أدركوا القدس – بقلم: مصطفى الصواف

الرئيسية » حصاد الفكر » أدركوا القدس – بقلم: مصطفى الصواف
alt
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه واتبع ملته إلى يوم الدين.

وأما بعد:
لأننا نعيش في اللحظات الأخيرة قبل أن ينفذ الصهاينة مخططاتهم التدميرية التهويدية بحق القدس مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين والأرض التي باركها الله ومن حولها في كتابه الكريم والقائل فيه " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"الإسراء(1) .

هذه الخطوة التي تبدأ بجسر المغاربة وتنتهي بالمسجد الأقصى يجب أن تتوقف على الفور وما لم نستدرك نحن المسلمون سنصحو ذات ليلة.

وقد أصبح المسجد الأقصى أثرا بعد عين وعندها لن تنفع مسيرات مليونية أو بيانات أو استغاثات أو اجتماعات على أي مستوى من المستويات لأن القدس ستصبح أنقاضا تعمل جرافات يهود الممتلئة بالحقد الدفين بأنيابها لإزالة الركام ونقل الأحجار من مكانها والشروع الفوري في بناء هيكلهم المزعوم.

نوجه نداءنا هذا قبل هذا الذي يخطط له يهود على رؤوس الأشهاد وعلى مسمع ومرأى العرب والمسلمون شعوبا وحكاما وأول هذا المخطط هو هدم باب المغاربة تمهيدا لما يحلم به يهود من تهويد كامل للقدس، وهذا التهويد لن يكتب له النجاح ما لم يهدم المسجد الأقصى ويبنى هيكل أحلامهم مكانه.

يا أيها الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المنزل من ربه ، يا أيها المسلمون ويا أيها العرب تحركوا وشمروا عن سواعدكم واغضبوا لمسجدكم المسجد الأقصى الذي بات على وشك التدمير والتخريب على أيدي شذاذ الآفاق من يهود وصهاينة وصليبية صهيونية تكشر عن أنيابها هدما للدين وحربا على الإسلام والمسلمين.

أوقفوا ما يسعى إليه يهود من هدم لباب المغاربة والذي يشكل معلما إسلاميا وحضاريا ويشكل مدخلا مهما نحو المسجد الأقصى الذي ينظر إليه يهود بعين الردى وسوء المنتهى وسعيا نحو مسحه عن الوجود، فهل تقبلون يا امة المليار، يا امة نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم.

يا أيها الموحدون هبوا وتوحدوا وسارعوا إلى موقف يعبر عن مدى الانتماء لهذا الدين الحنيف وإلى سنة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وقفوا موقفا يحسب له ألف حساب وأظهروا مواطن القوة حتى يرتدع ويتوقف عن أعماله الإرهابية والتدميرية بحق أقدس المقدسات الإسلامية قبل فوات الأوان.

نداءنا أن تحركوا وسارعوا إلى توجيه رسائلكم لهذا الاحتلال وأوقفوا جريمة هدم المسجد الأقصى التي يشكل باب المغاربة بدايتها، لأن هذا العدو لن يكون المسئول وحدة عن هذه الجريمة بل المسئولية الأكبر تقع عليكم كونكم لم تتحركوا في الوقت المناسب وتوقفوا هذه الجريمة.

أيها المسلمون اعملوا على إنقاذ مسجدكم، ومسرى نبيكم، واحفظوا أهلكم وصونوا دمائهم التي ستراق من اجل دينهم دينكم وقدسهم قدسكم وهم يدافعون عن حياض الأقصى فلا تتركوهم يواجهوا عدوهم وعدوكم وحدهم وظهورهم مكشوفة، فكونوا لهم الظهير الحامي والسند المعين في مواجهتهم للصهاينة دفاعا عن القدس والمقدسات واجبا عليهم ونيابة عنكم.

لأنها القدس مدينة عروبتكم ومسرى رسولكم نتوجه بندائنا هذا إليكم عله يلامس مسامعكم ويحرك فيكم نخوة المعتصم وفيه نبرأ أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعبنا أننا قدمنا هذا النداء وهو حيلة الضعيف المقر بضعفه والمحتاج إلى نصرة إخوانه وأهله من المسلمين والعرب.

لن نحدد لكم كيف تتصرفون أو توجهون رسائلكم فأنتم أهل الحكمة وأهل التدبير والرأي نستعين بكم بعد الله تعالى آملين أن تتحركوا سريعا فلم يعد هناك من وقت ننتظره فنحن أمام اللحظات الأخيرة والتي تتطلب خطوات صارمة وحازمة تردع هذا العدو وتساند شعبكم المدافع عن دينكم وقدسكم ومسرى نبيكم.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …