يقول الله سبحانه وتعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [الأحزاب:36]، أي حقيقة مفصلية تقرّرها هذه الآية عندما تقضي بأنَّ الأمر الإلهي لا يجب أن يقابله إلاَّ "التسليم"، وأين هذه الآية من عقول وقلوب فتياتنا حين يؤمرن بالحجاب فيقلن:" حتى أقتنع"!!
على مدى شهر كامل قام موقع بصائر باستطلاع حول ما نشاهده اليوم من "حجاب الموضة" لفتياتنا المسلمات. وذلك في الفترة ما بين (2-7-2011) و (2-8-2011) . حيث أوضح الاستطلاع والذي نشر على الموقع، وعلى صفحة الفيس بوك، وشارك فيه (400) مشترك، أن (81%) من المشاركين رأوا أن حجاب الموضة غير شرعي. فيما ذهب (12%) إلى اعتباره أفضل من لا شيء. بينما اقتصر المؤيدون له على نسبة(4%) فقط.
إن غالبية ما ذهب إليه المشاركون، يتفق تماما مع الرأي الذي اتفق عليه الفقهاء والعلماء على مرّ العصور بأنَّ للحجاب الشرعي الذي فرضه الله على المسلمات مواصفات يرتضيها الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهذه المواصفات هي:
- أن يكون ساتراً للبدن
- أن لا يصف
- أن لا يشف
- أن لا يكون زينة في نفسه
فإذا ما أخذنا هذه المواصفات وعرضنا الحجاب اليوم عليها فما عسانا نجد؟؟
{ولا يبدين زينتهن}[النور:31]إنَّ ما يرافق الحجاب اليوم من عطر ومساحيق تجميل واكسسوارات تجميلية تلفت الأنظار أكثر من الملابس أحياناً!! كله مما دخل إلى عالم "الحجاب" عنوة وهو من باب الفساد والإفساد..اللباس علامة دالة على الفكر والمعتقد!!وإشارة بيّنة على وجهة السلوك ومخبوء الخُلُق،
لكن معايير "الشياكة" تقتضي اليوم أم لا يكون الحجاب عبارة عن قطعة قماش مسدولة على الرأس، فإذا لم تكن ذات ألوان وزخرفات..وإذا لم توضع على شكل وردة أو شلال أو..وذلك بطريقة فنية تتسابق الفتيات اليوم على إبداعها وتشكيلها، لم تكن تلك "المحجبة" على "الموضة" التي تُرضي بها من حولها من الصديقات!! حتى أصبح الشارع اليوم يكتظ بعروض الأزياء المجانية التي تدعو الناس إلى "أكوام" من الآثام دون حد!!
من الذي يضع مواصفات "الموضة"؟
سؤال مهم يحتاج إلى إجابة، أي فساد للأذواق يعتري فتياتنا اليوم عندما يتبعن "مواصفات" لا يعلمن مصدرها ولا منشأها!!
يرددن: "الموضة" هي ما لبسته فلانة من اللامعين في الإعلام!! وأي اتباع هذا لمن خالف رضى الله واستبدل التعاليم الربانية بتعاليم "الهوى"!!
حجاب اليوم..قطعة من القماش تغطي الشعر، ولباس يبرز معالم الجسد من أعلاه إلى أدناه، تقف المحجبة بجانب أختها غير المحجبة فلا فرق بينهما سوى في غطاء الرأس، فهل هذا ما يريده الله منا معشر المسلمات؟؟؟
إنَّ ما يريده الله منا واضح بنص الآية الكريمة { يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب:59] ومهما اختلف المفسرون قديماً وحديثاً في المقصود بـ"الجلباب" ، إلاَّ أنهم بالتأكيد لن يفسروا الجلباب على أنه بنطال أو قميص .. كيف يكون الأمر بـ{جلابيبهن} ثمَّ نرى ما نرى ونقول "أحسن من لا شيء"!!
الحجاب..عبادة أم عُرف!!
يقال بأنَّ اللباس علامة دالة على الفكر والمعتقد!!وإشارة بيّنة على وجهة السلوك ومخبوء الخُلُق، فهل تلبس فتياتنا الحجاب اليوم لأنه فرض من الله سبحانه وتعالى؟ أم لأنَّه فرض من البشر أياً كانوا..أباً..أماً..أخاً..زوجاً..أو مجتمعاً!!
والتساؤل هو: إذا كان الحجاب عبادة، ومن شروط قبول العبادة النية الخالصة لله وموافقته لأمره، فهل سيقبل الله سبحانه منك "حجابك" يوم القيامة!!
إنَّ التزام المرأة المسلمة بالحجاب الشرعي عبادة كسائر العبادات، وكما لا يصح لمسلم أن يغيّر في شكل العبادات شيئاً كأن يغيّر في عدد ركعات الصلاة أو هيئاتها، كذلك لا يحق لمسلمة أن تقول بأن "حجاب الموضة" هو الحجاب الذي ارتضاه الله لنا..إنه أختي المسلمة "الهوى" في مقابل "الأمر الرباني"، والله سبحانه وتعالى يقول { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}، فإذا كان هواك يأمرك بحجاب على أشكال وألوان، ولباس يصف ويشف ليلفت الأنظار، وليجعل العيون تشرئب نحوك، فراجعي نفسك بسرعة لأنك على خطر!!!
يقول الله سبحانه وتعالى:{والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} [النساء:27] قبل أن ينتهي رمضان هذا العام..تقرّبي إلى الله بالتزام "الحجاب" الذي يرضى عنه "الله"..
وهنيئاً لك توبة صادقة..
{youtube}5QaWC3NHbiU{/youtube}