رحيل علاَّمة الجزائر الشيخ عبد الرَّحمن شيبان

الرئيسية » بصائر الفكر » رحيل علاَّمة الجزائر الشيخ عبد الرَّحمن شيبان
alt

يقول الله تبارك وتعالى:{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب:23). لقد كانوا رجالاً ونعم الرّجال أولئك الذين أسسوا صروح العلم والفكر والإصلاح في الجزائر .. الرَّعيل الأوّل من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .. عبد الحميد بن باديس .. محمّد البشير الإبراهيمي .. الفُضيل الورتلاني .. العربي التّبسي .. الطيّب العُقبي .. والقائمة تطول ..

إنّهم رجال حفظوا بلدهم من مخططات الاستعمار الفرنسي ومحاولاته طمس الهوية العربية والإسلامية للشعب الجزائري، وحفظوا أبناء وطنهم من مشاريع التغريب والتغييب .. رحلوا وتركوا جيلاً تربّى على أفكارهم وتضطلع من علومهم ومعارفهم ليكملوا المسير ..

فمن هؤلاء الذين حفظوا مسيرة الجمعية دون تغيير أو تبديل .. العلاَّمة الشيخ عبد الرَّحمن شيبان .. عرفته الجزائر داعية ومصلحاً ومفكراً ورجل إجماع يجتمع حول كلمته العلماء والساسة، وعرفته الأمَّة الإسلامية مدافعاً عن قضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

بعد رحلة عمر في الدّعوة والفكر والعمل للإسلام دامت 93 عاماً، انتقل العلاَّمة الشيخ عبد الرَّحمن شيبان إلى رحمة الله تعالى فجرَ يوم الجمعة 12 رمضان 1432هـ، فمن هو الشيخ عبد الرَّحمن شيبان رحمه الله ؟

ملامح من حياته :

-ولد في 23 شباط (فبراير) 1918م في قرية الشرفة بمحافظة البويرة، قرب العاصمة الجزائرية. -تعلَّم القرآن الكريم وتلقى مبادئ العربية، والتوحيد، والفقه، بمسقط رأسه وبالزاوية السحنونية بالزواوة، وبني وّغْليس، على الضفة الشمالية لوادي الصومام في محافظة بجاية.

-وفي العشرين من عمره شدَّ الرِّحال إلى الجامعة الزيتونية بتونس سنة 1938، ونال شهادة التحصيل في العلوم سنة 1947م، وإلى جانب ذلك كان يقوم بالنشاط الثقافي، وترأس جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين بتونس.
ساهم مساهمة إيجابية مع مجموعة من النواب من أهل العلم والجهاد في جعل الإسلام دين الدولة و"العربية اللغة الوطنية الرسمية"، خلافا للتيار التغريبي الذي طالب بإصرار بأن يكون "الإسلام دين الشعب" و"العربية لغة الشعب"
-عيَّنه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الإمام المرحوم محمد البشير الإبراهيمي أستاذا للبلاغة، والأدب العربي، بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة سنة 1948. - عمل محرّراً في الجرائد الجزائرية التالية: النجاح، والمنار، والشعلة... وغيرها، وكان من الكُتاب الدائمين في جريدة (البصائر) لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بتكليف من الإمام الإبراهيمي، المدير المسؤول عن الجريدة، فكان من مقالاته: جهاد أدبي أو فلسطين والشيخ الإبراهيمي (ماي 1948). و ماذا ننتظر لإمداد فلسطين (جوان 1948) وبعد أيام تكونت الهيئة العليا لإعانة فلسطين برئاسة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وعضوية الأستاذ فرحات عباس، الشيخ الطيب العقبي، والشيخ إبراهيم بيوض.

- شارك في الثورة التحريرية في صفوف جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي في مجال الإعلام والاتصال والديبلوماسية.

- في سنة 1964م عمل بوزارة التربية الوطنية مفتشاً عاماً للغة العربية والتربية الإسلامية، ورئيساً للجنة الوطنية المكلفة بالبحث التربوي التطبيقي، والتأليف المدرسي للمرحلتين المتوسطة والثانوية.

- كان من أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور الجزائر، حيث ساهم مساهمة إيجابية مع مجموعة من النواب من أهل العلم والجهاد في جعل الإسلام دين الدولة و"العربية اللغة الوطنية الرسمية"، خلافا للتيار التغريبي الذي طالب بإصرار بأن يكون "الإسلام دين الشعب" و"العربية لغة الشعب"، حتى لا يكون للدولة الجزائرية الوليدة أي التزام بتطبيق تعاليم الإسلام، واستعمال اللغة العربية في أجهزة الدولة.

- في سنة 1980 عيّن وزيراً للشؤون الدينية والأوقاف الإسلامية، حيث أشرف على تنظيم ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان يدعى كبار المفكرين والدعاة من ومختلف أقطار العالم الإسلامي، وكان من أبرزها : (ملتقى القرآن والسنة، والاجتهاد، والصحوة الإسلامية، الإسلام والغزو الثقافي، الإسلام والعلوم الإنسانية).

- ساهم في تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1991م، وذلك بافتتاح شعب للجمعية في مختلف محافظات الجزائر، وقام بتفعيل الدور الإعلامي للجمعية من خلالها جريدة البصائر التي ترأس تحريرها.

- رئيس مؤسسة القدس الدولية فرع الجزائر، وعضو في مجمع الفقه الإسلامي الدولي ... رحم الله العلاَّمة الشيخ عبد الرَّحمن شيبان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …