يعيش الأطفال والأولاد في عالم مستقل خاصٍّ بهم، وغالباً ما يكونوا محوره، هم يريدون أن يفعلوا كلَّ ما يحلو لهم، وفي الوقت الذي يريدونه، وهذا في الواقع مهم وملائم لنمو شخصيتهم ، وعلاوة على ذلك يحب الأولاد الاستقامة والثبات على مبادئهم ، ويحبّون أن يكونوا على علم بالأمور التي سيقومون بها مسبقاً.
ينبغي على الأهل ، وقبل أن يتصرَّفوا بطريقة سلبية حيال رفض أولادهم القيام بالأمور التي يطلبونها منهم أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة الخمسة المهمَّة التالية:-
كيف كانوا ليشعروا لو كانوا مكان ولدهم؟
أهو متعب ؟ هل يستمتع باللعب بألعابه؟ هل يشاهد برنامجه التلفزيوني المفضل؟هل هو خائف من الشَّيء الذي يطلبون منه القيام به؟
ما هي الأمور التي يستطيع ولدهم القيام بها؟
هل تفوق توقعاتهم قدرات ولدهم الفعلية؟ هل ولدهم قادر جسديّاً على القيام بالأمور التي يطلبونها؟ هل يمكنه سماعهم جيّداً؟
هل علَّموا أولادهم القيام بالأمور التي يطلبون منه القيام بها؟
يضطر الأهل أحياناً إلى تمرين ولدهم على الأمور مرَّات عديدة، قبل أن يكتسب تلك المهارات الجديدة، وهنا الصبر وحده هو سرّ النجاح.
ما عدد التعليمات أو التوجيهات التي يمكن لولدهم أن يتبعها في آنٍ واحد؟
هل يؤدّون دور النموذج والقدوة الجيّدة والصَّالحة أمام ولدهم؟
من الطبيعي جدّاً أن يغضب الأهل عندما لا يتعاون أولادهم معهم، ويؤدي غالباً هذا الغضب إلى التذمر والنعوت المؤذية، أو إلى التوسل أو إلى اللَّوم أو إلى التهديد؟
( كم مرَّة ينبغي عليَّ أن أقول لك هذا؟)
(أنت كسول)
(افعل هذا من أجل ماما)
(لقد خيبت ظنّي فيك)
(إن أطعتني وانتعلت الحذاء سأقدّم لك بعض السكاكر)
(إن لم تنه صحن الطعام فسأضربك).
وفي النهاية، لا يمكن لأيّ شيء إيجابي أن يحدث ويفعل الولد ما نطلبه منه بداعي الخوف أو الشعور بالذنب أو الخجل.
الطرق الصَّالحة والمفيدة لتحفيز الأولاد وحملهم على القيام بما نطلبه منهم هي:
• التعاطف مع الأولاد:- يتعيَّن على الأهل أن يتعاملوا مع أولادهم بالحبّ ، يعزّزون ثقتهم بأنفسهم ويثبتون لهم أنَّهم يحترمون آراءهم ومشاعرهم، وأنَّهم أعضاء في فريقهم الأسرة المتعاونة المتحابة.
• الاتفاق مع الولد اتباع قاعدة الجدة:-
وهي ( عندما ننجز كلّ ما يتعيّن علينا إنجازه ، عندها فقط يحق لنا أن نفعل كل ما يحلو لنا).
حيث يتعلَّم الولد أنَّه وبواسطة العمل الجماعي يحصل كلّ من أعضاء الفريق على مبتغاه.
• تعليم الولد من خلال إعطائه الخيارات:-
فمثلا نقول للطفل: ( يمكنك أن تلعب بلطف مع أختك، وإمَّا أن تلعب وحدك اختر أنت ما تريد).
وبالتالي يمرنوه على اكتساب مهارة اتخاذ قرارته بنفسه.
نماذج لمواقف تحول تصرف الطفل من لا إلى نعم
تصرف الطفل : "أنا لا أريد العودة إلى المنزل من المنتزة أو بيت أحد الأصدقاء"
الموقف السلبي للأهل
لماذا لا تفعل أبداً ما أقوله لك؟
أنت لن تكتفي أبدا حتى ولو بقينا هنا اليوم بطوله؟
انتظر حتى أخبروالدك كيف أنك تعذبني ولا تتعاون معي ؟
الموقف الإيجابي للأهل
إن أتيت معي يا عزيزي، سنتوقف عند متجر الألعاب وسأشتري لك هدية؟
سنذهب بعد 5 دقائق استعد، ولنبدأ بتعزيل الألعاب.
الاستعداد للرَّحيل في الموعد المحدَّد يعني أن يمكن أن نصل إلى البيت قريباً.
سأعد إلى العشرة، وسنرى إذا كنت قادراً على جلب سترتك قبل أن أنتهي من العد؟
لا أريد الذهاب إلى الرَّوضة أو المدرسة
الموقف السلبي للأهل
ماالذي تعنيه بأنك لا تريد الذهاب إلى المدرسة؟ لقد دفعت الكثير من المال كي أسجلك في هذه المدرسة؟
ستذهب إلى المدرسة شئت أم أبيت؟
حسناً، ابق في المنزل ، لم أعد آبه سواء ذهبت إلى المدرسة أو لم تذهب قط في حياتك.
الموقف الإيجابي للأهل
ساعدني لكي أعرف لماذا لا تحب الذهاب إلى المدرسة؟
نحن جميعاً ذاهبون إلى وظائفنا اليوم ،أنا سأذهب إلى عملي وأنت إلى عملك في المدرسة ونلتقي بعد الظهر.
يمكنك عند عودتك من المدرسة أن تدعو أحد أصدقائك للعب في المنزل.
أنا لا أريد أن آكل هذا الطعام
الموقف السلبي للأهل
ستبقى جالساً معنا إلى أن تأكل صحنك كله.
إذا لا تريد أن تأكل صحنك فستضطر عندئذ إلى الخلود إلى النوم؟
من السيء أنك لا تحب هذا الطعام ، اذهب وغادر المائدة، ولكن لا تأتي إليَّ فيما بعد وتقول لي: إنك جائع، لأنّي لن أقدم لك أي شيء آخر.
الموقف الإيجابي للأهل
لنلعب لعبة اليوم الجميل ، يمكن لكل واحد أن يخبرنا عن أمر جميل حدث معه اليوم .
أرى أنك قد شبعت، لذا يمكنك أن تختار إما النزول واللعب أو البقاء معنا إلى المائدة والتحدث إلينا إلى أن ننتهي من الاكل.
أذواقنا تتغيَّر أحياناً، ما رأيك أن تتذوقك هذا لترى إن كنت تحبّه الآن.
أريد أن أحضر برنامجي المفضل على التلفاز ولا أريد أغلقه
الموقف السلبي للأهل
ماذا دهاك؟ لقد طلبت منك إقفال التلفاز ؟ هل أنت أصم أم ماذا؟
أنت في غاية الأنانية، دع أخاك يحضر برنامجه المفضل؟
الموقف الإيجابي للأهل
يمكنكما أن تستمرا بمشاهدة التلفزيون في حال سمح كلّ منكما للآخر أن يتابع برنامجه المفضل، وإلاَّ فقد أضطر إلى إطفائه.
أنا أعلم أنك لا تريد إقفال التلفاز، ولكن المدَّة المسموح لك فيها مشاهدة التلفاز قد انتهت لليوم، فلنفكّر معاً بأمور ترفيهية أخرى يمكنك القيام بها.
أنا لا أريد ترتيب غرفتي
الموقف السلبي للأهل
كم مرَّة يفترض بي أن أقول لك أن تلتقط ثيابك عن الأرض؟
إن لم ترتب ألعابك مكانها، فسأرميها قي القمامة؟
لا عجب أنك لا تستطيع ترتيب الأشياء التي تخلفها وراءك فأنت فوضوي تماما مثل....
الموقف الإيجابي للأهل
لنعيّر السَّاعة لنرى إن كان بإمكاننا أن ننتهي من ترتيب الغرفة قبل أن ترن الساعة.
تذكر أن النظام يقول إنه لا يمكن أن تخرج لعبة أخرى إلا بعد أن تكون أعدت اللعبة الأولى إلى مكانها.
ماأجمل غرفتك وهي نظيفة ومرتبة.
كلا ! أنا لا أريد أن أهدأ؟
الموقف السلبي للأهل
إذا لم تبق هادئا سأضربك!فاصمت اذا!
هذه المرَّة الثالثة على التوالي التي أطلب منك فيها أن تبقى هادئا ، كم مرَّة يفترض بي أن أطلب منك الشيء قبل أن تنفذه؟
ماذا دهاك؟أليس لديك شعور بالاحترام تجاه الآخرين؟
الموقف الإيجابي للأهل
هيا نتمرّن على التكلم بصوت منخفض قبل أن نذهب إلى المكتبة العامة، فأنت تعلم أنَّه ينبغي علينا أن نحافظ على الهدوء هناك.
شكرا لأنك تتكلم بصوت منخفض، فأنت لطيف عندما تتبع قاعدة التكلم بالهمس.
اللَّهمَّ حسِّن أخلاقَ أبنائنا، واملأ قلوبهم نوراً ورحمة، وأهِّلْهم لقبول كلّ نعمة، وأصلحهم وأصلح بهم الأمَّة ، اللهمَّ واجعلهم من حرَّاس الدّين ومن الذاكرين والمذكورين، والطف بهم يا كريم، اللهمَّ اجعلهم حفظة لكتابك ودعاة في سبيلك، ومبلغين عن رسولك محمَّد صلَّى الله عليه وسلّم.
مراجع للاستزادة:
- التربية الإيجابية – مصطفى أبو السعد
- في بيتنا مكار- إبراهيم الخليفي
- تحويل تصرّف طفلك من لا إلى نعم بدون تهديد ولا تهويل أو إغراء – د. جيري وايكفوف وبربارة أونيل.