الدَّعوة إلى الله من أجلّ الطَّاعات، وأعظم العبادات وأجملها وأروعها؛ حينما تنشر عبق الإسلام إلى الآخرين بكلمة حسنة وعمل صالح أو ابتسامة ملؤها الحب - حب الله والرَّسول- وفي ثناياها حبّ الأخوّة في الله والأمَّة والدَّعوة والطَّاعة.
يقول الله عزّ وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، (فصلت:33)، ولأنَّ دعوتنا عالمية ومتجدّدة في كلِّ مكان وزمان من حيث الأسلوب والوسائل والمجالات، كان لابد من أن ننشر دعوتنا من خلال شبكة الانترنت، حيث تجاوز حدود الجغرافيا واختصار الزَّمن، ومخاطبة العالم بكلّ حرية بمختلف أجناسهم وتوجهاتهم ومستوياتهم، بلا حدود ولا قيود وبتكلفة مادية قليلة، تضمن فيها سرعة وصول المعلومات والتفاعل من الآخرين، وحفظ المعلومات صوتياً أو مرئياً أو مكتوبة وسهولة استخدامها، حيث تحتاج فقط إلى مجرد جلسة لمدَّة ساعة مع صديق يوضح لك المبادئ الأولية لاستخدام هذه الشبكة.
إنَّ الإنترنت فرصة كبيرة للعاملين في مجال الدَّعوة إلى الإسلام، ولنا نحن الحريصين على نشر كلمة الله أن نصل إلى العالمين.
ولتكن البداية ..أن نرشد أنفسنا وأبنائنا لطريقة استخدام الإنترنت الصَّحيحة التي استقينها من مبادئ وأخلاق ديننا الحنيف حيث اللباقة والإحترام في التخاطب والتراسل مع الآخرين وحسن الإستماع وأدب الجدال والخلاف حتى مع من هم من غير ملتنا وديننا .
وأكثر ما انتشر في وقتنا الحاضر ومع أبنائنا هو الإميل ( البريد الإلكتروني )، والفيس بوك (مواقع الحوار الجماعية).
إليكم .... وقفات لباقة...
لباقة على الإميل....
1. ارسل رسالة بخط واضح وضع عنوان لرسالتك وخاصة إذا كان هناك مرفق، فهذا يشجع مستقبل الرسالة لقراءتها، وفي المستقبل لتصنيفها والرجوع إليها.
2. انتبه عند إرسال رسالة أعجبتك لجميع أصدقائك، أن لا ترسلها لمن أرسلها لك، فيصدق قول "هذه بضاعتنا ردَّت إلينا".
3. لا ترسل رسالة فيها رابط إلى منتدى يحتاج إلى تسجيل ، فلن يعتني الآخرون مشقة الالتحاق بمنتدى من أجل قراءة خبر أو معلومة، وأيضاً لا ترسل رسالة فيها رابط حتى تتأكد من سلامة الرابط وأنه لا يقود إلى موقع سيء للخلق، ولا ترسل رسالة بمرفق كبير الحجم فيه فيديو أو صور كثيرة مع الرسالة، حيث يمكن أن يكون الإنترنت بطيء لدى الآخرين، فلا يتشجعون لرؤية الملفات وتحميلها.
4. لو أردت إرسال طرائف، فلا بأس، ولكن لا يكون فيها خدش للحياء أو إساءة لأحد مثل محشش أو سكران، أو سخرية لبعض الشعوب أو القبائل أو الأعراق.
5. قبل أن تعيد توجيه رسالة جاءت، احذف عنوان من أرسلها إليك، فقد يكون غير راغب في أن ينشر بريده مع رسالته أو أن يعرف مصدر هذه الرسالة .
6. إذا أردت أن ترسل إلى أكثر من مستقبل، ضع العناوين في الحقل الذي لا يسمح لظهور عناووين المرسل إليهم عند مستقبل الرِّسالة وهذا الحقل يسمى BBC.
7. عند إرسال الرَّسائل الدينية تأكَّد من صحة الأحاديث النبوية الشريفة قبل إرسالها، والتأكد من صحة الفتاوى قبل نقلها.
8. احترام حقوق الملكية الفردية في المواد المرسلة عبر البريد الإلكتروني، ولا تبالغ في ذكر القصص الغربية والخرافية التي تخرج عن العادة والعرف.
لباقة على الفيس بوك
(الفيس بوك) أداة للتواصل الاجتماعي، ويفوق عدد مستخدميه 500 مليون إنسان، وعلينا أن نراعي أموراً عدَّة في استخدامه:
1. احترام الخصوصية على (الفيس بوك) فلا تستخدم أبداً اسمك الكامل، ولا تطلب وتلح على الآخرين إعطاء أسمائهم ومهنهم وعناوينهم، ولا تبالغ في اظهار الصور الشخصية لك التي لا داعي لها، صورك وأنت تقرأ وتلعب وفي السوق والنادي....، ويجب أن يعلم الأبناء أن ليس كلّ ما يقال أو يبدو من الأفراد هو صحيح في جوهره أو هويته أو عمره.
2. حدّد الوقت الذي تجلس فيه على شبكة النت عموماً وعلى (الفيس بوك) خصوصاً، ولا يكن ذلك على حساب دراستك وعملك، وضع نصب عينيك هاجس نفع الناس وتحين الفرص الذهبية لإفادتهم، ولا تغتر بزيادة عدد الصّداقات والمعجبين بتعليقاتك وإضافاتك، فهذا فضل من الله وامتحان لك ليبلوك هل تسخر ذلك في سبيله والإنتفاع به أم لا ؟؟!
3. ضع بصمتك وكن قدوة بتعليقاتك وإعجابك، ولا تعلّق على أي شيء ولا تستعجل إعجابك بأي أمر، وعلينا أن ننتبه لما تعرض هل يصح أم لا ؟ يجوز أم لا يجوز؟ واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك.
4. للفيس بوك فن لا يتقنه الكثيرون، نبدأ فيه بأنَّ حائطه يعكسك للناس بوضوح فلا تفضح نفسك، واعلم أنَّ الكل يراقب الكل، فلا تنشر ما قد يتسبب لك بمشاكل على أرض الواقع .
5. راعِ ما يلي :-
التماس الأعذار لدى الآخرين وحسن الظن بهم واحترام رغباتهم.
احترام الحالة التي يكون عليها الآخرون.
استأذن برسالة تعريفية قبل أن تضيف أحداً، أو تشارك الآخرين بالألعاب، أو تضيف مجموعات لهم.
ابتعد عن الكلام الفاحش والفيديو المسيئة للأخلاق، والخوض في القول، فالجدية في الحديث، وخاصة للفتيات لئلا يطمع الذي في قلبه مرض.
لا تعمّم ولا تجادل إلاَّ بالتي هي أحسن.
ابتعد عن الخشونة وعدم اللباقة في حديثك مع الآخرين.
تحقق من طريقة كتابتك الإملائية.
عامل الآخرين كما يحب أن يعاملوك.
للاستزادة:-
• كتاب العلاقات الأسرية مع الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والترفيه المعاصرة- د. محمد زياد حمدان.
• سلامة الأبناء على الإنترنت دليل يدوي – د . محمد زياد حمدان.
• تعلّم الأبناء الإنترنت عن بعد- د . محمد زياد حمدان.
• حلول استراتيجية لتطوير الأدوار والعلاقات الأسرية وحمايتها من مشاكل الإنترنت والتكنولوجيا المعاصرة - د . محمد زياد حمدان.