شريكة حياتي…كيف أختارها؟

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » شريكة حياتي…كيف أختارها؟
alt

النصف "الحلو ".. كيف أختاره ؟
إنَّ الحاجة إلى نصف آخر أو النصف الحلو كما يقولون يكمل نقصك، ويضيف البهجة والسّرور إلى حياتك، ويضع لمسة جمالية في إحساسك ومشاعرك...يعدُّ واحدة من أجمل وأبدع مكوّنات الطبيعة البشرية لكلِّ رجل..

يكبر شبابنا.. وتكبر معهم أحلامهم في تكوين النفس وتحقيق الذات.. ويخرجون إلى معترك الحياة في بداية مشوارهم للعمل والكد، ليدرك الواحد منهم معاني مختلفة للحياة، غير تلك التي كان يحياها في "فورة" الشباب، يدرك معاني المسؤولية والاستقلالية والاعتماد على الذات، والحاجة إلى الامتداد وتكوين أسرة وأولاد.

أريد أن أتزوَّج!!
إعلان يطلقه كلُّ شاب يقف عند مفترق الطريق، ليعلن عن حاجة نفسية عميقة كان يحاول مراراً أن يؤجلها أو يتناساها حتَّى يحين وقتها..فإذا ما بلغت الحاجة ذروتها لم يجد بُدّاً من الإعلان الصَّريح .. " أمي..ابحثي لي عن عروس"!! أو .."أرى في فلانة نموذجاً لزوجة المستقبل، فهلا خطبتها لي!!".

لا تندفع...إيَّاك أن تقف عند حدود مواصفات الشكل والمظهر، فهي على أهميتها ليست الحياة كلها بل هي في الحقيقة أول ما يمكن أن يتغير من أشكال الحياة..


(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)..وحتّى تجد شريكة الحياة المناسبة لك..فأنت "لم تستطع" وهنا وجب عليك اتباع السنة النبوية المطهرة في "التزام" الصّيام ليكون لك وجاء عن الاندفاع وراء غريزة محمومة قد تغطي على عينيْك أحياناً فتفقدك القدرة على التمييز في تلك اللحظة! لكنَّه للأسف "فقدان" لحظي فإذا ما أشبعت هذه الغريزة  بدأت تتكشف أمور كثيرة وراء ذاك الغطاء .. لقد كانت واضحة ظاهرة لكنك أبداً لك تكن لتراها.. لقد حجبت بإرادتك!!

تمهل.. واجلس مع نفسك .. حاورها.. أيّ مواصفات لشريكة الحياة أريد؟ ولكن!! إيَّاك أن تقف عند حدود مواصفات الشكل والمظهر، فهي على أهميتها ليست الحياة كلها بل هي في الحقيقة أول ما يمكن أن يتغير من أشكال الحياة..

إنَّ الإعلام اليوم يصوّر المرأة في بيتها وكأنّها "تمثال"، تحافظ على مقاييس خاصة بالوزن والشكل والهيئة، وتنام وتصحو بمساحيق التجميل التي تملأ الوجه.. وتبدل من الملابس أجملها وأبهاها، ثمَّ يكون دور الرَّجل هو الوقوف "مشدوهاً" أمام هذا التمثال يتأمل حسنه وجماله!! أيّ اختزال للحياة في بقعة صغيرة لا تشكل من معترك الحياة الزوجية ومعانيها وتفاصيلها إلا نقطة في بحر!!

(إذا نظر إليها سرّته) صفة مهمة نعم، أشار إليها الحديث النبوي الشريف في ذكره لمواصفات الزوجة التي يبحث عنها الرَّجل الصَّالح ليودعها قلبه قبل بيته، لكنَّها ليست هي محور الحياة، فكما تحتاج العين إلى ما يسرّها، تحتاج الأذن إلى منطق يلامس العقل، وتحتاج الروح إلى لغة تخاطبها، وتتطلب معتركات الحياة عقلاً يدبر ويفكر ويناقش ويبحث، وكل هذا لا يكون أبداً عندما تنحصر الإجابة على سؤال: كيف أختارها؟ بالحديث عن مواصفات الشكل..الشكل فقط..الشكل أولاً..

طوق النجاة..
(فاظفر بذات الدين تربت يداك).. إنَّها التقيَّة النقيَّة.. التي تغريك بجمال روحها قبل شكلها، وتسعدك بمنطقها كما تبهجك ابتسامتها، إنها التي تقدم لك عينيها مأوى تخلد إليه من تعب النهار وكدّ العمل، وتأمن عليها في بيتك ومالك وولدك وأهلك، كما أمنتها على نفسك من قبل.. إنها المؤمنة التي تحفظ حدود الله في نفسها قبل أن تأتيها زوجاً، فإذا جئتها كنت بالنسبة لها باباً إلى الجنة مفتوحاً..

اصدق الطلب مع الله، فإذا أنت طلبت زوجة تعينك على الطَّاعة، وتبني معها البيت المسلم الذي يحبّه الله، نظر الله إليك بعين الرَّحمة والفضل، فأعطاك الحسنى وزيادة.. أعطاك ذات الدّين، وجعلها في عينك أجمل من خلق الله أجمعين..

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …