حماية النفس .. اللبنة الأولى في المجتمع المسلم (1)

الرئيسية » بصائر تربوية » حماية النفس .. اللبنة الأولى في المجتمع المسلم (1)
alt

إصلاح الفرد وتربيته وإعداده هو أعظم شيء في الوجود، لذلك يجب أن تتضافر الجهود على مستوى الفرد والمجتمع للقيام بهذا الدور.

وإصلاح الإنسان له جانبان : إصلاح النفس والروح وإصلاح البدن، فكما حضَّ الإسلام على إصلاح النفس والروح، حضَّ أيضاَ على إصلاح البدن وحمايته من كلّ شيء يصيبه بالمرض والأذى، فقد أمرنا الله عزّ وجل أن لا نقتل أنفسنا فقال: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {(النساء:29).

فهنا يأمرنا الله عزّ وجل بعدم التعدّي على النفس بالقتل أو ما يؤدّي بالنهاية إلى الموت، وهذه الآية استشهد بها الدكتور نصر فريد واصل  حينما كان مفتيا للجمهورية على حرمة التدخين لأنّه يؤدّي إلى إتلاف الجسم وهلاكه على المدى الطويل، وهذا يعد من قبيل قتل النفس، وقال في موضع آخر }وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{ (البقرة:195).

وقد قيل ورد في سبب نزول هذه الآية  بعضَ الصَّحابة أرادوا أن يركنوا إلى ضيعاتهم وتجاراتهم ليصلحوها ويتركوا الجهاد في سبيل الله ومع ذلك ، فإن العلماء - من المتقدمين والمتأخرين - يستدلون بهذه الآية أيضا على النهي عن قتل النفس وإيذائها وإلقائها إلى التهلكة بأي طريقة من طرق التهلكة ، آخذين بعموم لفظ الآية .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحض المسلمين على الأخذ بمبدأ القوة في كل شيء (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) رواه مسلم . وحينما فضل الله طالوت على غيره واصطفاه على قومه فضله بزيادته له في العلم والجسم فقال سبحانه } إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ{  (البقرة:247) أي أن القيادة والريادة تطلب نوعين من أنواع القوة قوة العلم وقوة الجسم فبالأولى نستطيع التخطيط والتدبير وأخذ الحيطة وصناعة عدة الحرب الخ.. وبالأخرى نستطيع أن نقف أمام العدو لاستخدام تلك الأدوات.

وقد صاغ الإمام حسن البنا توجيهات تعين الأخ المسلم العامل للإسلام على أن يكون قوي الجسم :
1
-    أن تبادر بالكشف الصّحي العام، وأن تأخذ في علاج ما يكون فيك من أمراض، وتهتم بأسباب القوة والوقاية الجسمانية، وتبتعد عن أسباب الضعف الصحي العام.
2-    أن تبتعد عن الإسراف في قهوة البن والشاي ونحوها من المشروبات المنبهة، فلا تشربها إلا لضرورة ، وأن تمتنع بتاتا عن التدخين.
3-    أن تعنى بالنظافة في كلّ شيء في المسكن والملبس والمطعم ومحل العمل ، فقد بني الدين على النظافة.
4-    أن تحسن الطهارة، وأن تظل على وضوء في غالب الأحيان.
5-    أن تتجنَّب الخمر والمسكر والمفتر، وكل ما هو من هذا القبيل كل الاجتناب.
6-    أن تحارب أماكن اللهو فضلا عن أن تقربها، وأن تبتعد عن مظاهر الترف والرّخاوة جميعاً.
والوسائل العلمية لتطبيق هذه التوجيهات:
1-    الوقاية من الأمراض:
أ‌-    الكشف العام لمعرفة الحالة الصحية، وعمل بطاقة صحية للفرد، ثمَّ عمل كشف دوري سنوي لمن هم دون الخمسين، وكل ستة أشهر لمن فوق الخمسين.
ب‌-    المسارعة بعرض نفسه على الطبيب إذا مرض والالتزام بالعلاج.
ت‌-    أخذ التطعيمات اللازمة وكذا إعطاؤها للأولاد.
ث‌-    الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض المختلفة كالبلهارسيا والأمراض المعدية وغيرها.
ج‌-    عدم الإسراف في استعمال الدواء إلا لضرورة.
ح‌-    التعرف على الإسعافات الأولية لنفسك ولتعليم غيرك.
2-    اتباع النصائح الإسلامية في الطعام والشراب :
أ‌-    عدم الإسراف في الطعام بصفة عامة.
ب‌-    عدم الأكل قبل الجوع أو بين الوجبات، مع عدم الشبع وملء المعدة.
ت‌-    قراءة آداب الطعام والشراب في الكتب التي تحتوي على السنة مثل (زاد المعاد – إحياء علوم الدين) ثم الالتزام بها.
ث‌-    الإفطار قبل الخروج ، والعشاء مبكرا.
ج‌-    وضع جدول من أطباء الأمراض الباطنية بالمأكولات المطلوبة، والمأكولات المحظورة.
ح‌-    التعود على صيام النافلة
3-    اتباع النصائح الإسلامية عموما في الصحة:
أ‌-    عدم الإسراف في القهوة والشاي: بحيث يتم الإقلال من عدد مرات الشرب كل مرة.
ب‌-    استعمال السواك وفرشاة الأسنان، (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّواك عند كلِّ صلاة).
ت‌-    الحرص على نظافة البدن والثياب والمنزل باستمرار.
ث‌-    التعود على ترتيب مكان النوم ونظافة المكان.
ج‌-    اتباع سنن الفطرة العشرة.
ح‌-    تنظيم شهوة الفرج ، الأعزب : يكثر من الصيام المتزوج : تراجع كتب السنة في هذا الأمر
خ‌-    المحافظة على عدم وقوع جوارحه في المعاصي حتى يحفظها الله عليه في كبره.
د‌-    عدم السهر بعد العشاء إلاَّ لضرورة.
ذ‌-    الاستيقاظ مبكرا.
ر‌-    المحافظة على الوضوء في كل حال والنوم على وضوء.
ز‌-    المحافظة على عدم وقوع جوارحه في المعاصي حتى يحفظها الله عليه في كبره.
س‌-    عدم السّهر بعد العشاء إلاَّ لضرورة.
ش‌-    المحافظة على الوضوء في كل حال والنوم على وضوء.
ص‌-    تعود القيلولة ساعة في نهار الصيف.
ض‌-    اتباع الأساليب الصحيحة في الوقاية من الأمراض المختلفة مثل:
(1)تنظيم محاضرات ثقافية صحية لتوعية الطالب صحيا.
(2)معرفة الطالب بالأمراض المعدية لمحاولة تجنبها أخذا بالأسباب.
ط- عدم الإسراف في النوم.
4-    ممارسة الرياضة البدنية: وهي تختلف باختلاف المستوى:
أ‌-    يجب على الطالب أن تكون له رياضة يجيدها وأقلها المشيء أو الجري لمن هم في سن الشباب ولو نصف ساعة أسبوعيا.
ب‌-     الورد الرياضي اليومي "السويدي".
ت‌-    تعلم السباحة وركوب الدراجات العادية ، والدراجات البخارية، وقيادة السيارات.
ث‌-    عدم استخدام السيارة يوم في الأسبوع لأصحاب السيارات.
ج‌-    الاشتراك في الأندية الرياضية وممارسة الرياضة بها.
ح‌-    الالتزام بحضور اليوم الرياضي الأسبوعي كل مع الالتزام بموعده على أن يشتمل على تمرينات ريضاية جيدة وخاصة التمرينات الثنائية منها.
خ‌-    اتباع القواعد الصحية في الحركة والسكون "اعتدال القامة عند المشي والوقوف والجلوس – عدم القراءة والكتابة في الظلام".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …