في الحديث المتفق عليه عن أَبي بَكْرَةَ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الّذي بين جمادى وشعبان)). (متفق عليه).
فشهر المحرَّم من أعظم شهور السنة، عظّمَه الله وشرّفه من بين سائر الشهور وأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنّه حرَّمه بنفسه، وليس لأحد من الخلق تحليله.
شهرُ الحرام مبارك ميمون ... والصَّوم فيه مضاعف مسنون
وثوابُ صائمه لوجه إلهه ... في الخلد عند مليكه مخزون
وشهر الله المحرَّم هو أول شهور السنة الهجرية الجديدة 1433، لذا يكتسي أهمية بالغة في حياة المسلم، كونه يثمّل محطة مهمّة في التوبة والإنابة، والمراجعة والنقد، وتصحيح المسار، لذا يتعيّن على المسلم أن يبدأه بإعلان التوبة النصوح لله سبحانه وتعالى ..
قطعتَ شهورَ العامِ لهواً وغفلةً ... ولم تحترمْ فيما أتيتَ المُحَرَّمَا
فلا رجباً وافيت فيه بحقِّه ... ولا صمت شهرَ الصَّوم صوماً متمِّمَا
ولا في ليالي عشر ذي الحجَّة الذي ... مضى كنت قوَّاماً ولا كنت محرّمَا
فهل لك أن تمحو الذُّنوبَ بعَبْرَةٍ ... وتبكي عليها حسرةً و تندّمَا
وتستقبل العامَ الجديدَ بتوبةٍ ... لعلك أن تمحوَ بها ما تقدَّمَا
شهر الله المحرَّم هو أول شهور السنة الهجرية الجديدة 1433، لذا يكتسي أهمية بالغة في حياة المسلم، كونه يثمّل محطة مهمّة في التوبة والإنابة، والمراجعة والنقد، وتصحيح المسار
كما أنَّ الصّوم في شهر محرّم من أفضل التطوّع، حيث أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أفضل الصّيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة قيام اللّيل)).
قال ابنُ رجب الحنبلي : (وهذا الحديث صريح في أنَّ أفضل ما تطوع به من الصّيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرَّم، وقد يحتمل أن يراد : أنه أفضل شهر تطوّع بصيامه كاملاً بعد رمضان، فأمَّا بعض التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصيام يوم عرفه أو عشر ذي الحجة أو ستة أيام من شوال و نحو ذلك).
فيستحب للمسلم أن يكثر من الصّيام في شهر محرَّم، فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسَّر له، ولم ينقل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صام المحرَّم كاملا، بل المحفوظ عنه صوم عاشوراء.
ويتأكّد صوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرَّم، والسُّنَّة أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.
ويوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السَّلام، وقد صامه نوح و موسى عليهما السَّلام.
وقد ورد في صومه فضل عظيم، فعن أبي قَتادةَ رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صيامِ يومِ عاشوراء فقال: ((يُكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية )) (رواه مسلم).
وعن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما قال: صَامَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يومَ عاشُوراء وأمَرَ بِصِيامِهِ، قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهودُ وَالنَّصَارَى. فَقالَ رسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((فَإذا كَانَ العامُ المُقْبِلُ، إِن شَاءَ اللهُ، صُمْنَا اليَومَ التَّاسِع)). قال: ((فَلمْ يَأتِ العامُ المُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِيَّ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم)). (رواه مسلم).