صفات الدَّاعية .. سرُّ نجاحه

الرئيسية » بصائر تربوية » صفات الدَّاعية .. سرُّ نجاحه
alt

للطبيعة البشرية تأثير على الدَّاعية خلال مسيرة عمله الدَّعوي؛ فالنفوس جبلت على بعض الصفات أحياناً؛ كحب للظهور والبخل والغلظة إلى آخره من الصفات غير الحميدة خاصة، والتي إذا التصقت بمن يحملون همَّ نشر الدَّعوة داخل المجتمع كان لها تأثيراً سلبياً، فما الصفات الواجب توافرها في الدَّاعية النَّاجح؟

وما الصفات التي يمكن أن تضرّ بالداعية؟.. وكيف للطبيعة البشرية أن تضرّ بنشر الدَّعوة داخل المجتمع..؟ وكيف يمكن للمرء أن يحسّن من طبعه أو من خلقه؟ وما مدى غلبة الطبع على سلوك الفرد وهو في ظل جماعة معيّنة؟.. أسئلة كثيرة تدور في أذهان الدّعاة للتغلب على تلك الطبيعة.. "بصائر" التقت العديد من العلماء والدّعاة للإجابة على تلكم التساؤلات.

صفات واجبة
بداية يقول فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف مسؤول قسم نشر الدَّعوة بجماعة الإخوان المسلمين: إنَّ من الصفات الواجب توافرها في من يحملون همَّ نشر الدَّعوة بين النَّاس:
1.الإخلاص لله.
2. العلم الشرعي في المجال الذي يدعو إليه.
3. حسن الخلق ولا ننسى أنَّ الله عزَّ وجل قد مدح نبيه في كتابه فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وقال أيضاً: "ولو كنت فظا غليظ  القلب لانفضوا من حولك".
4. الفطنة.. فهو يستطيع بها معرفة المدعو وأفضل الأساليب المؤثرة التي يصل بها لقلب المدعو.
5. الخلفية الذّهنية العريضة التي يستطيع بها التنقل من دليل لآخر ومن حجة لأخرى.
6. سرعة البديهة.
وأهم ما يطلب في الأخلاق سعة الصدر والحلم.

وقال أيضاً : إنَّ من الصفات التي لا يجب توافرها في الدَّاعية ..
1.سرعة الغضب فهي تضرّ بالدَّاعية.
2.العُجب بالنفس .
3.عدم إدراكه لطبيعة الشخصية التي أمامه.
4. الاستعلاء.
5. الخوض فيما لا يعلم.
6.أن يدَّعي لنفسه القدرة على الإحاطة بكل شيء.
4. التعصب المذهبي لرأي معيّن أو لشخص معيّن أو لفكر معيّن .
إنَّ الأخلاق أو الطبائع منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب ؛ فالفطري منها يمكن تحجيمه مثل أن يكون الإنسان بخيلاً يمكن أن يقلل من بخله بأن يعود نفسه على الصّدقة ويعود نسه على الجود  ثمَّ إنَّ "الفاضل بن عياض" كان قاطع طريق، ثمَّ هداه الهّ فأصبح من أئمَّة الزّهد والجها
لافتاً إلى أنَّ النَّاس عندما يحتكون يتأثرون فيما بينهم، والدَّاعية إذا كان كذّاباً سيضرّ بالدّعوة ونشرها، وكذلك إذا كان متغطرساً.. بل يجب عليه أن يكون كما قال الله عزَّ  وجل: "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " وإلا سيفقد الناس الثقة.

وقال: إنَّ الأخلاق أو الطبائع منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب ؛ فالفطري منها يمكن تحجيمه مثل أن يكون الإنسان بخيلاً يمكن أن يقلل من بخله بأن يعود نفسه على الصّدقة ويعود نفسه على الجود  ثمَّ إنَّ "الفاضل بن عياض" كان قاطع طريق، ثمَّ هداه اللهّ فأصبح من أئمَّة الزّهد والجهاد.

وأمَّا ما هو مكتسب فهو من البيئة، وممكن أن يُصلح ويُعدّل بمصاحبة الصّالحين ومجالسة الطيبين وبالتربية الإيمانية ومجاهدة النفس يتحقّق بها خير كثير.

وأضاف فضيلته: بأنَّه طالما أنَّ هذا الطبع لا يؤدّي إلى معصية شرعية أو الإضرار بالغير أو الإضرار بالدَّعوة، فطبعه يقبل في هذه الحدود؛ فسيّدنا عمر كان شديداً، وكان صلَّى الله  عليه وسلم يقبل شدَّة عمر، ففي بعض المواقف طالما لم تخالف الشَّرع الحنيف، فعندما غضب عمر عندما رجمت الغانية وتفل لأجل ذلك كأنه يحتقر أمرها ردّ عليه النبيّ عليه الصلاة والسلام وقال:  ((يا عمرُ، لقد تابت توبة لو وزّعت على أهل المدينة لوسعتهم)).

الإخلاص والصبر واللين
أمَّا فضيلة الشيخ حمدي شفيق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف بغزّة يقول: إنَّ من الصفات الواجب توافرها في الدَّاعية الإخلاص والهشاشة والصَّبر واللين والمجادلة بالتي هي أحسن، وأن يرد الإساءة بالحسنة، وأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه، ويكون للنَّاس كالشَّمعة يحترق من أجل الآخرين وبالتضحية من أجلهم، وأهم شيء أن يتحلّى بسعة الصدر ويتسم بالبشر وأن يكون كريماً سخيّاً.

وقال: إذا فقد الداعية الإخلاص، ولم يكن هناك تجرّد لا ينفع حينها الدَّعوة وإذا كان أيضا محبّاً للظهور وللصَّدارة وإذا كان بخيلاً أو جباناً أو به غلظة وشدَّة وسرعة غضب وحب للنفس كلّ ذلك لا ينبغي توافره في الدَّاعية، وإلا ستقف دعوتي، فنحن نملك قلوب الناس بالتغاضي عمَّا يفعلون من ذنوب؛ فإذا  فضح  الداعية مثلا بعض الناس أو جرح في بعض الناس ستقف هذه الأفعال في طريق نشر دعوته وتعرقل الدَّعوة إلى الله سبحانه وتعالى وينفض الناس عن منبره ومكانه؛ فيجب عليه أن يتأخر وقت الطمع  ويتقدّم وقت الفزع.

وأضاف فضيلته بأنَّه يمكن للإنسان أن يحسّن من خلقه ويروض من طبعه بأن يعوّد نفسه الصفة التي يتمناها في نفسه فإن كان بخيلاً عوَّد نفسه على الصَّدقة والجود، وإن كان جباناً عود نفسه الشَّجاعة، وعليه أن يجالس أصحاب الأخلاق الحميدة في كل خلق يريد أن يتحلّى به ويقرأ صفات العلماء وأهل الكرم  ويجالس أهل الكرم والجود؛ إذاً فعليه أن يقرأ ويجالس ويتدرب عل المشاركة في الأعمال الخيرية ويطلب من الله عزَّ وجل أن يحسّن خلقه وسيتحسن إن شاء الله خطوة خطوه.
إذا فقد الداعية الإخلاص، ولم يكن هناك تجرّد لا ينفع حينها الدَّعوة وإذا كان أيضا محبّاً للظهور وللصَّدارة وإذا كان بخيلاً أو جباناً أو به غلظة وشدَّة وسرعة غضب وحب للنفس كلّ ذلك لا ينبغي توافره في الدَّاعية

وعن مدى تأثير غلبة الطبع على سلوك الفرد، وهو في ظل جماعة معيّنة، قال: (كل إناء بما فيه ينضح، والأفراد هم عنوان هذه الجماعة، وهو بلا شك يجب عليه أن يتخلى عن حبه للصدارة والظهور، وإذا كان الفرد ينتمي لجماعة معيّنة ويدعو للإسلام من خلال منهجها أو غاياتها، فيجب عليه أن يكون داعية لكلِّ النَّاس، وليس معنى ذلك أن يتخلّى عن الانتماء الذي ينتمي إليه).

الدَّاعية الناجح

أمَّا فضيلة الشيخ محمود شاكر المالكي، الدَّاعية الإسلامي، فيقول: إنَّه لا يوجد داعية ناجح ويرجو من خلال دعوته حب الظهور والصّدارة في المجالس، ولذلك وجب على الدَّاعية أن يتحلّى ببعض الصّفات منها:

1.    الإخلاص لله عزَّ وجل.
2.    الشعور بمعيَّة الله سبحانه.
3.    الثقة بنصر الله ووعده
4.    الرَّحمة والرّفق .
5.    التواضع.
6.    الصَّبر .
7.    الشجاعة والثبات.
8.    الاستغناء عن عطاء الناس.
9.    أن يكون  قدوة حسنة.
10.    الصّدق في الدّعوة.

وأضاف: وعلى عكس الصفات التي ذكرناها من عدم إخلاص وحب للظهور والغلظة والشدة وعدم الالتزام بالمنهج الوسطي في الدَّعوة، وأن يكون متكبراً متجهما الوجه.. كل هذه الصفات تؤدِّي لفشل الدَّاعية.
وأضاف عندما ننظر للتاريخ الإسلامي سنجد أنَّه انتشر في شرق آسيا وربوع إفريقيا وأرجاء الأرض المختلفة ليس بحدّ السَّيف، ولكنَّه انتشر بأخلاق الدَّاعية الحميدة والصدق في المعاملة والأمانة والسَّماحة في البيع والشراء خاصة التجار،  مشيراً إلى أنَّ الطبيعة السيّئة للدّاعية تؤدّي إلى فض الناس وانصرافهم عن الدَّعوة وعنه.

وقال: إنَّه يمكن تحسين الخلق بالصّحبة الصّالحة ومطالعة ودراسة أهل الأخلاق ودراسة سيرة النبيّ ومطالعة الأجر العظيم لأصحاب الخلق، طبقاً لما رُوي عن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو له محق، وفي وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه)).  (رواه أبو داود، والبيهقي، والطبراني، وهو حديث ضعيف).

وأشار إلى أنَّ الطبع هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال،  فإن استطاع أن يجاري ساعة أو شهراً أو سنة سوف تظهر هذه الأخلاق على حقيقتها، ومعرفة الشخص تأتي من الاحتكاك المباشر.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …