في يوم الإثنين الموافق السَّادس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، وفي تمام السَّاعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، كان النائب المقدسي أحمد عطون يجلس في ساحة مقر الصليب الأحمر بحي الشيخ جراح بمدينة القدس، بعد عام ونصف من الاعتصام داخل هذه الخيمة التابعة للأمم المتحدة، والتي لا تستطيع سلطات الاحتلال اقتحامها لأنَّها مؤسسة دبلوماسية لها حصانتها، وفي تلك الأثناء وبينما كان عطون يجلس في بداية الخيمة، قامت وحدات المستعربين واليهود الذين يلبسون الزّيّ المدني المقدسي، وبينهم امرأة محجبة ترتدي الجلباب، بافتعال مشاجرة من أجل لفت أنظار من هم بداخل مقر الصليب الأحمر ليستدرجوهم خارج المقر، وأثناء عرض هذه المسرحية، انتهزت وحدة المستعربين والمخابرات عدم خروج عطون من المقر فهاجمته، وقيّدته، وأخذته بعيداً إلى سجن المسكوبية في القدس.
وذلك بعد أن قامت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وقوات "المستعربين" بإغلاق الطرق المؤدية إلى خيمة اعتصام النواب المقدسيين .
حينها أدرك النائب أحمد عطون أنَّ اعتصامه سيتحوَّل إلى اعتقالٍ غادرٍ بعد أن قضى أكثر من 453 يوماً داخل هذه الخيمة احتجاجاً على سياسات الاحتلال الرَّامية إلى طردهم وإبعادهم من مدينة القدس، والتي تتذرع بكونهم أعضاء في المجلس التشريعي، والانتماء السياسي لحركة محظورة –حسب زعمهم – هي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) .
نشأته ومولده ..
ولد النائب أحمد عطون في مدينة القدس عام 1968، وهو متزوّج ولديه خمسة من البنين والبنات، أنهى دراسته الثانوية في ثانوية الأقصى الشرعية في المسجد الأقصى المبارك في القدس، ثمَّ حصل على شهادة بكالوريوس شريعة من جامعة القدس / أبو ديس، وأكمل درسته الجامعية وحصل على درجة الماجستير في الدّراسات الإسلامية المعاصرة في كلية الآداب بجامعة القدس، كما حصل في العام نفسه على دبلوم عالٍ في إدارة المؤسسات الحديثة من كلية الإدارة بالجامعة العبرية.
عمل النائب عطون إمامًا لمسجد المرابطين في منطقة صور باهر بالقدس المحتلة، كما كان خطيبًا في المسجد العمري في المنطقة ذاتها، وكان عضوًا في عدَّة مؤسسات خيرية واجتماعية، وله نشاطات مختلفة في قضايا التعليم والمدارس، وبشكل خاص في القضايا المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وهو ناشط اجتماعي وسياسي في منطقة القدس، وحاصل على العديد من الدَّورات المتخصصة في إدارة الأعمال والإعلام واللغة العبرية.
كما شغل عطون منصب رئيس جمعية المنتدى الثقافي في صور باهر، كما كان مديرًا إداريًّا في مركز زيد لتحفيظ القرآن الكريم، وانتخب عضوًا في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح عام 2006، وهو عضو في لجنة القدس ولجنة الأمن والداخلية بالمجلس.
حكايته مع الزنزانة ..
اعتقل النائب أحمد عطون عدَّة مرات وزجّ به في زنازين الاحتلال حتّى قضى فيها أكثر من 12 عامًا خلف القضبان؛ وكانت المرَّة الأولى للاعتقال عام 1988، ومكث حينها أربع سنوات في السجون، كما اعتقل في العام 1994، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وقضى ستة أشهر إدارية لدى الاحتلال عام 1998، أمَّا اعتقاله الأخير، فكان بعد انتخابه عضوًا بالمجلس التشريعي ضمن الحملة الشاملة بحق النواب والوزراء وذلك عام 2006، قضى خلالها ثلاث سنوات ونصف داخل سجون الاحتلال.
وفي يوم 29-5-2006م تسلّم النائب عطون من وزير الدّاخلية الصهيوني قرارًا ينص على سحب حق الإقامة المقدسية منه ما لم يستقل من المجلس التشريعي، وعقب خروجه من السجن وفي تاريخ 26-3-2010م سلمته شرطة الاحتلال قرارًا يقضي بمغادرة مدينة القدس قبل تاريخ 3-7-2010م ، وهو القرار ذاته.
وبعد اعتقال سلطات الاحتلال النائب محمَّد أبو طير في 30-6-2010م، وقبل توجهها لاعتقاله، لجأ النائب أحمد عطون وزملاؤه إلى مقر البعثة الدَّولية للصليب الأحمر للاعتصام والاحتجاج رفضاً لقرار الاحتلال بإبعادهم، ليبدؤوا اعتصاماً كان آخر يوم فيه للنائب عطون هو اليوم 453؛ حيث اعتقل مؤخراً، ونقل لسجن الاحتلال .