ضرب الأبناء .. مقبرة الإيجابية

الرئيسية » بصائر تربوية » ضرب الأبناء .. مقبرة الإيجابية
alt

لعلَّ من أكثر ما يؤرق حياتنا الأسرية هو شغب الأبناء وكثرة أخطائهم التي تدفع الأب أو الأم إلى التعامل معهم بقسوة بما يحدث خللاً في العلاقة بين الآباء والأبناء ، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة الإبحار في أعماق المشكلة والغوص في نفوس أطفالنا لاحتوائهم  وتنمية مهاراتهم وقدراتهم  ، فالتوازن في تربية الطفل مطلوب واللين والرأفة هي الأصل في التعامل معه.

إنَّ طريقة تفكير الأطفال تؤثّر على طريقة سلوكهم، وحين نفهم طريقة تفكير الطفل نستطيع أن  نؤثِّر فيه بشكل أكبر، وتوجيه الأطفال هو جهد مبذول يحتاج لنَفَس طويل وصبر وتأنٍ وبرمجة يومية لنرى النتائج الإيجابية بعد حين من الزَّمن والتعجل مفسدة في كل شيء.

ومن المسلَّم به أنَّ استخدام القسوة في تربية أبنائنا يعدّ قتلاً للسلوك الإيجابي، قتلاً للقدرات الكامنة في شخص الطفل  .
إنَّ ديننا الحنيف قد صاغ لنا خارطة التَّعامل مع أبنائنا ، ووضَّح لنا كيف نتعامل معهم حتَّى نصل بهم إلى برّ الأمان،  ففيما يتعلَّق بضرب الأبناء، يستدل المؤيّدون للضَّرب بالحديث الشريف :  ((مروا أولادكم بالصَّلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين)).

وبالتالي علينا أن نعلم أولا أنَّ التأديب من خلال الضَّرب كان محلّ خلاف بين الفقهاء، وأن علينا أن نأخذ بحديث الضرب بكامل مفاهيمه النبوية، ومنها:
1) تعويد الأطفال من سن السَّابعة.
2) الطفل أكثر استعداداً في سن السابعة.
3) التدرّج سنة نبوية.
4) ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية، أي التّكرار ثم التّكرار ثمّ التّكرار.
5) الصَّلاة نموذج للتَّعامل مع باقي السلوكيات أي: لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات.
6) استحضار أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم  ((ما ضرب امرأة ولا خادماً ولا ضرب شيئا بيده قط إلاَّ في سبيل الله أو تنتهك حرمات الله فينتقم)).

أضرار الضرب ..
ولقد صاغ علماء النَّفس العديد من النتائج السلبية لضرب الأطفال من بينها  :
1- ضرب الطفل يولّد كراهية لديه اتجاه ضاربه.
2- يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام.
3- الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكلّ من يملك سلطه وصلاحيات ودوافع سلوكية.
4- الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث، ويضيّع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكياتهم.
5- الضرب يعطي أنموذجاً سيّئاً للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء.
6- الضرب يحرم الطفل من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبَّة.
7- الضرب يزيد حدَّة العناد ويجعلهم عدوانيين.
8- الضرب يضعف الطفل ويحطم شعوره بقيمته الذاتية.
9- الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، لذلك فنتائج الضرب تكون مؤقتة.
10- الضرب لا يصحِّح الأفكار.
11- الضرب يدفع الطفل للجرأة على الأب والتَّصريح بمخالفته والإصرار على الأخطاء.

و سوء السلوك من الممكن أن يكون بسبب :
1- حاجته لقيلولة.
2- يشعر بالتَّعب.
3- يحتاج للطَّعام والشَّراب.
4- يشعر بنشاط زائد.
5- يشعر بالملل.
6- يشعر بالإحباط.
7- يحتاج الى اهتمام.

المراجع:
1- Dr. Tanya Byron, Your Toddler Mouth by Mouth
2- الأطفال المزعجون، د. مصطفى أبو السعد.
3- كيف تربِّي شخصية طفلك، د. بلقيس داغسناني.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …