أسماء القرآن الكريم (2)

الرئيسية » بصائر قرآنية » أسماء القرآن الكريم (2)
alt

سبق أن ذكرنا أنّ للقرآن أسماءً كثيرةً، ولكل اسم منها دلالاته ومعانيه، وتحدث المقال السابق عن ثلاثة أسماء هي: (القرآن، الكتاب، الفرقان)، وفي هذا المقال يتم الحديث عن ثلاثة أسماء أخرى للقرآن الكريم، هي: (الذكر، النور، الروح).

4-الذكر:
ورد هذا الاسم في مواضع عديدة من القرآن الكريم، كقوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} [الأنبياء/ 50] وقوله : {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} [الزخرف/44] وقوله : {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} [الأنبياء / 10] .

وسمي القرآن ذكراً لأمور منها:
أنه ذكر بمعنى أن هذه الأمة تذكر به، ويعلو به ذكرها بين الخلق، فهو هنا نظير الشرف لأن الأمة تشرف به، ويعرف شرفها به بين الناس (1).
إن هذه الأمة كانت نسياً منسياً، قبل أن يتنزل القرآن، فلما نزل القرآن وأخذت به ذُكرت بين الناس، وصار لها مكانة وقيمة.
وأنه يذكر الناس بالله سبحانه، ويردهم إلى جادة الحق ومنهج الرشد، ويذكرهم برحمة الله للمتقين، وعذابه للعصاة المذنبين.
والقرآن قد ذكر جميع أصناف الناس، مسلمين ومنافقين وكفاراً، طائعين وعاصين، متقين وظالمين، مُحسنين وفاسقين، رجالاً ونساءً، .. فإذا أردت أن تعرف ذكرك في القرآن فاعرض نفسك على القرآن، وانظر قولك وعملك تجد ذِكرك.

5- النور:
ورد هذا الاسم في مواضع عديدة ، حيث وُصف القرآن بأنه نور، كما في قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً} [النساء / 174] وقوله: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} [المائدة / 15].  وقوله: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير} [التغابن / 8]. وقوله: {أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} [الأنعام/122]. 

ولهذا الاسم إيحاءات وظلال ، فالقرآن نور يهدي إلى الحق ، ويبدد ظلمات الباطل ويكشف الطريق أمام السائرين، ويجعلهم يسيرون على بصيرة ووضوح. إنه النور الذي لا شبهة فيه ولا زيغ معه، فمن تمسك به سار على الهدى ووصل إلى الغاية، ومن ابتعد عنه ضل وتاه في بيداء الشك والزيغ.

6- الروح:
ورد هذا الاسم في عدة مواضع من القرآن الكريم، كقوله تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}  [الشورى/ 52].

وكلمة الروح لها دلالات متعددة، فالروح سر الحياة ، والجسد بلا روح جثمان ملقى بلا حركة ولا حياة، والقرآن حياة الأمة وسر بقائها، وإذا فارقت الأمة قرآنها فارقت سر حياتها، وإذا ابتعدت عن القرآن صارت جسداً لا روح فيه ولا قيمة له، والواقع الذي تعيشه الأمة الآن يشهد لذلك ويؤيده. فلا يمكن أن تنهض هذه الأمة إلا إذا عادت للقرآن عودة صادقة، وتمسكت به تمسكاً صحيحاً، وأخذته بقوة .

هذه أبرز وأشهر الأسماء التي سمي بها القرآن، الكريم، وقد وصف بأوصاف كثيرة لكل وصف منها دلالته وإيحاؤه، فالقرآن رحمة وهدى وبشرى وموعظة وشفاء وبرهان، وهو أيضاً آيات بينات، وبصائر هادية، وهو قرآن مجيد، وذكر مبارك، وكتاب عزيز، وتنزيل من حكيم حميد.

------------------------
الهوامش:
(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن/ للطبري (10/17/7)و(13/25/76)، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ لابن عطية الأندلسي(10/129).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}

ها هو شهر رمضان الفضيل قد انقضت أيامه ورحلت عنّا لياليه المباركات التي كانت مليئة …