محطات في عمليات تبادل الأسرى مع الصهاينة

الرئيسية » بصائر من واقعنا » محطات في عمليات تبادل الأسرى مع الصهاينة
alt

لم تكن صفقة وفاء الأحرار بين حركة المقاومة الإسلامية -حماس- وبين العدو الصهيوني هي الأولى من نوعها في تاريخ النزاع العربي الصهيوني، بل هي حلقة تضاف إلى سلسلة من حلقات عديدة من عمليات التبادل، بين العرب واليهود. والتي تؤكّد أنَّ العدو الصهيوني لا يفهم إلاَّ لغة القوَّة، والسّلاح. ويمكن إجمال أبرز هذه العمليات بما يلي:

-   عام 1956: قامت القوات السورية بمبادلة أربعة أسرى من جنود الاحتلال لديها، مقابل 41 من أسيراً داخل السجون الصهيونية.

- عام 1957: قامت قوات الاحتلال بالإفراج عن 5500 جندي مصري من سجونها، مقابل إفراج السلطات المصرية عن أربعة جنود كانت قد أسرتهم في حرب 1956.

- عام 1963: تم إطلاق 15 أسيراً سورياً من سجون دولة الاحتلال، مقابل 11 أسيراً صهيونياً كانوا محتجزين لدى السلطات السورية.

- عام 1968: كانت أول عملية تبادل بين فصائل فلسطينية والاحتلال، وذلك بعد نجاح مقاتلين من الجبهة الشعبية باختطاف طائرة، وعلى متنها أكثر من مئة راكب، وتمَّ إبرام الصفقة مع الاحتلال مقابل الإفراج عن 37 أسيراً من ذوي الأحكام العالية.

- عام 1969 اختطفت مجموعة من أعضاء الجبهة الشعبية بقيادة ليلى خالد، طائرة إسرائيلية، إلاَّ أنَّ ليلى خالد تمَّ اعتقالها وقتل أحد أفراد المجموعة الخاطفة، بعد هبوط الطائرة في بريطانيا، ثمَّ تمَّ اختطاف طائرة بريطانية من قبل التنظيم نفسه، وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبه سراح ليلى خالد.
إن عمليات تبادل الأسرى التي جرت على مدار سنين عديدة، توكد على أن سلطات الاحتلال الصهيوني، لا يمكن أن ترضخ للمطالب الفلسطينية، أو الحقوقية والإنسانية، إلاَّ من خلال القوَّة والسلاح، واستخدام خيار المقاومة.
-  عام 1971، جرت عملية تبادل بين حركة فتح والكيان الصهيوني، حيث أطلق اليهود سراح الأسير محمود بكر حجازي، مقابل الإفراج عن الجندي شموئيل فايز المخطوف لديها.

- عام 1973: أفرجت سلطات الاحتلال عن 46 أسيراً سورياً، مقابل إفراج السلطات السورية عن ثلاثة طيارين احتجزوا ثلاث سنوات في الأسر.

- عام 1974 : قامت سلطات الاحتلال بالإفراج عن 65 أسيراً فلسطينياً، مقابل إفراج مصر عن اثنين من جواسيس الكيان الصهيوني.

- عام 1979: جرت عملية أخرى من عمليات التبادل بين الاحتلال والجبهة الشعبية – القيادة العامة- حيث أفرجت سلطات الاحتلال عن 76 معتقلا بينهم 12 فتاة فلسطينية، مقابل إطلاق سراح الجندي الذي أسرته.

- عام 1983: أطلقت سلطات الاحتلال سراح جميع معتقلي معتقل أنصار اللبناني، وعددهم 4700 معتقل فلسطيني ولبناني، بالإضافة إلى 65 أسيراً من السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن ستة جنود صهاينة.

- عام 1985: أطلقت الجبهة الشعبية – القيادة العامة- سراح ثلاثة جنود كانوا معتقلين لديها، مقابل الإفراج عن 1155 أسيراً.

- عام 1997: اتفقت السلطات الأردنية مع قوات الاحتلال، على إطلاق سراح عملاء الموساد الذين اعتقلتهم عقب محاولتهم اغتيال خالد مشعل في عمَّان، مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله- من سجون الاحتلال.

- في عام 2004: تمَّت صفقة جديدة بين حزب الله اللبناني، والكيان الصهيوني، بوساطة ألمانية، حيث أفرجت سلطات الاحتلال عن 462 معتقلاً فلسطينيا ولبنانياً، في حين أفرج الحزب عن القائد الصهيوني إلحنان تانينباوم، ورفات 3 من الجنود الصهاينة.

- عام 2008: استكملت الصفقة الأخرى بين الاحتلال وحزب الله، حيث أطلق سراح سمير القنطار، وثلاثة أسرى لبنانين آخرين، والإفراج عن رفات 200 من جثث المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين.

من خلال ما سبق، يظهر وبكل وضوح أنَّ سلطات الاحتلال الصهيوني، لا يمكن أن ترضخ للمطالب الفلسطينية، أو الحقوقية والإنسانية، إلاَّ من خلال القوَّة والسلاح، واستخدام خيار المقاومة.
تعتبر صفقة (وفاء الأحرار) أول صفقة تتم باحتجاز جندي صهيوني على أرض فلسطينية، وفي الوقت نفسه، تلحق الفشل بالنظرية الأمنية الصهيونية وتنسف ما يروّج الاحتلال له بأنَّه صاحبُ واحدٍ من أقوى الجيوش في المنطقة، وأقواها استخباراتياً وجاهزية.
تميّز وانتصار ..
لكن ما يميّز هذه الصفقة (وفاء الأحرار) عن غيرها أمور كثيرة، تتمثل أبرزها بما يلي:
1- المدَّة الزمنية الطويلة التي استطاعت فيها "حماس" الاحتفاظ بالجندي الأسير "جلعاد شاليط"؛ حيث احتجزته أكثر من خمس سنوات متواصلة، رغم الحملات العسكرية العديدة التي شنّتها قوات الاحتلال للشعب للإفراج عنه أبرزها عملية الرصاص المسكوب، والتي خلفت الآلاف بين قتيل وجريح.

2- أنَّ هذه أول صفقة تتم باحتجاز جندي صهيوني على أرض فلسطينية، وفي الوقت نفسه، تلحق الفشل بالنظرية الأمنية الصهيونية وتنسف ما يروج الاحتلال له بأنَّه صاحبُ واحدٍ من أقوى الجيوش في المنطقة، وأقواها استخباراتياً وجاهزية.

3- لأول مرَّة في تاريخ صفقات التبادل بين العرب واليهود، يتم الإفراج عن 19 أسيرة، بمجرد ظهور للأسير على شريط فيديو مسجل في دقائق معدودة، وهي تدلل على مدى التميّز والتفوّق الذي وصلت إليه الحركة من الناحية الأمنية، وسيطرتها على عملية التبادل، وإذلال العدو وقهره.

4- إنَّ هذه العملية استهدفت أسرى من أكثر من منطقة، وجمعت أسرى من كافة مناطق فلسطين التاريخية وغيرها، ومن كافة الفصائل، ناهيك عن تحريرها لجميع الأسيرات، وقدامى المعتقلين.

5- الإفراج عن المئات من أصحاب المؤبدات، والذي كانت سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنهم، في أية عملية تبادل، أو مفاوضات، وهذا يؤكّد على مدى الحد الذي وصلت فيه الحركة عبر إلزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى وقادة خطيرين –على حدّ تعبير الاحتلال- وهو نصرٌ جديدٌ يضاف إلى هذه الصفقة المشرفة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …