أنجح الطرق لشريكة العمر

الرئيسية » بصائر تربوية » أنجح الطرق لشريكة العمر
alt

((ذات الدين..ابحث عنها))
إنّها الوصية النبوية الثمينة.. التي تدلك على الطريق الصّحيح في الاختيار، مع عدم الانتقاص من أهمية المواصفات الأخرى: مالها، وجمالها ونسبها.. ولكن لماذا؟

إنَّ ديننا العظيم عندما يريد منك أيّها الرجل أن تقوم ببناء البيت المسلم، فإنّه يريد لك أن يكون هذا البناء على أسس متينة، تحفظ روابط هذا البيت، وتسهم في تخريج أجيال مؤمنة عارفة بدينها وعاملة بفروضه وأحكامه، فمن هي القادرة على ذلك؟؟ إنَّها حتماً ذات الدين..يريد لك أن تسكن نفسك ويرتاح بالك وتأمن على عرضك ومالك وسرّك.. فمن هي الجديرة بذلك؟؟ إنّها حتماً ذات الدين.. يريد لك أن ترتقي بذاتك، وتسهم في رفعة أمتك، فمن هي القادرة على إعانتك في ذلك؟؟ إنّها حتماً ذات الدين.. وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قال: ((لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل)).رواه ابن ماجه

مواصفات أخرى..
إذن لن تدق أي باب!! وإنّما الباب الذي تعرف أنَّ الأساس المتين الذي تبحث عنه متوفر فيه، ثمّ ماذا؟؟ هنا تأتي مجموعة من "الصفات" و"المواصفات" التي يتفاوت الرّجال في طلبها، فمن باحث عن لون أو طول أو شكل..إلى باحث عن مستوى علمي أو اجتماعي أو مالي.. وباحث عن توجه فكري وعمل دعوي..أو باحث عن ربة بيت ماهرة في إعداد الطعام، قادرة على إعالة الأم والأب وتحمل العبء في حال الغياب والسفر..
النظرة التي تورث شعوراً بالراحة والسعادة.. إنها النظرة التي تسمع من خلالها همس القلب يقول لك: نعم..إنها نصفك الآخر..

إنّها سلسلة طويلة من "الطلبات" يختلف الشباب في ترتيب أولوياتها تبعاً لأوضاعهم الاجتماعية والمالية، أو أحوالهم العائلية والعملية.. ومهما اختلف هذا الترتيب، فإنَّه لن يضر شيئاً طالما اتفقنا على أنّه "تبع" لأصل "ذات الدين" وليس سابقاً له.
من هنا، وجب عليك أيّها الشاب طالب العفاف أن تقف مع نفسك وقفة.. تحدد بها معالم حياتك الحالية وترسم بها معالم حياتك المستقبلية التي ترجو بناءها مع "شريكة"العمر، ومن ثم تضع مجموعة المواصفات التي تريدها وترتبها من الأهم إلى المهم..بحيث تبحث أولاً عن "الأهم" الذي لا يمكن أن تقوم "الحياة" إلا به، ويستحيل أن تتحقق "الأحلام" إلا بوجوده، ثم تبحث عن "المهم" الذي إن توفر فهو الخير على الخير، وإن لم يتوفر رضيت بالأهم ومضيت..

انظر إليها..
ندب الإسلام لمن يريد أن يخطب امرأة أن "ينظر" إليها وتنظر إليه، وجعل الهدف من ذلك واضحاً في حديثه عليه الصلاة والسلام للمغيرة بن شعبة: ((فإنه أحرى أن يؤدم بينكما))، والإدام كما في لسان العرب هو الملاءمة والموافقة، إذن فهي النظرة التي تورث شعوراً بالراحة والسعادة.. إنها النظرة التي تسمع من خلالها همس القلب يقول لك: نعم..إنها نصفك الآخر..

وقد جرت العادة في مجتمعاتنا أن يطلب الخاطب الجلوس مع "الفتاة" للرؤية ولتبادل الحديث حول بعض الأمور التي تورث فهماً مشتركاً لرؤية كل منهما للحياة المستقبلية، وهي عادة مستحبة بل غدت مطلوبة بسبب اغتراب الناس عن بلادهم واختلاف البيئات وأساليب التربية، فقد كان الناس قديماً في المجتمع القروي الصغير المنغلق يكتفون بالسؤال عن والد الفتاة فإذا به فلان بن فلان المعروف لديهم فيكتفي الخاطب بذلك، أمّا اليوم، فإنَّ بعض "الخاطبين" يسافر من بلد إلى بلد بحثاً عن "نصفه" الآخر عله يجده!

كن واضحاً..
في تلك الجلسة التي ستنظر بها إلى تلك الفتاة الطيبة لتتبادلا أطراف الحديث.. كن واضحاً فيما تريد.. كن جاهزاً لما تود أن تقوله أو تؤكد عليه أو تستفسر عنه، إنك بذلك تقطع أشواطاً طويلة من الحيرة والتساؤلات المحيرة التي إن لم ترتب أفكارك فتذكرها، ستتبادر إلى ذهنك بمجرد أن يغلق الناس بابهم خلفك فتتمنى لو تعود لتسأل وعندها قد لا ينفع الندم!

عندما تكون مستعداً...واضحاً فيما تريد..صادقاً في شرح وضعك الحالي بكافة أبعاده، وطلباتك التي تود لشريكة حياتك أن تساعدك على أدائها..توفّر على تلك الفتاة وقتاً طويلا من التفكير وترددا كبيراً يسببه الحياء والخجل..فإذ بهذه الجلسة برهان قاطع لكل منكما على أن من يجلس أمامه هو فعلاً من يبحث عنه..أو أنه ليس كذلك..فليمض كل منكما في سبيله باحثاً عن "شقّه" الآخر..

ما ندم من استخار..
إنَّه التوكل على الله سبحانه وتعالى، والثقة بأنه "معك" يهيّئ لك الأسباب للاجتماع بالأحباب..فلا تتكل على نفسك واجتهادك وحذاقتك وحلاوة لسانك وقدرتك على "صف" الكلام ونثره، وكِل أمرك إلى ربك يعينك وينصرك..
قم إلى محرابك وصلِّ ركعتي الاستخارة قبل اللقاء وبعده، واسأل الله أن يشرح صدرك لما فيه الخير..فإن كان فيها "خيرك" وجدت روحك تطير نحو ذاك البيت..تطلب "يد" تلك الطاهرة لتكمل بها ومعها مشوار حياتك.. وإن وجدت في نفسك إدباراً فلا تتردد..وادع لتلك الفتاة بالخير..وأعِد مشوار البحث من جديد.. فهناك من ستكون في "انتظارك" فلا تطِل الغياب..

مراجع للاستزادة:
بالعقل والحب نلتقي – د.أكرم رضا
كيف تبنون بيتاً سعيداً – د.أكرم رضا

{youtube}-pePPf66l3Y{/youtube}

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …