سيأتي اليوم الذي تفنى فيه الحياة والأحياء في الأرض والسماء، وذلك بالنفخ في الصور، قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}الزمر68، أي إلا الشهداء أو الملائكة أو الأنبياء أو حملة العرش أو جبريل أو ميكائيل أو ملك الموت، فأما صعق الأنبياء فالأظهر أنه: غشية، يسمعه أحد إلاَّ أصغى ليتا ورفع ليتا، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق ويصعق الناس" .
أخرجه مسلم.
أصغى ليتا: اللِّيت: صفحة العنق، وإصغاؤه: إمالته، يُصعَق: يغشى عليه ويموت.
أمَّا عن الصور الذي ينفخ فيه، فقد جاء تفسيره في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ قال: قرن ينفخ فيه" أخرجه الترمذي بسند صحيح.
سيأتي اليوم الذي تفنى فيه الحياة والأحياء في الأرض والسماء، وذلك بالنفخ في الصور
أمَّا عن النافخ في الصور فقد اشتهر أنه "إسرافيل"، لكنه وقد وقع التصريح فيه في بعض الروايات كما في رواية أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : "إِنَّ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَمَّا خَلَقَ الصُّورَ أَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ ، .." إتحاف الخيرة المهرة(234) بإسناد فيه ضعف، وهناك أحاديث قد أخبرت أنَّ صاحب الصور مستعد دائما للنفخ دون تحديد، كما في حديث أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَيْفَ أنْعَمُ! وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإذْنَ مَتَى يُؤمَرُ بالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ" فَكَأنَّ ذلِكَ ثَقُلَ عَلَى أصْحَابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا: حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ" رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسنٌ.
ليس من الإنسان شيء إلاَّ يبلى إلاَّ عظماً واحداً وهو عَجْبُ الذَّنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة
- أمَّا عن اليوم الذي تكون فيه هذه النفخة: فهو يوم الجمعة كما في حديث أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَي مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَ" أخرجه أبو داود بسند صحيح.
- أمَّا عن المدَّة بينها وبين نفخة البعث، فهي واردة في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً، قال: أبيت، قالوا: أربعون شهراً، قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة، قال: أبيت، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلاَّ يبلى إلاَّ عظماً واحداً وهو عَجْبُ الذَّنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)). (أخرجه مسلم)، قول أبي هريرة (أبيت إلى آخره ) معناه أن أبا هريرة لم يجزم بتحديد الأربعين، أي هل المراد أربعون يوماً أو سنة أو شهراً، بل الذي يجزم به أنَّها أربعون.