يطلّ العيد في هذا العام على حالٍ يختلف في تفاصيله عن أعوام مضت في تاريخ الأمَّة الإسلامية، فحاضرة العالم الإسلامي "مصر" التي عاشت عقوداً من الظلم والاستبداد ها هي تنعم بأول عيد يطل عليها بنكهة الحرية والرّيادة.
وداد.. صحفية مصرية تتشوّق لمجيئ عيد هذا العام، تقول في حديثها لبصائر: اعتاد المصريون تحضير المعمول والغريبة والعجمية وشراء "الشوكولاته" وألعاب الأطفال والثياب الجديدة قبل العيد بأيام، يبدؤون يوم عيدهم بأداء الصَّلاة ثمَّ يذهبون لزيارة أقربائهم قبل أن يجتمعوا في بيت العائلة، يخرجون في رحلات لزيارة الأماكن السياحية والمنتزهات، لكن في هذا العام _تقول وداد_ سنخرج لميدان التحرير، ونستذكر هناك تضحيات الشهداء ونضال الأشقاء.
"عيد السكَر" في تركيا::
"عيد السكر" أو عيد رمضان .. هكذا يسمي الأتراك عيد الفطر، إذ يتفرّد الأتراك بأشياء معينة في العيد، أبرزها مظاهر الفرح التي تظهر في كل مكان وعلى كل وجه، في كلّ ربوع تركيا.
يستعد الناس للعيد بتنظيف البيوت، وشراء الملابس الجديدة والجميلة، وذلك خلال أيام رمضان المبارك، الذي يشتري الأتراك في آخر أيامه ملابس العيد للأطفال خصوصاً، كما يحرص أهل تركيا على دفع زكاة الفطر لمستحقيها كما هو سائر بلاد المسلمين.
يصف الدكتور حذيفة الخطيب أستاذ الحديث الشريف بجامعة حرّان بتركيا في تصريحات خاصة لبصائر أجواء العيد هناك بقوله: في يوم العيد: يخرج الرجال دون النساء إلى المساجد لأداء صلاة العيد، مكبرين مهللين تكبيراً جماعياً جميلاً، يصطحب الرّجال أبناءهم الذكور لصلاة العيد، وبعد الصلاة يفرح الأبناء بالعيدية، يقبلون أيدي آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم، وليس من العادة إعطاء الكبار أي عيدية مهما كانت درجة قرابتهم.
يذهب الناس بعد الصّلاة وخلال يوم العيد الأوّل إلى المقابر ليسلموا على من توفي من أقاربهم، وفي المقابر يوجد من يقرأ سورة يس وغيرها مقابل هدية مادية.
ثمَّ يعود الناس إلى بيوتهم؛ لتناول طعام الفطور، وهي وجبة عادية، ليس فيها شيء مميّز، إلاَّ عند بعض العائلات التي تتناول الكباب، والعسل والقشطة، أمّا طعام الغذاء، فإنَّ من عادة بعض أهل تركيا تناول الأرز، والبطاطس واللحم يطبخان معاً.
بعد تناول طعام الفطور ينطلق الناس إلى زيارة الأقارب، الأقرب فالأبعد، ثم الجيران والأصدقاء، وهكذا، يستقبلهم أهل البيوت بالحلوى والرّاحة والحلقوم، والبقلاوة، والشاي التركي والقهوة التركية.
في أيام العيد: يشتري الأطفال الألعاب المنوعة، ويذهبون إلى الحدائق ومدن الألعاب، والمناطق السياحية الأثرية، حيث إنها تبقى مفتوحة للزوار طيلة أيام العيد. ويتوقف الناس عن عملهم لثلاثة أيام، وفي عيد الأضحى أربعة أيام، يذبح فيها كل أفراد الشعب أضحياتهم؛ ذلك أنّهم أحناف يرون وجوب ذبح الأضحية على كل مسلم.
من عبارات التهنئة التي يتبادلها الأتراك في الأعياد: (خَيْرْلِي بايْرامْ لَرْ) (بايْرَمَنْ مُبارَك أولْسُنْ)، وكلمة بايرام، تعني: العيد.
العيد في استراليا ..
بتول صالح، تعيش وعائلتها في الجالية الإسلامية بأستراليا، تصف العيد هناك بأنّه عيد عالمي يجتمع فيه المسلمون من غالب أقطار العالم، فبالرغم من غربة الأرض والبعد عن الأهل والأحبة إلاَّ أنَّ الاجتماع في ساحة ملعب كرة السلة الذي يستأجره المركز الإسلامي هناك من أجل الصلاة فيه، وأداء الصلاة جماعة هناك، كفيلة بأن يشعر المرء أنَّه بين أهله وأحبابه.
بعد الصّلاة تحضر النساء أطباق الأطعمة الشهية، كل منهن تطهو ما يشتهر قطرها به، يتبادلونها، وكلّ منهن تتفاخر بطبقها وأكلة بلدها.
أمَّا الأطفال فيجمعهم اللعب رغم أنّهم في الكثير من الأحيان لا يفهمون لغة بعضهم، إلاَّ أنَّ اللعب يجمعهم والابتسامة صفة يشتركون بها، ويقدم لهم مدير المركز الإسلامي الهدايا و"البوشار" الملوّن الأمر الذي يسعدهم ويُحببهم بالمجيئ للمركز وصلاة العيد.
تستمر المعايدة بين أفراد الجالية هناك حتى ما قبل العصر، وقتاً سعيداً يطفئ نار الغربة في قلوب المجتمعين، وغالباً ما ينشغل الرِّجال بالتحضير لحفلة شواء يجتمعون عليها هم ونسائهم وأطفالهم.
بنهاية اليوم الأوّل من العيد ينتهي العيد، فالعيد في الغربة يوم لا غير.