د.بديع لشباب وطلاب الإخوان: أنتم كالغيث حيثما وقع نفع

الرئيسية » بصائر تربوية » د.بديع لشباب وطلاب الإخوان: أنتم كالغيث حيثما وقع نفع
alt

"أنتم كالغيث حيثما وقع نفع، فأنهار دنيانا من قطرات أمطاركم، وكما أرانا الله خيرات وبركات في ثورتنا، يجب أن نُريه ما يرضيه عنا".. بهذه الكلمات انطلقت كلمة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع في المؤتمر الأول لطلاب الإخوان المسلمين بمشاركة أكثر من 2500 طالب وطالبة وشباب الإخوان بالجامعات المصرية، وبحضور لفيف من قيادات الجماعة على رأسهم المرشد السابق الاستا محمد مهدي عاكف.

وفي كلمته وجه الدكتور محمد بديع رسالة إلى شباب الإخوان والطلاب والطالبات أنهم كنز الأمة ورصيدها الزاهد وعليهم أن يستمروا فى إعطاء طاقاتهم للرقى بالبلاد حتى تخرج من كبوتها الحالية، وأن ينطلقوا فى خدمة الوطن بعد أن تم تكميم أفواههم من قبل النظام السابق.

مبادئ الحرية والصدق والأمانة

وشبه المرشد العام للإخوان شباب الجماعة بأنهم كالغيث حينما يقع على الأرض يعمرها وينقذها، لافتا إلى أن الله كرم مصر بثورة عظيمة خلصتنا من نظام استبدادى وطاغٍ، ظل يكمم الأفواه لسنوات، لذلك علينا أن نرد لله فضله علينا بهذه الثورة العظيمة، وهنا قاطعه شباب الجماعة بصيحاتهم وتكبيراتهم "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

وأشار إلى أن تربية طلاب الإخوان في مشتل الجماعة جاء على قيم وأخلاقيات ومبادئ الحرية والصدق والأمانة والفضيلة والبر، ونفع الغير، ما أسهم في إعداد الجماعة لهؤلاء الطلاب لخدمة الأوطان.

ووجَّه حديث للطلاب، قائلاً: "أنتم كالغيث حيثما وقع نفع، فأنهار دنيانا من قطرات أمطاركم، وكما أرانا الله خيرات وبركات في ثورتنا، يجب أن نُريه ما يرضيه عنا، وهو الذي منَّ علينا بهذه الثورة، وما كنا لننعم بها إلا بتوفيق الله، وليس علينا إلا أن نعمل لرد هذا الواجب".

أكد أن الشباب والطلاب أمل الأمم وسواعدها الفتية وعقولها المنيرة ومستقبلها الزاهر وأملها الزاهي وقوتها المذخورة، وأهم عوامل نهضتها وتقدمها ورقيها، مشيرًا إلى أن هذا هو قدْركم وتلك هي مسئوليتكم وأمانتكم أمام الله ثم أمام أمتكم وأنفسكم، فأنتم عُدَّةُ المستقبل، ومعقدُ الأمل في النهوضِ بأمتكم.

وقال: "نحن حين نقول هذا لا نجاملكم أو نحابيكم بل نقرر واقعًا ونعترف بحقيقة ونعمل بوصية حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة"، ومن هنا وجب عليكم عدة واجبات تجاه جميع الدوائر المحيطة بكم والمتماسة معكم.

الارتقاء الإيماني والثقافي والرياضي

وأضاف: "فلترتقوا بأنفسكم إيمانيًّا وروحيًّا وتعبديًّا وعلميًّا وثقافيًّا ورياضيًّا، وفي شتى المجالات لتكونوا نافعين لدينكم ووطنكم وأمتكم ولأنفسكم، فبقدر عظم وضخامة مسئوليتكم يكون استعدادكم للبذل والنهوض بتبعات هذه المسئولية، فكلما سمى الهدف سمى الجهد المبذول لتحقيقه وعظم الأجر بإذن الله، ولتحسنوا علاقتكم بربكم في السر والعلن، ولا تفعلوا ما يغضبه منكم، ولتطلبوا منه العون والمدد، فهو نعم المولى ونعم النصير".

ودعا فضيلته الشباب ألا يستصغروا أنفسهم ولا جهدهم ولا طاقتهم، فهذا ليس من الورع في شيء، مشيرًا إلى أن أنهار الدنيا من قطرات المطر إذا تم تجميعها في مجرى واحد، وفي ذات الوقت حذرهم قائلاً: "إياكم والغرور والكبر؛ لأن مثقال الذرة من الكبر يحرم من دخول الجنة، فلتثقوا بأنفسكم وطاقاتكم وقدراتكم ولتتعلموا ممن سبقوكم، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

وطالبهم قائلاً: "حققوا في أنفسكم الصفات العشر للفرد المسلم التي وضعها الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، واجعلوا منها منهجًا عمليًّا لكم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وهي: "قوي الجسم، متين الخُلُق، مثقف الفكر، قادر على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهد لنفسه، حريص على وقته، منظما في شئونه، نافعًا لغيره"، ففيها تكوين للشخصية المتكاملة التي تستطيع تحمل تبعات الطريق والتي عليها تبنى الأمم وتتقدم وتزدهر".

القدوة الصالحة

ودعا د. بديع الشباب والطلاب إلى الحرص أن يعطوا من أنفسهم القدوة الصالحة لمن حولهم ملتزمين وغير ملتزمين بل مسلمين وغير مسلمين، كما أوصاهم بالإحسان في كل المجالات، في التفوق الدراسي والأخلاقي والسلوكي، وبر الوالدين والدعوة إلى الله وخدمة الآخرين؛ طاعةً لله وحبًّا لأوطانهم وأهليهم وذويهم ومواطنيهم.

كما طالبهم بالحرص على الإبداع والاختراع ولتطلقوا طاقاتهم الكامنة ولتوظفوها لخدمة أوطانهم لتباهي بكم العالم كله، وليكن منكم المتخصصون البارعون في كل المجالات وشتى التخصصات، وهذا لن يتحقق إلا بالعلم والعمل والصبر والمثابرة.

وحذرهم من أمراض النفوس وأهوائها، وقال: "اعلموا أن من قدر على نفسه فهو على غيرها أقدر، فأخلصوا التوجه لله وأطيعوه وأحسنوا العمل وابذلوا جهودكم ثم وحدوها، ترضوا ربكم وتتقدم أمتكم وتحققوا أهدافكم، واحرصوا على مصاحبة الأخيار ومن يعينكم على طاعة الله والتقدم في كلِّ المجالات الإيمانية والعلمية والعملية، واعلموا أن خير الأصحاب من إذا ذكرت الله أعانك وإذا نسيت ذكرك".

شباب غيروا التاريخ

وأضاف قائلاً: "لا تستقلوا أنفسكم وأعماركم فكم من شباب غيروا وجه التاريخ، وفي السيرة والتاريخ قديمًا وحديثًا ما يؤكد ذلك، فكونوا من هذا الصنف الذي تكتب سيرته بأحرف من نور وبمداد من ذهب، فمسئوليتكم عظيمة وبخاصة بعد الثورات العربية العظيمة وما كان للشباب فيها من دور رائع في إنجاحها متعاونين مع جميع أطياف شعوبكم وقواكم الحية، ولتعلموا أن الثورات لم تنتهِ بعد حتى تحقق أهدافها كاملة، وهو ما يستوجب علينا جميعًا بذل المزيد والمزيد من الجهد والعطاء؛ حتى تنضج الثمرة وتكتمل الثورة لرفعة بلادنا ونهضتها".

أما عن واجبهم تجاه والديهم، فقال فضيلته: "الله الله في والديكم فهم طريقكم إلى الجنة؛ فبروهم واحرصوا على طاعتهم والتقرب إليهم والسعي في قضاء حوائجهم والتذلل لهم، وإياكم وإغضابهم أو عصيانهم في طاعة أو معروف" (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الإسراء: من الآية 23).

وأشار إلي قول بعض العلماء في تفسيرهم لقوله تعالى: (فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) أي اللين اللطيف المشتمل على العطف والاستمالة وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبهما ما أمكن لا سيما عند الكبر، وقال: "كما أسوق لكم جوامع الكلم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة"، واعلموا أن أجدادكم هم جذر الشجرة وآباءكم وأمهاتكم هم الساق، وأنتم الأوراق والأزهار والثمار ولولاهم لما كنتم".

وعن واجب الشباب والطلاب تجاه أوطانهم، قال د. بديع: إن أوطانكم في حاجة شديد إلى جميع الجهود المخلصة لكي تنهض، وخاصة بعد ما تعرضت له من نهب وظلم وإفساد متعمد للشخصية وللمقدرات والثروات الوطنية، فلتتعاونوا مع كل الاتجاهات والتجمعات والائتلافات البناءة والهادفة إلى رفعة أوطانكم، فمساحة المشترك بيننا جميعًا كبيرة جدًّا وتسمح لنا بالتعاون لما فيه خير أوطاننا ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.

تحديد الهدف

ودعاهم إلى تحديد أهدافهم بوضوح ودقة حتى لا تتشتت جهودهم ولا تخلطوا بين الهدف والوسيلة، فتعظموا الصغير وتصغروا الكبير وادرسوا فقه الأولويات والتدرج في الخطوات، ففي وضوح الهدف في أذهانكم إنارة للطريق واختصارٌ للجهد والمشقة وتحقيق سريع للمستهدفات، وغلبوا الجانب العملي على النظري ليرى الناس منكم أعمالاً عظيمة لا أقوالاً وحسب، فحال رجل في ألف رجل خير من مقال ألف رجل لرجل.

وطالبهم بالعمل على توفير البدائل الجيدة التي تعينهم على الاستفادة من أوقاتهم، وحذرهم من الفراغ فهو من ألد أعدائكم، وهو ما يدفع الشباب إلى السقوط في الانحرافات الأخلاقية، وأضاف: "كما عليكم بإخلاص النيات وتوظيف الطاقات وحسن استغلال الأوقات هما سر النجاح ، وعليكم بالالتحاق بمراكز الشباب والهيئات الرياضية الحكومية والأهلية، والهيئات والأندية الاجتماعية، والجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية، وارتقوا بها وطوروها ونظموا الدورات العلمية والمهنية النافعة، واشتركوا في المناشط العملية المختلفة، حتى تشعروا بقيمتكم ورسالتكم في الحياة وتفيدوا وطنكم"وعليكم بالاهتمام بمجتمعكم وبقضاياه والتفاعل الإيجابي معها، ".

ودعاهم إلى  بذل الجهد تجاه الأمة،  وقال: "نجد الإمام البنا حدد أركان النجاح الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل، وهي تشمل الجانب الروحي والعقائدي (الإيمان، والإخلاص) بجوار الجانب العملي والتطبيقي (الحماسة، العمل)، مشيرا إلي انه دمجٌ رائعٌ، حماسة الشباب وحُسن توجيهها وترسيخ مفهوم تقديم الجانب العقائدي على ما سواه.

من جانبه، دعا فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، طلاب الإخوان المسلمين إلى التفاعل مع الشارع المصري، في كل شارع وفي كل منطقة وفي كل جامع، حتى نُخرج هذا الشعب من ظلم واستبداد، ونعيد له الوعي الحقيقي الذي ظهر في ميدان التحرير.
نبض الأمة
وقال في افتتاحية مؤتمر طلاب الإخوان الأول، إن هذا يوم عظيم لاجتماع هذا الجمع الطيب المبارك في تلك القاعة، والكل يهدف لخدمة هذا الوطن وهذا الدين، مشيرًا إلى أنه يعمل مع الطلاب منذ أكثر من سبعين عامًا، واعتبرهم دائمًا هم نبض هذه الأمة، فكما عهدناهم في سابق الزمان ومن الآن بعد الثورة، في كل شيء في الحق والحرية والواجب.

وأضاف: "نرى الآن أن الشعب يموج بغفلة وبقيادة غير صالحة، فعليكم أن تكونوا قيادة هذه الأمة، لا تستصغروا أنفسكم، وعليكم أن تبقى الجامعات نبض الشارع" وأوصاهم قائلاً:"أوصيكم ألا تروا في أنفسكم إلا الله، فالشعب المصري في حاجةٍ إلى وعي كبير كي يُفرِّق بين الحق والباطل، وبين الفساد والإصلاح، فهو في حاجةٍ إليكم، خاصةً في ظلِّ هذه الفترة الانتقالية، حتى تعود إلى الأمة حياة طبيعية بكيانات منتخبة، وحتى تعود للأمة حضارتها".واختتم كلمته داعياً الطلاب ألا يناموا حتى ينقذوا الشعب مما هو فيه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

لا تنظيم بلا التزام: كيف نحمي صفنا من الداخل؟

لا يمكن لأي مؤسسة أو شركة أو حتى جمعية صغيرة أن تحقق النجاح والاستمرارية ما …