لقد مرت الأيام، ودار العام دورته، وهل علينا شهر رمضان من جديد كعادته مهيبا جليلا، تسعى بين يديه مواكب الحفاوة والترحيب، وتهفو إليه قلوب المسلمين وتنتظره كل عام في شوق ولهفة.
وشهر رمضان بما امتاز به من خصائص دينية وتاريخية، كانت السبب في نشر الخير في العالم بأجمعه، وتبديد ظلمات الجهل، وعلاج الأرواح والنفوس والأجساد، بهذه الخصائص والميزات يجمع رمضان المسلمين في شتى بقاع العالم تحت راية الود والصفاء والإخاء، والحب والتضامن بأكمل صوره.
إن شهر رمضان ليس كمثل بقية الشهور، فهو شهر القيام وتلاوة القرآن، وشهر العتق والغفران، وهو شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات.
وهو شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع الدرجات، وتغفر فيه السيئات، وفيه يجود الله جل شأنه على عباده بأنواع المكرمات، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام فصامه رسول الله وأمر بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام ( أن من صام رمضان إيماناً واحتساباَ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم ما ذنبه ) رواه النسائي.
ويمتاز هذا الشهر الكريم بالأحداث الجليلة التي وقعت فيه، فقد وقعت فيه موقعة بدر الكبرى، وفتح مكة وغير ذلك من المواقع التي أنتصر فيها المسلمون على قوي الشر والبغي.
* ومن أجل وأعظم الفضائل الإنسانية، والمثل العليا السامية، والقيم الروحية التي يدعو إليها الدين الإسلامي، وتحث عليها الأخلاق، وتتحقق في الصيام، ما يلي:
وشهر رمضان بما امتاز به من خصائص دينية وتاريخية، كانت السبب في نشر الخير في العالم بأجمعه،
1ـ الصدق:
وهو صدق الإنسان مع نفسه، ومع الناس، ومع خالقه جل شأنه، فالمسلم الصادق ينهي عن كل فاحشة، ويعصم نفسه من كل خطيئة، ويحيى كل فضيلة، ومن هنا كان الاستمساك بالصدق في كل شأنه، وتحريه في كل قضية، والمصير إليه في كل حكم دعامة مكينة في نفس كل مسلم، وصبغة ثابتة في كل سلوكه، فلا يقول إلا حقا، ولا يعمل إلا بصدق، إذ أن الصدق في العمل، والصلاح في كل الأحوال، ويجعل نور الحق يسطع في قلبه، وعلى فكره ولذلك يقول الله جل شأنه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) [ الأحزاب: 70-71 ] أي: قولاً صادقاً صوابا. إن الصيام يدرب على الصدق، فالصائم أصدق الناس، أصدقهم مع نفسه، وأصدقهم مع الناس، وأصدقهم مع الله جل شأنه.
2ـ العدل:
ضد الظلم، والجور، والكف عن اغتصاب حقوق الغير من أهل، أو أصدقاء أو غرباء وهو أساس المساواة، فالله جل شأنه عندما أمر بالعدل جعل الأمر عاما لأنه أساس من أسس شرعه الذي أوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وجعل تحقيق العدل بين الناس من وظائفه عليه الصلاة والسلام، حيث قال جل شأنه: (( وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ )) [ الشورى: 15 ] والعدل المأمور به لا تؤثر فيه قرابة أو نسب (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياًّ أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )) [ النساء: 135 ].
كما لا تؤثر فيه العداوة والبغضاء (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) [ المائدة: 8 ] وكما يكون العدل فى الحكم فإنه يكون كذلك فى القول، يقول الله جل شأنه (( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )) [ الأنعام: 152 ].
وعلى العدل يقوم كيان الأسرة وقوامها، يقول الله جل شأنه: (( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا )) [ النساء: 3 ].
وهو أساس التعامل بين الناس (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ )) [ البقرة: 282 ].
ولقد جعل الله جلت حكمته العدل مثابة للناس وأمنا، وليس في الدنيا شيء مثله، فهو يشيع الطمأنينة، وينشر الأمن، ويسعد المجتمع في ظله، وفي رمضان يكون المسلم عادلا مع نفسه، ومع أهله، ومع الناس، وبين الناس، وعادلا مع خالقه جل شأنه، وياحبذا لو يكون كذلك في غير رمضان.
3ـ الصبر:
إن الصبر فضيلة من أهم الفضائل التي يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه وهو الهداية الواقية للنفس من اليأس والقنوط، والعلاج الوحيد لكل ما يصادف الإنسان من مشاق ومتاعب.
ولذلك شدد القرآن الكريم على الأمر بالصبر والترغيب فيه، والحث عليه، والتواصي به، فيما يقرب من نحو سبعين آية، منها:
قوله جل شأنه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [ آل عمران: 200].
قوله جل شأنه: (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ )) [ البقرة: 155-157 ].
قوله جل شأنه: (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )) [ لقمان: 17 ].
قول جل شأنه: (( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) [ العصر: 3 ].
والصيام أقوى درجات التحكم في النفس، وضبط شهواتها ولذلك سمى رسول الله الصيام: ( نصف الصبر ) السلسلة الضعيفة.
بيد أن الله جل شأنه لم يرد من الصيام الزكاة الجسدية فقط، بل أضاف إليها زكاة النفس، بتعويدنا على ضبطها، السيطرة عليها، وتعويدها على الصبر.
4ـ الحلم:
إن الحلم هو الذين يكبح جماح الغضب عند الإنسان، والإنسان، العظيم هو من اتسع صدره، وحلق في آفاق الكمال، وامتد حلمه، وقبل أعذار الناس، والتمس المبررات والأسباب لأخطائهم، وتلك منتهي مكارم الأخلاق التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ( ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان، ويرفع الدرجات ؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك وتصل من قطعك ) رواه البخاري.
ولقد عد القرآن الكريم هذه الشمائل السامية طريق الفلاح والفوز التي تسرع بصاحبها إلى مغفرة الله جل شأنه وجنة الخلد يقول الله سبحانه وتعالى: (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) [آل عمران: 133-134].
والصيام يكبح جماح الغضب عند الإنسان، ويدربه على كظم الغيظ، ويجعله يتصف بالصبر الجميل، ويعلمه كيف يعفو عند المقدرة.
5ـ الشجاعة:
إن الشجاعة هي العقيدة المكينة، والمعين للنشاط الموصول، والحماسة المذخورة، واحتمال الصعاب، ومواجهة الأخطار، بل هي سائق حثيث إلى لقاء الموت دون تهيب، أن لم يكن لقاء محب مشتاق.
والشجاعة تعني الإقدام في العمل المنتج، لخير الفرد والأمة، والدفاع عن الوطن، والنضال من أجل الحق والمبادئ القويمة.
والصائم شجاع في معركة روحية لقهر الشهوات، ويشعر بانتصاره كل يوم عند الغروب وعند نهاية شهر رمضان، ويشعر بصدق الانتماء إلى مارضيه الله جل شأنه له عقيدة وعبادة وشريعة، ورغبة في الجهاد والحرص على أن تكون النفس منقادة لأوامر الله جل شأنه، ترضي ما رضي لها خالقها جل شأنه، وتكره ما كرهه لها، وعندئذ تستعلي على مطالب الجسد اليومية، والشهوات العارضة والرغبات، وتصل ما بينها وبين الذي بيده ملكوت السموات والأرض.
6ـ العفة:
إن العفة هي التي تصون الإنسان من التبذل والفجور، وتميل به إلى الحياة المعتدلة الكريمة.
وهي آداب تتعلق بمطعم الإنسان وملبسه، ومسكنه، وتصرفاته، وسائر أفعاله وآماله التي يسعي إليها في هذه الحياة، لا يجنح إلى الرهبانية المغرقة، ولا إلى المادية الجشعة، فهي تقوم على التوسط والاعتدال، ومن ثم فإن تنفيذها سهل قريب المنال، يهنأ بها صاحبها، من تفرضه العفة من محاسن على صاحبها، من كبح لجماح شهواته، التي يغلب أن تكون اعتداء على حقوق غيره.
والصيام فرصة ليست لضبط النفس عن الرغبات الجامحة فحسب، بل كذلك عن الرغبات التي كانت مباحة بالأمس، ومشروعة، كالأكل والشرب.
7ـ الكرامة:
وهي عزة النفس، التي ترتفع بالإنسان عن الذلة، والخضوع ولكنها لا تميل به إلى حد الغطرسة والتكبر، الصيام، يرتفع بصاحبه عن كل هذه الدنايا.
8ـ الأمانة:
إن الأمانة في نظر التشريع الإسلامي واسعة الدلالة، وهي ترمز إلى معان مختلفة، مؤداها جميعها هو شعور الإنسان بتبعته في كل أمر يوكل إليه، وادراكه بأنه مسئول عن مسألة كاملة أمام خالقه جل شأنه، على النحو الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) رواه البخاري ومسلم.
والأمانة ترجمة عملية للصدق، والصيام أروع مظهر من مظاهر الأمانة، فهو سر بين العبد وبين خالقه جل شأنه ولا يمكن أن يشوبه رياء، أو يدخله نفاق؛ لأن الله جل شأنه هو وحده المطلع عليه، ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أن الصوم أمانة، فليحفظ أحدكم أمانته ) رواه البخاري.
ومن هنا كان الصائم مراقباً لله جل شأنه في كل أموره، فلا رقيب عليه غير الله سبحانه وتعالى، وإذا تربي عند الصائم خلق المراقبة استشعر القوة والعزة والمنعة في مجتمعه، وأسرته، وسعد وسعدت به أمته، وارتقى وارتقى به وطنه وصار قويا، حازما، أمينا، متصفا بالإحسان الذي عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك ) رواه البخاري.
9ـ السخاء:
إن السخاء يلين القلوب، ويعقد المودة والمحبة بين الناس، ويستأصل الغيرة والحسد؛ لأنه عبارة عن: التعاطف، والرحمة، والبر، والمؤاخاة، والتكافل، والمواساة، وفي شهر رمضان الكريم يستيقظ السخاء من غفوته، واحساسنا ينبه فينا فضيلة الجود والكرم، والبر بالفقراء.
* الرسول الكريم في رمضان:
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقبل شهر رمضان استقبله بفيض من الجود والكرم، فهو في هذا الشهر الكريم أجود بالخير من الريح المرسلة.
عن ابن عباس رضي الله سبحانه وتعالى عنهما أنه قال: (كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة). رواه البخاري.
وكان صلى الله عليه وسلم يدرب أصحابه رضوان الله سبحانه وتعالى عليهم أجمعين على أن يكونوا كرماء مثله في رمضان، فكان يحثهم على اطعام الطعام، ويذكرهم بأن ذلك نعمة ينبغي للمؤمن أن يتجه إلى الله جل شأنه بالدعاء ليوفقه فيها، ويجعله من أهلها، يقول أنس رضي الله تعالى عنه: (جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة رضي الله سبحانه وتعالى عنه فجأء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة) صحيح الإسناد. الكلم الطيب.
وجاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعد الكرماء الذين يعدون الطعام للصائمين بأن الله جل شأنه سيعطيهم مثل أجورمن أطعمهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وعلاوة على ذلك فإن الملائكة تصلي على من أكل عند ه حتى يفرغ الآكلون من أكلهم، ويصافحهم جبريل عليه السلام ليلة القدر.
فعن أم عمارة الأنصارية رضي الله سبحانه وتعالى عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاماً، فقال: كلى. فقالت: إني صائمة. فقال صلى الله عليه وسلم: إن الصائم تصلى عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا، وربما قالوا: حتى يشبعوا )، وفي رواية للترمذي: ( الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة ) ضعيف، ضعيف الترغيب والترهيب.
ـ إن الصيام مروض للنفس، وصالح للبدن ويعلم الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، وعن طريقه يستطيع الإنسان أن يتحكم في النفس الأمارة بالسوء، التي تسرف في ملذاتها وشهواتها، حتى تتجاوز المعقول، وتخرج عن نطاق المقبول.
ولقد قال الإمام الغزالي: " الصوم زكاة النفس، ورياضة الجسم، وداع للبر فهو للإنسان وقاية، وللجماعة صيانة، وفي جوع الإنسان صفاء القلب، وابقاء القريحة، واتقاد البصيرة، لأن الشبع يورث البلادة، ويعمى القلب، ويكثر البخار في الدماغ، فيتبدد الذهن، والصبي إذا ما كثر أكله بطل حفظه، وفسد ذهنه ".
ويقول: " أحيوا قلوبكم بقلة الضحك، وقلة الشبع، وطهورها بالجوع تصف وترق " فهذه الكلمات الحكيمة تبين تأثير الصوم في تهذيب النفس، وتصفية القلب بالإضافة إلى المثوبة العظيمة في الدار الآخرة.
نسألك اللهم ياذا الجلال والإكرام أن تلهمنا الإخلاص في فريضة الصيام، وفي كل الفرائض، وأن تتقبل منا أعمالنا، وتحقق رجائنا، وأن تهيئ قلوبنا إلى الخير وحب الخير، وأن تشمل جميع المسلمين بعطفك وعنايتك، وعظيم رعايتك إنك أنت نعم المولى ونعم النصير