا عطشكم إنَّه نهر الكوثر.
قال أحد الأبناء ، ومن يدخل الجنة يا أمي ؟؟
أجابت الأم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((كلّ أمتي يدخلون الجنة إلاَّ من أبى. قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟  قال : من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)). (رواه البخاري).
وقال عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام : ((ألا هل مشمّر للجنة، فإنَّ الجنة لا مثيل لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانه تهتز، وقصر مشيد، ونهر جارى وثمره نضجة، وزوجه جميله . فقال الصَّحابة:  نحن المشمرون لها يا رسول الله، فقال :  ((قولوا إن شاء الله)). (رواه ابن حبَّان وابن ماجه وإسناده ضعيف).
هتف الأطفال بصوت واحد : ونحن من المشمّرين،  إن شاء الله، يا أمي ...
قالت الأم : " الجنة تحتاج لصبر و مصابرة وجهد ومثابرة ، ألا تستحق منا ذلك .. وبمجرد رؤية الجنة تزول كل آلام الدنيا وكأنَّها ما كانت .
فلو كان المؤمن من أهل الدنيا أقطع اليدين والرجلين وسحب على وجهه منذ خلقه الله إلى يوم القيامة ، ووقف على أحد أبواب الجنة ، لكان كأنَّه ما رأى بؤساً قط .

أبواب الجنة  ..
وأبواب الجنة يا أبنائي ثمانية؛ منها الباب الأيمن الذي يدخل منه من لا حساب عليه من أمَّة محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام، وبين الباب والباب مسيرة سبعين عاماً وعرضه مسيرة الراكب ثلاثاً، فمن كان من أهل الصَّلاة دعي من باب الصَّلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصَّدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصِّيام دُعِيَ من باب الرَّيَّان، وقد يدعى المؤمن من هذه الأبواب كلها.
وفي الجنَّة مائة درجة، أعدَّها الله عزَّ وجل للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السَّماء والأرض، وما بين كلِّ درجتين مائة عام، لو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم، أفضلها الفردوس؛ فهي وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقها عرش الرَّحمن عزَّ وجل، ومنه تفجر أنهار الجنة. وأعلاها الوسيلة، فإنَّها درجة في أعلى الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، نرجو أن يكون نبيّنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو ذاك الرجل.
ويؤتى بقارئ القرآن، فيعطى الملْك بيمينه، والخلْد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار،ويُكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيُقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ أو يرتل.
وإنَّ الرَّجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنَّة، فتضيء الجنة لوجهه، كأنها كوكب دري، وإن من تحتهم يراهم كما يرى النجم الطالع في أفق السماء.
وفي الجنَّة ملوك، ومَلِكُها رجل ضعيف مستضعف، ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه. يشمون رائحة الجنة، حتى قبل دخولها، كلٌ حسب درجته، فمنهم من يشم رائحتها من مسافة ألف عام، ومنهم من يشم رائحتها من مسافة خمسمائة عام، ومن مسافة مائة عام، ومن مسافة سبعين عاماً، ومن مسافة أربعين عاماً، كل حسب عمله.
وأمَّا أهل الجنة يا أبنائي، فرجالهم يبعثهم الله على صورة أبيهم آدم جُرداً مُرْداً مكحلين في الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام. وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .

ونساء الجنة صنفان ..
الحور العين ..
وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بأنهن :{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}. (الرحمن: 58)، وقال تعالى :{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}. (الواقعة: 23)، وقال تعالى:{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} (الصافات: 29).
وهنّ نساء نضرات جميلات ناعمات لو أنَّ واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى.
ونساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلهن الله الجنة برحمته، وهؤلاء هن ملكات الجنة، وهنَّ أشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين، وفي حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأم سلمة رضي الله عنها، أنَّ فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته، وقد أعد الله لهن قصوراً ونعيما ممدوداً، أعطاهن الله شباباً دائماً وجمالاً لم تره عينٌ من قبل .

الغلمان ..
وهم خلق من خلق الجنَّة وهم خدم الجنَّة الصِّغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشَّراب، وقائمين على خدمتهم، وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة)..{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً}  (الإنسان: 19).
سألت الأم أبناءها : " من منكم يا أحبابي يعلم ما هو مفتاح الجنة ؟؟"
لم تسمع الأم أي إجابة ، نظرت إلى وجوه أطفالها، وقد رسمت على أفواههم ابتسامة صادقة، وعلت وجوههم سكينة ملهمة، وقد غلبهم النعاس إلى أحلامٍ من لؤلؤ ومرجان وأنهار عسل وأشجار رمان ..
همست الأم بصوتٍ خافت : " لا إله إلاَّ الله ، محمّد رسول الله " ووضعت رأسها على وسادة أصغر أبنائها، وهي تردد ...
 وجنات عدن زخرفت ثمَّ أزلفت        لقوم على التقوى دواماً تبتلوا
بها كل ما تهوى النفوس وتشتهي        وقرّة عين ليـس عنها تحوّل

مراجع للاستزادة :
وصف الجنة في القرآن والسنة - أبو زيد الشافعي
وصف الجنة والنار من صحيح السنة والأخبار-  وحيد عبد السلام بالي

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …