أم ورقة .. شهيدة تمشي على الأرض

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » أم ورقة .. شهيدة تمشي على الأرض
alt

الشهادة منزلة عالية وغاية شريفة يصطفي الله به ثلة من عباده المؤمنين الصَّادقين، يقول الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام: ((من سأل الله الشَّهادة بصدق بلَّغه الله منازل  الشّهداء وإن مات على فراشه)).  (رواه مسلم).

ومن أمارات الصِّدق إعدادُ العدَّة المناسبة والمتاحة أيّاً كانت، والعدّة أنواع فمنها العدَّة الإيمانية، والعدّة العلمية، والعدّة العملية، والعدّة البدنية، والصَّادق لا يقصِّر في تحصيل ما تيسَّر له من هذه الأنواع بقدر طاقته ووسعه، وهذه النيَّة الصَّادقة إن وجد صاحبها سبيلاً شرعياً لتحقيقها ، كان ذلك هو محك امتحان صدقه.

يقول ابن قيّم الجوزية بما سمَّاها قاعدة الشَّريعة :  (العزم التَّام إذا اقترن به ما يمكن من الفعل أو مقدّمات الفعل نزل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التَّام، وأقرب الطرق للوصول للشّهادة هو الدُّعاء المقترن بنيَّة حازمة وعزيمة جادة).

ومن بين من نالوا هذه المرتبة العالية أمُّ ورقة الأنصارية وهي صحابية جليلة ، سطَّرت أروع الصّفحات في تاريخ الإسلام، أحبّت الجهاد والاستشهاد وأعدَّت لذلك ، فطلبت من الرَّسول يوم بدر أن يأذن لها في الغزو معه، تمرض الجرحى، لعلَّ الله يرزقها الشهادة، فقال لها الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام :  ((قري في بيتك، فإن الله تعالى يرزقك الشهادة)).

ومن ذلك اليوم، أصبحت تُعرف بالشهيدة، فقد كان الرَّسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه، وقال لهم : (( انطلقوا بنا نزور الشهيدة)).

هي ابنة عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل، من نساء الأنصار أسلمت مع السَّابقات ، وبايعت الرَّسول وروت عنه، نشأت على حبّ كتاب الله وجمعته في صدرها، حافظة له متقنة مجيدة له، تقرأه آناء الليل وأطراف النهار، وكان رسول الله يأمرها بأداء الصَّلاة في بيتها، وجعل لها مؤذّناً، فكان لها كل الفخر بأن بيتها تقام فيه الصَّلوات الخمس حيث كانت تؤم أهل بيتها.
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يزورها اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وكانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها، فسوَّلت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة، قابلوا الإحسان بالإساءة، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها وهربا، فلمَّا أصبح عمر، قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدَّار فلم ير شيئاً ، فدخل البيت، فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال : صدق الله ورسوله، ثمَّ صعد المنبر فذكر الخبر، وقال: عليّ بهما، فأتي بهما، فصلبهما، فكانا أوَّل مصلوبين في المدينة .

رحم لله الشهيدة العابدة، ورضي الله عنها وأرضاها.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • داعية
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    alt

    إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

    قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …