تغيير سلوك الطفل:مهارة وفن(2-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » تغيير سلوك الطفل:مهارة وفن(2-2)
alt

يصيغ  المختصون ثلاثة عشر وسيلة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه عند الأطفال
وهي كالآتي:
التعريض، التوجيه المباشر، التوبيخ، المقاطعة، العقاب الذاتي، العقاب المنطقي، العقاب غير المنطقي، التشبع، الانطفاء ( التجاهل)، تجنب الموقف المثير، تشريط السلوك المخالف،عقوبة الحجز، أخر الدواء الكي (الضرب غير المبرح).

وفيما يلي شرحها بالتفصيل:

1. التعريض : يعدُّ هذا الأسلوب من الأساليب التربوية المهمَّة لتغيير السلوك، قال رسول الله صلى الله عليه سلم: (( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني))،  ولهذا الأسلوب فوائد تربوية:-
أ‌- الحفاظ على درجة  شخصية الطفل عند إخوانه وأصحابه، فلا يقلل شأنه بينهم.
ب‌- زيادة روابط الثقة والمحبَّة بين الوالدين، فيحس الطفل بالطمأنينة والارتياح النفسي ممَّا يؤدِّي إلى استعداده لتصحيح خطئه.
ت‌- تصحح أخطاء تربوية موجودة في أطفال آخرين.

2. التوجيه المباشر: وهو أسلوب استخدمه الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم عندما قال لعمر بن أبي سلمة، وقد رأى يده تتحرّك هنا وهناك أثناء طعامه : (( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)).
وعند استخدام هذا الأسلوب لا بد من مراعاة الأمور التالية:
أ‌- مجالسة الطفل ومحاورته كجلوس الوالدين مع الطفل أثناء الطعام فهو يؤدي إلى قوَّة الامتزاج النفسي بينهم وبالتالي تقبل الطفل لأي توجيه.
ب‌- تصحيح الخطأ مباشرة قبل أن يتحول إلى عادة مكتسبة والرَّسول بدأ بعلاج الخطأ أثناء استمراريته.
ت‌- مناداة الطفل بصيغة محببة إلى نفسه ليكون أدعى إلى انتباهه و استجابته.
ث‌- معالجة المشكلة من أساسها فليس من المجدي أخذ السجائر من الطفل أو حرمانه من المال طالما هم مستمر مع أصدقائه الذين تعلم منهم هذا السلوك السيّئ، فالمعالجة تكون بمنعه من الذهاب إليه أصلا.
ج‌- استخدام الترتيب الموضوعي والعلمي عند العلاج ، كما استخدمه الرَّسول الكريم في حديث ((يا غلام))، فهذا التَّرتيب الصَّحيح يساعد على الإتقان الصحيح لتصحيح الخطأ:
1- التَّسمية         2- الأكل باليمين           3- الأكل مما يلي
ح‌- تهيئة الطفل نفسياً وفكرياً لتلقي ما يؤمر به، فها هو رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام هيَّأ الغلام وربط قلبه بخالقه عند ابتداء الأكل :  ((يا غلام سم الله))، فهو توجيه فطري للأطفال بحب الله وإشعاره أنَّ الله هو الذي رزقهم هذا الطعام.

3. التوبيخ : من الأساليب التربوية المهمَّة في تغيير السلوك، لكن لا بد من التحلي بالسيطرة عل الذَّات وضبطها وتجنّب سلوك السخرية والتهكم والاستهزاء والتصغير والتحقير والثرثرة والتذمر المستمر عند الطلب من الطفل تبديل سلوكه، ولا بد أن يكون التوبيخ موجّهاً إلى السلوك المنافي، وليس إلى شخصية الطفل، لأنَّ ذلك سيُسبِّب له الألم النفسي فيتدهور سلوكه، وسيعدُّ هذا هجوماً عليه فيستعد للدِّفاع عن نفسه، وسيتمر في سلوكه السيّئ.
أفضل توقيت مناسب وفعال في اللجوء إلى التعبير عن الاستياء هو عند بدء الطفل بإظهار السلوك السيّئ، لكن يفضل تجاهل هذا الخطأ ،إذا لم يكن خطيراً على نفسه أو غيره.
المراحل المتبعة في التوبيخ:-
أ‌- مرحلة الإشارة والتلميح وتكون البداية.
ب‌- مرحلة التوبيخ سرّاً  مع عدم الإكثار من ذلك حتى لا تسقط هيبة المربّي في نفس الطفل.
ت‌- مرحلة التوبيخ  جهراً  ولومه أمام أسرته وأصدقائه مع الابتعاد عن الشتم والتحقير والهدف من المعاتبة على الملأ هو استغلال خوف الطفل عل مكانته بين أقرانه في الرجوع عن الخطأ وتعديل السلوك ليكون عظة وتحذيراً للآخرين حتى لا يسلكوا المسلك نفسه.
 يجب الحذر من تكرار العقاب جهراً حتى لا تفقد العقوبة قيمتها، والطفل إذا تكرّر لومه وتوبيخه، فإنَّه يمر بثلاث مراحل:-
أ‌- مرحلة التألم نتيجة الشعور بالذنب.
ب‌- مرحلة التضايق نتيجة التوبيخ مع الكراهية لمصدره.
ت‌- مرحلة عدم إعارة التوبيخ أو مصدره أي اهتمام ( اللامبالاة)، وفي هذه الحالة لا بد من وجود وسيلة تأديبية أكثر فعالية.
لا بد من التغيير في العقوبة، لأنَّ التكرار يفقدها أثرها على الطفل ، ومن الوسائل الناجحة مشاركة الطفل في العقوبة كقوله: يا بني إن فعلت كذا ... فما هي عقوبتك؟ وليختار هو بنفسه العقوبة.

4. المقاطعة : وهو من الأساليب التي مارسها النبيُّ عليه الصَّلاة والَّسلام مع المتخلفين الثلاثة عن غزوة تبوك،حيث قاطعهم ونهى عن كلامهم خمسين يوماً ، ولهذه المقاطعة فوائد فهي تشعر المخطئ بذنبه فيقوم بتعديله ، كما أنها تشعر الفرد بأهمية الأسرة، وتبيّن قوة التزام وطاعة الإباء لآبائهم، وتولّد في نفس أعضاء الأسرة بأنَّه سيقاطع إذا ما ارتكب ذنبا أو خطأ ، وهذه تربية غير مباشرة لمعالجة الخطأ.

5.  العقاب الذاتي: وهو ترك الطفل يتحمل النتائج الطبيعية لسلوكه السيّئ؛ ( كلبس القفازات الصوفية في يوم حار، أو جاكيت صوفي في يوم دافئ، مع إصرار الطفل على لبسها،  فهو يعلم الطفل السلوك الملائم من خلال خبرته الذاتية ، ومن الأمثلة أيضاً:
أ‌-  السلوك السيّئ : كسر اللعبة عن قصد، فالنتيجة الطبيعية عدم التعويض له بلعبة أخرى.
ب‌- السلوك السيّئ : عدم تمشيط الشعر، فالنتيجة الطبيعية التعرض لاستهزاء زملائه.
ت‌- السلوك السيّئ : عدم إنجاز الوظائف المدرسية البيتية،  فالنتيجة الطبيعية التعرض لعقوبة المعلم.

6. العقاب المنطقي: وهو اللجوء إلى معاقبة سلوك الطفل بسلوك منطقي، ونستطيع استخدام هذا الأسلوب في حال كانت النتائج الطبيعية للسلوك السيئ للطفل تعرضه إلى مخاطر؛ ومن أمثلتها:
أ‌- السلوك السيّئ : قيادة الدراجة في الشارع، فالنتيجة المنطقية حجزها لمدَّة أسبوع.
ب‌- السلوك السيّئ :الامتناع عن تنظيف الأسنان، فالنتيجة المنطقية حجب السكاكر والشوكلاته حتى يعود للتنظيف.
ت‌- السلوك السيّئ :عدم تناول الوجبة الأساسية في الغذاء، فالنتيجة المنطقية الحرمان من الحلويات.

7. العقاب غير المنطقي: هو معاقبة الطفل بسلوك غير منطقي، ويستخدم هذا الأسلوب في حال عدم ملائمة تطبيق عقوبة النتائج المنطقية لأمر ما، ويدخل هذا الأسلوب ضمن إطار العقاب الخفيف الشدة، ومن الأمثلة:
أ‌- السلوك السيّئ: الحلفان والقسم ، العقوبة: فرض درهم من مصروف الولد على كل يمين أقسمه.
ب‌- السلوك السيّئ: الكذب على الوالدين، العقوبة: حرمانه من مشاهدة التلفاز لمدة يومين.
ت‌- السلوك السيّئ : الشجار مع أولاد الجيران، العقوبة: حرمانه من قيادة دراجته لمدة أسبوع.

8. التشبع : هو من الأساليب الجيدة لتعويق السلوك غير المرغوب فيه أو وقفه، وهو عبارة عن استبعاد حالات الحرمان ، وهذا من الحرمان لا يؤدي إل جعل التدعيم أكثر كفاءة، وإنما يزيد من بحث الطفل عن هذا الدعم.
بعض الأطفال تحدث لهم نوبات هياج وانفعال يلكمون آباءهم ويضربونهم لمجرد الحصول على الانتباه، فزجر هؤلاء الأطفال وتعنيفهم يعتبر تدعيما إذا كانوا محرومين من الاهتمام الكافي، وبإعطاء الأطفال الاهتمام على السلوك المرغوب مثل ترتيب الملابس أو الكنس وتنظيف البيت تنخفض حالات الحرمان من الاهتمام أو يحدث لهم تشبع نوعا ما، فيصبحون أقل احتمالاً للقيام بالسلوك غير المرغوب، فالاهتمام شكل من أشكال التدعيم.

9. الانطفاء : هو تجاهل الطفل عندما يعمل شيئاً لا نريده، فإذا أساء الطفل السلوك لكي يحصل على الاهتمام فإنه سيوقفه تدريجيا إن لم يلق اهتماما على ذلك، خاصة إذا كان هذا التجاهل للسلوك الغير ضار بشكل مباشر، ومن أمثلة بعض هذه السلوكيات: البكاء المستمر، العويل ، النهنهة ، التكشير، العزوف عن الطعام، الشكاوي المرضية العابرة.
ويمكن استخدام هذا الأسلوب عند محاولة الطفل الضغط على مشاعر الوالدين ليجعلهما يلبيان مطالبه وللانطفاء عيوب لا تجعله من أفضل الأساليب المتبعة لإلغاء السلوكيات غير المرغوبة، فهو ذو تأثير تدريجي، كما أن بعض السلوكيات قد يكون تجاهلها خطيرا، لهذا سنعرض بعض الأعمال الذي إذا تمَّ القيام بها تجعل من طريقة التجاهل طريقة فعالة:
أ‌- ضرورة الانتظام والاستمرار في تطبيق طريقة التجاهل، فالطفل إذا اعتاد الانتباه من الآباء على سلوكه غير المرغوب يصبح أكثر ممَّا كن عليه من قبل، فلا بد من الانتظام والاستمرار فيه.
ب‌- استخدم اللغة البدنية الملائمة عن طريق تجنّب الاحتكاك البصري بالطفل، والالتفات بعيداً عنه حتى لا يرى تعبيرات  الوجه .
ت‌- ضرورة الاحتفاظ بتعبيرات الوجه بحيث تكون محايدة، فإظهار الغضب أو اختلاس النظر أو الترقي تفسد التجاهل المنتظم.
ث‌- أبعد نفسك مكانياً: لا تكن قريباً منه خلال ظهور السلوك الذي أدَّى إلى استخدامك التجاهل.
ج‌- لا تدخل في حوار أو جدال مع الطفل خلال فترة التجاهل.
ح‌- قم بالتجاهل فوراً: أي حالما يصدر السلوك، ويجب تجاهل السُّلوك لا الشخص.
ملاحظة: لا بد من تدعيم الطفل إيجابياً وبشتى الوسائل وإظهار الود والاهتمام بتوقفه عن السلوك الخاطئ،   لأنَّ الاهتمام الإيجابي وامتداح قدرات الطفل تعدُّ من أقصر الطرق لتكوين طفولة ناجحة، كما أنّها تقوّي العلاقة بين الآباء والأطفال ممَّا يجعل آثارها التالية لا تقدر من حيث الارتباط الوجداني بينهما.

10. تجنّب الموقف المثير : عن طريق تجنب الظروف التي تؤدي إلى حدوث السّلوك غير المرغوب فيه، كمنع طفل من ضرب أو معاكسة طفل آخر ( أصغر أو أقل عدوانية)، حتى لا يصبح هذا الأخير محبطا وتحدث له نوبة هياج.

11. تشريط السلوك المخالف : وهو من أكثر الطرق فعالية وهو عبارة عن السلوك الذي يمنع السلوك غير المرغوب من الحدوث، فالطفل الذي يتهته طريقة إلغاء هذه التهتهة تكون بتعليمه أن يتكلّم بطلاقة، ويتم تشكيل السلوك المخالف باستخدام أسلوب التدعيم ، فيدعم الطفل لعمله الاستجابة المرغوبة بينما يتم تجاهله أو عقابه على الاستجابة غير المرغوبة.

12. فرض عقوبة الحجز : مثل أن يتم حجز اللعبة المتخاصم عليها بدلاً من معاقبة أحد الأطفال أو كليهما، فالألعاب هي طريقة للتواصل الاجتماعي مع الأولاد الآخرين ومع آبائهم، فعلى الآباء تعليم الأبناء السيطرة المتزايدة على الذات، وكيفية المشاركة الاجتماعية من خلال لعبهم بالألعاب والتعامل معها.
13. آخر الدَّواء الكي ( الضرب غير المبرح)
فالعقاب لا بد منه كآخر وسيلة تربوية لمعالجة السلوك غير المرغوب ومن أنواع العقاب: الضرب والتهديد والزّجر والصّراخ في وجه الطفل.

• ملاحظة: لا بد من التغيير في العقوبة، لأنَّ التكرار يفقدها أثرها على الطفل ، ومن الوسائل الناجحة مشاركة الطفل في العقوبة كقوله: يا بني إن فعلت كذا ... فما هي عقوبتك؟ وليختار هو بنفسه العقوبة.
• وللعقاب آثار جانبية، ولا يجوز استخدامه في الحالات التي يكون فيها الاضطراب متعددا في جوانبه، ولا بد أن يكون العقاب مصحوباً بتعليمات لفظية واضحة لما يجب أن يتصرف عليه الطفل في المرات القادمة.
• وللعقاب ضوابط وقواعد تربوية يجب الالتزام بها:
أ‌-  يجب ألاَّ يقع العقاب إلاَّ في حالة حدوث الأخطاء المتكررة.
ب‌- تجنب التهديد بالعقوبات الصعبة التنفيذ، لأنَّ هذا التهديد يفقد قيمته لمعرفته أنَّه مجرّد كلام.
ت‌- يجب أن يكون العقاب على قدر الخطأ، وأن يتناسب مع شدَّة الذنب.
ث‌- يحسن دائماً تصحيح الأخطاء وإرشاد الطفل للاتجاه السّليم قبل وقوع العقاب.
ج‌- لا يعاقب الطفل على خطأ يدلّ على أنَّه موضوع التعلم يفوق قدراته وإمكانيته الخاصة (إذا أردت أن تطاع، فاطلب المستطاع).

 للاستزادة:
 قواعد وفنون التعامل مع الأطفال ، كيف تغير سلوك طفلك- محمد ديماس

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …