الرسالة التي نزل بها الوحي

الرئيسية » بصائر قرآنية » الرسالة التي نزل بها الوحي
alt

الرسالة التي تلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه عزوجل بوساطة الوحي، اشتملت على القرآن الكريم، والحديث القدسي، والحديث النبوي. وقد تقدم تعريف القرآن، وإليك تعريف كلٍّ من الحديث القدسي والحديث النبوي:

الحديث القدسي: كلام أوحى به الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى، أو معنىً فقط، وصاغه الرسول بألفاظه، ونسبه إلى الله سبحانه.  ومن أمثلته قول الرسول صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب.." (1).  وقوله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:" أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني.." (2).  فهذه أقوال تلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر بها كما تلقاها، ولم يقع بها تحد ولا إعجاز، أو تلقى معناها وصاغها بألفاظه.

الحديث النبوي: ما ورد عن الرسول  من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. فكل ما ورد عن الرسول من ذلك فهو وحي، لأن الرسول مؤيد بالوحي، ومبلغ لرسالة ربه فلا يمكن أن يقع منه الخطأ ويستمر عليه، بل لو وقع خطأ فإن الوحي ينزل ليبين الصواب.

الفروق بين القرآن والحديث القدسي:
-    القرآن كلام الله، أوحى به إلى الرسول بلفظه، وتحدى الناس أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله فعجزوا، فهو وحي معجز. أما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي.

-    الحديث القدسي قد يكون لفظه من عند الله تعالى، ولكنه غير معجز ولا متحدى به، وقد يكون معناه من عند الله، والرسول عبر عنه بألفاظه ونسبه إلى الله تعالى.

-    القرآن لا ينسب إلا إلى الله تعالى، أما الحديث القدسي فيمكن أن يقال فيه: قال الله تعالى، ويمكن أن يقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.

-    القرآن منقول بالتواتر، أما الأحاديث القدسية فبعضها منقول بالتواتر وبعضها آحاد، والآحاد قد تكون صحيحة أو حسنة أو ضعيفة.

-    القرآن متعبد بتلاوته، فلا تصح الصلاة إلا بتلاوة شيء من القرآن فيها، وقراءة القرآن يثاب عليها القارئ عشر حسنات بكل حرف، أما الحديث القدسي فلا يُقرأ في الصلاة، ويثاب عليه القارئ ثواباً عاماً.

الفروق بين القرآن والحديث النبوي:
-    الحديث النبوي معناه من عند الله تعالى، وألفاظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم. وبعضه نُقِلَ بالتواتر وأكثره نُقِلَ بطريق الآحاد، والآحاد قد يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً.

-    الحديث النبوي يُنسَبُ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينسب إلى الله تعالى.

-    الحديث النبوي ليس معجزاً ولا متعبداً بتلاوته، بل يؤجر قارئه وحافظه أجراً عاماً، وليس كأجر قارئ القرآن.

الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:
-    الحديث القدسي ينسب إلى الله تعالى، أما الحديث النبوي فينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

-    الحديث القدسي لفظه ومعناه من عند الله تعالى. أما الحديث النبوي فمعناه من عند الله تعالى وألفاظه من عند الرسول.

---------------------
الهوامش
(1) صحيح البخاري 8/105، رقم (6502).
(2) صحيح البخاري 9/121، رقم (7405).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}

ها هو شهر رمضان الفضيل قد انقضت أيامه ورحلت عنّا لياليه المباركات التي كانت مليئة …