يحتاج المربي منا أن يكون لديه بعض الإستراتيجيات التربوية التي يستعين بها في تربية أطفال اليوم الذين هم قادة الغد، والبيت كما هو معلوم هو المدرسة التربوية الأولى التي يبدأ فيها الطفل منذ نعومة أظافره تلقى الدروس التربوية الأولى، إذن للبيت قانون تربوي ينشأ في حضنه الأبناء.
أولاً: قانون البيت :
إنَّ لكلّ منزلٍ قواعدَ وحدوداً، وتعيينُ هذه القواعد وعَرضها للأطفال سيُشعر بالارتياح فيما ينتقلون من عالم الصّغار إلى عالم الكبار.
ومن نعومة أظافر أطفالنا علينا أن :
1) نعرف عدد التوجيهات والطلبات التي يستطيع أطفالنا اتّباعها مرَّة واحدة.. وذلك من خلال القيام بالتمرين التالي:
- أطلب من ابنك تنفيذ توجيه واحد ثمَّ اثنين ثمَّ ثلاثة، وحدّد مقدرة ابنك على الاستجابة.
- وجّه له مجموعة من الطلبات، ودعه ينفذ أكبر عدد منها لوحده دون أن تطلب منه التوقف.
وهذا سيمنحه فرصة لتطوير مهاراته باتخاذ القرار وزيادة ثقته بنفسه، وكلما شعر أنَّه سيطر على نفسه تضاءل احتمال رفضه للتقيد بالتوجيهات الصَّادرة عن شخص آخر .
2) تجنّب القواعد غير الضرورية : حلّل أهمية القواعد، واذكر أهمها للطفل، لأنَّه بفطرته يحب أكبر قدر من الحرية لتطوير استقلاله.
الوقاية خيرٌ من العلاج :
إنْ تعرَّضنا للمشكلة يكون العلاج كالتالي :
1) مدح تتبع الطفل للتوجيهات؛ ليس فقط لنسعده، بل لنعلمه ما عليه قوله حتّى يقرّر ما فعله شخص آخر .. "شكراً لأنك نفذت ما طلبته منك".
2) تذكّر ضرورة إعادة النظر فيما طلبته من الطفل قبل لومه على عدم القيام به، فقد تكون المشكلة لا تكمن في الطفل نفسه، بل فيما نطلبه منه
3) استخدام العد العكسي، لتسهيل فكرة التوقف عمَّا يستمتع الطفل بما يقوم به حالياً، وتنفيذ ما نريد منه القيام به، وذلك بقولنا: "من فضلك أعد اللعبة مكانها".. ونبدأ بالعد العكسي، وإذا انتهى بسرعة نشكره على فعل ذلك.
4) مدح أيّ تقدّم يقوم به من تلقاء نفسه، وتشجيعه حين يبدأ باتخاذ خطوات صحيحة فيما نطلبه منهم، مثلاً: "إنَّ طريقتك رائعة في النهوض والمباشرة في إبعاد تلك الألعاب".
لا تستسلم لردود الفعل:
ردود الفعل السلبية التي يقوم بها الآباء عند عدم اتباع الأبناء توجيهاتهم، يسهم بشكل كبير في زيادة حجم المشكلة وتفاقمها، والتخلص من هذه الرّدود بازدياد القدرة على التحكم في النفس سيساعد على حلّ المشكلة، ومثال على تلك التصرّفات :
1) المعاقبة لعدم اتّباع التوجيهات.
2) التراجع عن التوجيهات إن قاوم الابن ذلك.
ثانياً: الفوضى
خلق الله الأطفال غير فوضويين، لكنّهم في الوقت نفسه غير مدركين لضرورة ترتيب الأشياء بأنفسهم بعد الانتهاء من الاستخدام، كاللعب مثلاً؛ فالطفل غير مدرك أنَّه عليه إعادتها لمكانتها بعد استخدامها، وعلى الأهل تعليم أبنائهم أنَّ الفوضى لا تختفي بطريقة سحرية :
وحتّى لا نتعرّض لمشكلة الفوضى من البداية، وفي مرحلة مبكرة من عمر الطفل، يجب:
1) إرشاده إلى المكان الذي يضع فيه ألعابه، بل والتعاون معه على وضعها في مكانها بعد الانتهاء من اللعب منها مباشرة للحدِّ من الفوضى.
2) طبّق عملياً أمامه ترتيب اللعب، ثمَّ اطلب منه أن يفعل مثلك .
3) كن دقيقاً قدر الإمكان في ألفاظ الطلب الذي تقدّمه؛ لا تقل له رتّب غرفتك!
4) توفير أدوات الترتيب الملائمة: لا تتوقع أن يعرف ولدك ما يجب استعماله لترتيب فوضاه .
5) حصر النشاطات في مكان آمن ومناسب، فعندما يلعب الطفل مثلاً بالألوان على السجادة في الصّالة، فلا تتوقعي منه عدم تلويثها، والأفضل من ذلك تحديد حيّز لهذا النوع من الألعاب.
خيرُ علاج:
1) يجب مساعدة الأبناء في عملية الترتيب، فعند مشاهدة الأهل يرتبون الأشياء المبعثرة تصبح عملية الترتيب أكثر متعة واعتدالاً.
2) اعتماد على مبدأ التغلب على الوقت: "أمامك 5 دقائق لإعادة السيارة إلى المكان المخصص لها "، وهذا يحول عملية الترتيب من عملية شاقة إلى متعة وتسلية .
3) مدح أيّ جهد للترتيب.
4) إذا رفض الترتيب، فليكن حصوله على ما يحب مرتبط بتنفيذ العمل الذي طلب منه .
إنَّ الطفل في عمر سنة فما فوق يستطيع المشاركة في عملية الترتيب ولو بجزء بسيط، وعليه بذل قصارى جهده في أيّ مستوى ليتقدّم ببطء نحو إنجاز المهام الأكثر صعوبة، ويعدُّ ذلك من أهم التجارب التي تساعده في اكتساب العديد من المهارات الحياتية المهمة.
ردود فعل .. نحترز منها:
1) المثالية: في استعجال اكتساب الطفل لمهارة الترتيب بإتقان .
2) التوقعات العالية: لا يملك الطفل في مراحله العمرية المبكرة قيمة الترتيب، ولا يملك النضج الجسدي للبقاء مرتباً، والمشاكل تصبح أسهل حلاًّ عندما يشعر الأطفال بالأمان الكافي من قبلنا.
للاستزادة :
التأدب دون صراخ أو قدح لـ جري وايكوف