أعلن المركز الإحصائي الفلسطيني انخفاض معدَّل الأميَّة في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ حيث بلغت نسبة الأميَّة بين الأفراد من 15 سنة فأكثر 5.1%، بواقع 2.4% للذكور و7.8% للإناث في العام 2010، وهذا يعني أنَّ من بين كلّ ألف فرد عمره 15 سنة فأكثر هناك 51 أميّاً.
وأشارت رئيسة المركز (علا عوض) إلى وجود تحوّلات واضحة على معدلات الأمية خلال الثلاثة عشر سنة الماضية؛ حيث أشارت البيانات إلى الانخفاض الكبير في نسب الأمية منذ عام 1997 ، فقد بلغت نسبة الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر 13.9% في العام 1997، وهذا الاتجاه في الانخفاض ينطبق على الجنسين حيث انخفضت النسبة بين الذكور من 7.8% في العام 1997 إلى 2.4% في العام 2010، أمَّا بين الإناث فقد انخفضت من 20.3% إلى 7.8% لنفس الفترة.
وأكَّدت عوض أنَّ نسبة الأميَّة تتفاوت على مستوى المحافظات، فكانت أعلى نسبة أمية بين الأفراد (15 سنة فأكثر) في محافظة طوباس؛ حيث بلغت 7.5%، تليها محافظة أريحا والأغوار بنسبة 7.0%، وكانت أدنى نسبة أمية في محافظة غزة حيث بلغت 3.4%.
التعليق:
1- من المعلوم أنَّ الدِّين الإسلامي قد أمر بطلب العلم، فكانت أول آية نزلت في القرآن هي : " اقرأ باسم ربك الذي خلق". كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، حثّ على العلم والتعلم، وطلب من بعض أسرى المشركين في بدر، أن يقوموا بتعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة، وفي ذلك وسيلة من وسائل محو الأميَّة ومحاربتها.
2- إنَّ الشعب الفلسطيني يعدُّ من أكثر الشعوب حرصاً على التعلّم نتيجة لظروف قضيته وواقعه الذي يعايشه، لذا تجده أكثر إصراراً على استمرارية مسيرة التعليم، رغم كل ما يتعرّض له من مضايقات وانتهاكات، وهذا ما كوَّن لديه فئة كبيرة من المثقفين والمتعلّمين الذين يقودون الشعب الفلسطيني في معركته نحو تحرير أرضه، وتفنيد كلّ المزاعم اليهودية التي يدَّعون فيها حقهم في فلسطين عموماً، والقدس خصوصاً.
3- تعدّ ثقافة الشعوب عاملاً بارزاً من عوامل قوّة الدول، وقدرتها على التطور وتحقيق النهضة والانتعاش الاقتصادي، ولهذا نجد الدول تصرف مبالغ مالية هائلة في سبيل تعليم أبنائها وتثقيفهم، ليكونوا أقدر على المشاركة في التطور والرقي، وليسهوا بشكل بناء في دعم السلطة عبر المشاركة السياسية، ودعم القطاعات والمرافق العامة للدولة.
4- إنَّ الجهل والأمية يجلبان على الأمَّة مصائب كثيرة، ويؤدّيان إلى تفتت المجتمع وذهاب قوّته، لعدم استنارة العقول والأذهان، وعدم القدرة على تمييز ما يحقّق الخير للأمَّة ويجمع كلمتها.