الأخلاق الحسنة هي نتاج طبيعي للعبادة الصَّحيحة، وهي مكوّن رئيس من مكوّنات الشخصية المسلمة. لذلك يجب تربية النشء على الأخلاق والاهتمام بتأصيلها وغرسها في نفوس الأجيال القادمة .
يمكننا أن نبحث عن طرق متنوعة لتحقيق هذه المهمَّة من بينها :
1- القدوة الحسنة :
كان الرسول صلَّى الله عليه وسلم المربّي الأوَّل قدوة للصحابة رضوان الله عليهم، وقد ذكر الله ذلك في كتابه } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا {(الاحزاب:21). فإيجاد القدوة الحسنة في المجتمع هي أوَّل طريق التربية السليمة .
النبي صلّى الله عليه وسلّم كان قدوة في الصِّدق والأمانة والإخلاص والمروءة والوفاء والحياء والشجاعة والكرم والإقدام والصبر والعدل والرَّحمة .. فنشأ جيلاً من الصَّحابة متينَ الخلق أثر في العالم من حوله حتى نشر الإسلام في معظم أرجاء الأرض.
2- العلم والفهم السليم: حتى نتخلق بأخلاق النبيّ يجب أن نتعرف عليها يقول صاحب كتاب "نظرات في رسالة التعاليم" : يجب دراسة أخلاق النبي والتخلق بخلق معيّن منها كل شهر للوصول إلى المطلوب.
3- التطبيق العملي : فمثلا خلق كخلق الصدق يجب أن يكون أول الأخلاق التي تبث في نفس الأخ ويراعى :
- أن لا يكذب أبداً
- أن يتجنَّب الفكاهات الكاذبة.
- ألاَّ يستخدم التورية مع زملائه أو أستاذه .
- أن يتحرّى الصدق مع الأطفال – في المواعيد – في الجلسات واللقاءات، وعموماً في دقيق الأمور وكبيرها.
- الصِّدق في العمل : وهو إتقانه.
- الصِّدق مع الله في الإيمان به والإخلاص له.
- الصِّدق في التجارة والمهن كافة : ووضع لوائح وآداب لكل مهنة ووضع ميثاق شرف وأخلاقيات كل مهنة.
- البعد عن أساليب المبالغة، والحرص على الدقة في النقل .
- الصدق بعدم المدح.
خلق الصبر: مثل الصبر على أداء العبادات على أكمل وجه مستطاع ظاهراً وباطناً.
فالصَّبر في الصَّلاة مثل : دوام المحافظة عليها، والصَّلاة في جماعة والصلاة في خشوع ، وعموما الإحسان في الصلاة وهكذا في كل عبادة من العبادات.
الصَّبر في البعد عن المعاصي والشبهات : وذلك بالإحساس بالتعالي على الذنب وهو أعلاها، أيضا بالبعد عن مواطن الشبهات مثل مجالس السوء وأماكن اللهو وأصدقاء السوء وأماكن اللغو التي لا يذكر فيها الله . والمجالس المختلطة.
الصَّبر عند وقوع المصيبة: فلا يتأفف ولا يضجر ويتذكر ثواب الصَّابرين ويكثر من الذكر.
ومن الأساليب العملية للتدريب على هذا الخلق:
1- يتم التخلق عن طرق إيجاد الحرص على الالتزام بالخلق المطلوب :
أ- بيان أبعاده ومعانيه.
ب- الترغيب في بيان فضله.
ت- الثناء على فاعله.
ث- جعله محور الاهتمام لفترة التكليف به والمداومة عليه.
ج- إيجاد مواقف عملية تبرزه وتختبر وجوده وتؤصله والتكليف بأحد هذه التكاليف شهرياً.
2- الالتزام بالصِّدق والأمانة في كل صغيرة وكبيرة والدّقة في الكلام والتبيّن .
3- حفز اللسان عن الفحش والبذاءة والسب.
4- الكف عن السخرية والاستهزاء واللمز والغيبة ومحاولة رد غيبة المسلم.
5- الالتزام بالمصافحة ومصافحة القلوب، فالتبسم في وجه أخيك صدقة.
6- بر الوالدين ومحاولة تقديم هدية لهما أو للوالدة مهما تكن بسيطة، والتبسم الدائم في وجهيهما وتقبيل الراس واليد وطلب دعائهما والمشاركة في نظافة البيت العامة مرّة شهرياً، وتقديم تكليفاتهما على غيرهما.
7- عدم الغضب.
8- الالتزام الدَّقيق بالوعود والاستفادة بالوقت لأقصى درجة.
9- كره الظلم وعدم السكوت عليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
10- البعد عن المراء والجدل وإن كان محقاً، والبعد عن الخصومة وتبرير الخطأ .
11- الكرم.
12- الصَّبر : ويتم التدريب عليه برحلة صيد أو الصيام ثمَّ الإفطار على جرعة ماء فقط، أو بعض التمرات إن وجدت ثمَّ الأكل بعد العشاء.
13- مزاولة الآداب الإسلامية :(المجالس – الطعام – النوم – النصيحة – الكلام ) يختار لكلّ أسبوع أحد البنود.
14- المشارطة أول النهار والمحاسبة قبل النوم والمجاهدة فيما بينهما.
15- ذمّ الفضولية وادعاء معرفة كل شيء(أبو العريف) وترك الفضول كله وصولاً لمعنى الزهد الصَّحيح.
16- التزام الصَّمت أكبر وقت ممكن والتزام الوقار وأن يجعل صمته فكراً " لا يبدأ أحداً بحديث فقط خلال الفترة التدريبية ومدتها شهر".
17- الصَّوم بكثرة – التدريب المستمر على قيام الليل – التدريب على إطالة الصَّلاة...إلخ.