لكنَّ دين الله، ودعوة السَّماء، ظلت ثابتة راسخة، دون أن تتمكَّن هذه الأباطيل من النيل منها، أو زعزعة إيمان معتنقيها.
واليوم مع دخول الإنترنت إلى كلِّ بيت تقريباً، عادت المخاوف من استغلال انتشار هذه التقنية الحديثة، لنشر "الرّوايات الواهنة والأباطيل"، مستغلين سذاجة البعض، وقلَّة وعي البعض الآخر.
هذا ما ناقشه مؤتمر علمي نظمته كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة، والذي جاء تحت عنوان: ((خطر الروايات الواهية على الإسلام))، وعقد يومي 4-5 تشرين الأوّل (أكتوبر) الجاري، واستمر ليومين متتالين انعقدت فيهما عدَّة جلسات علمية.
أهداف المؤتمر
وقد كانت أهداف المؤتمر تتمحور في دفع الكليات الشرعية والمؤسسات الإسلامية للقيام بدورها في الحدّ من نشر الأحاديث الواهية والموضوعة، والتوصل إلى خطة لتنقية كتب السيرة والتفسير والعقيدة والفقه والتاريخ والأدب، وتجريدها من الأحاديث المردودة.
ومن أهداف المؤتمر أيضاً التحذير من خطر نشر القصص الواهية، والأحاديث المكذوبة عبر الشبكة العالمية، والكشف عن دور المتساهلين والغافلين والمغرضين من أهل الأهواء في دسّ الأحاديث غير المقبولة.
وبدورهم، أكَّد المشاركون في هذا المؤتمر على دور الروايات الواهية في نشر الأباطيل، وتشويه صورة الأنبياء والمرسلين، وتشويه الدين الإسلامي وسيرة النبي العطرة، وتفريق الأمَّة الإسلامية، إضافة إلى دورها في تشويه صورة المرأة، ووصفها بأبشع الأوصاف وحرمها من أبسط حقوقها الإنسانية كالتعليم.
تهديدٌ للعقيدة
وقد أشار المشاركون أيضاً إلى الدَّور السلبي والخطير للروايات الموضوعة على وسطية الأمَّة وعزّتها وكرامتها وعقيدتها وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وخطرها الشديد على الإسلام، وذلك على صعيد العقيدة والفكر والثقافة وفي مجال الأخلاق والسلوك.
كما نوَّه المشاركون إلى ظاهرة انتشار الأحاديث الواهية على الإنترنت من خلال المواقع الإلكترونية، والمنتديات الحوارية، والشبكات الاجتماعية وسبل الحد منها، مبينين خطورة هذه الظاهرة كونها سريعة الانتشار، وواسعة التأثير، وتستهدف عامة مستخدمي الإنترنت.
أمَّا بالنسبة لتنقية الإسلام من هذه الروايات الواهية، فقد تمَّ التنويه إلى جهود المعاصرين في تنقية كتب التفسير والعقيدة والسنة من أيّ روايات موضوعة، والدور الجبَّار للعلماء المسلمين في الرّد على شبهات المستغربين والمستشرقين حول السنة النبوية المطهرة.
خطّة علمية ممنهجة
وخلال المؤتمر، دعا الأستاذ الدكتور محمد شبات نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الأكاديمية الباحثين وذوي الاختصاص في موضوع المؤتمر إلى المبادرة بوضع وإعداد خطة علمية ممنهجة، تبرز خطر الرّوايات الواهية على الإسلام من خلال استخدام وسائل الإعلام المناسبة، وعقد الندوات، وإطلاق المسابقات خدمة للإسلام والمسلمين.
ومن الجدير ذكره، أنَّ هذا المؤتمر نُظِّم بدعم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وجمعية الفلاح الخيرية، والجمعية الإسلامية، واشتمل على (31) ورقة عمل بحثية تعالج محاور المؤتمر، وبمشاركة (37) باحثاً من فلسطين ومصر والأردن والجزائر والكويت والمغرب.
هذه الجهود للجامعة الإسلامية جاءت تأكيدًا لدورها بأخذ الرّوايات الثابتة والصَّحيحة في تفسير القرآن والسنة، وحرصها على حماية الدّين الإسلامي من ألسنة المدسوسين، لتكون بهذا رمزًا للغيورين على رسالة المصطفى الحبيب.