منى العجلة:التحديات زادت صلابة الدَّاعية الفلسطينية

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » منى العجلة:التحديات زادت صلابة الدَّاعية الفلسطينية
alt

تعدُّ المرأة الداعية هي الأكثر معرفة بتفاصيل الحياة النسائية والأسرية، فالعديد من الموضوعات التي قد لا يتجرَّأ أي شخص في عرضها، لا سيّما ما يخص " المرأة " تتمكن هي بكل سهولة من الخوض فيها.
لكن تبقى نظرة المجتمع الخاطئة لدور المرأة الحقيقي، وعدم استحسان خروجها إلى المساجد، من أبرز المعيقات التي تواجه الدَّعوة النسائية.

فما هي العوامل التي ساعدت على ثراء العمل الدَّعوي النسائي؟ وما هي أبرز المعيقات التي تواجه مسيرة الدَّاعية؟ وبماذا تتميَّز المرأة الدَّاعية عن الرَّجل الدَّاعية؟ وما هو واقع العمل الدَّعوي النسائي في فلسطين؟
هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها رئيس جمعية الشابات المسلمات، وإحدى الداعيات البارزات في قطاع غزَّة، والمهتمة بالعمل الدَّعوي النِّسوي في فلسطين؛ الأستاذة منى العجلة، خلال هذا الحوار فإلى تفاصيله :

 

بصائر: كيف تقيّمين واقع العمل الدَّعوي النسائي في فلسطين؟
العجلة: لقد انتشرت الدَّعوة إلى الإسلام في وقتنا الحاضر بشكل كبير، حتى أصبحنا نعيش صحوة إسلامية يتخلّلها الكثير من فجوات الفساد، حيث كانت الدَّعوة قبل سنين مقتصرة على المساجد، والآن هي دعوة عامة وشاملة لكلِّ وقت ومكان وبكل الوسائل.
كما يوجد فارق كبير بين ملامح الدَّعوة في الثمانينات، والتي بدا الناس أمامها كغرقى يبحثون عن منقذين، وبين الوقت الحاضر الذي مازال يصرّ المسلمون فيه على الانخلاع من هويتهم وثقافتهم برغم انتشار الإعلام الإسلامي توازياً مع الإعلام الهدَّام، والواقع يعكس بالضرورة حتميةً تكشف جهود كلا الجنسين لحساب المزيد من التأثير في الأجيال العربية المتتالية. الدَّعوة النسائية آخذة في التطور في المجتمع الفلسطيني حتى أصبح للمرأة في الدعوة الإسلامية كيان يعتد ويفخر به بعدما أثبتت للجميع أنَّها قادرة على السير بنفسها في هذا المجال، وقادرة على تحمّل مسؤولية العمل الإسلامي والدَّعوة الإسلامية.
والمرأة الفلسطينية جسّدت نموذجاً فولاذياً ورائعاً في تجربة الدَّعوة إلى الله منذ وقت طويل، وخلال نشاطها الدَّعوي في بيوت عزاء الشهداء أثناء مدَّة الحرب الأخيرة على غزة .
أمَّا بالنسبة للمرأة العربية عموماً، فهي تعاني تقصيراً تجاه الدَّعوة إلى الله، نتيجة انخداعها بالبهرجة الغربية وقلَّة تعليمها وابتلائها مقارنة بالفلسطينية التي غالباً ما نراها ذات صلة بشهيد من قريب أو بعيد.
والدَّعوة النسائية آخذة في التطور في المجتمع الفلسطيني حتى أصبح للمرأة في الدعوة الإسلامية كيان يعتد ويفخر به بعدما أثبتت للجميع أنَّها قادرة على السير بنفسها في هذا المجال، وقادرة على تحمّل مسؤولية العمل الإسلامي والدَّعوة الإسلامية.
كما أنَّ العمل الدعوي في الأوساط النسائية اتسم بالشمولية والعموم، فاقترب من الفتاة في مرحلة الطفولة والشباب، وعايش هموم المرأة ربَّة المنزل وشاركها في ألمها، وقام ببثها الصبر والجلد على ما يعترضها من مشكلات ومنغصات.

 

الدَّور الأساس التي تقوم به الدَّاعية حضّ الناس على القرب من الله تعالى، وتقوية الإيمان لتخطي المرحلة الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، والارتقاء بالحالة النفسية للمجتمع، والدَّعوة إلى الصَّبر وبث الأمل في النفوس،

بصائر: إلى أيِّ مدى يكون وجود المرأة الدَّاعية ذا أهمية في المجتمع الفلسطيني؟
العجلة: إنَّ وجود المرأة الداعية في المجتمع مهم، لا سيّما أنَّ المرأة تعدُّ نصف المجتمع، وتقوم بتربية النصف الآخر، لذلك فهي بحاجة لمن يوعيها بأمور حياتها الخاصة والعامة، والدَّاعية المرأة هي الأكثر معرفة بتفاصيل الحياة النسائية والأسرية، فتتفهم الداعية أو الواعظة احتياجاتها ومتطلبات حياتها أكثر من الرجل.
كما أنَّ هناك العديدَ من الموضوعات التي قد لا يتجرّأ أيّ شخص في عرضها، لا سيّما ما يخصّ ذات المرأة، وهذه جزئية مهمَّة أيضاً.

 

بصائر: ما هو الدور الأساسي الذي تقوم به الداعية أو الواعظة؟
العجلة: الدَّور الأساس التي تقوم به الدَّاعية حضّ الناس على القرب من الله تعالى، وتقوية الإيمان لتخطي المرحلة الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، والارتقاء بالحالة النفسية للمجتمع، والدَّعوة إلى الصَّبر وبث الأمل في النفوس، والعمل على بث روح التكافل الاجتماعي للخروج من الأزمة.
ونحن واعظات نركّز على نقاط إيمانية، وعلى فضل الرّباط على أرض فلسطين، وربط الواقع بالتاريخ، فتاريخ المسلمين هو عصر النور، عصر سيّدنا محّمد صلّى الله عليه وسلّم، فإذا ما عدنا إلى ديننا، فسيرجع عصر النور.
كما أنَّ هناك تجاوباً كبيراً من النساء اللواتي يحضرن الدروس الدينية والمواعظ التي نلقيها، فمثلاً دعونا إلى مشروع السلة الغذائية لتقديم المساعدات إلى الأسر المحتاجة، فقد لاقى تجاوباً كبيراً مع شريحة عالية من المجتمع.

بصائر: ما هي أهداف العمل الدَّعوي النسائي؟
العجلة: لكل عمل دعوي أهداف ينشدها العاملون لتطبيقها؛ منها توجيه النساء إلى عبادة الله عز وجل وَفْق ما شرع الله، وإعانتهن على إحياء سنة التعارف فيما بينهن، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. (الحجرات:13).
وتغيير الواقع السيِّئ الذي يعيشه المسلمون في هذا العصر إلى واقع إسلامي يقرّبهم من الله تعالى ثمَّ من الناس، وتربية العنصر النسائي تربية إسلامية صحيحة متكاملة، والتركيز على الأخلاق الإسلامية والمعاني الاجتماعية.
بالإضافة إلى إعداد البيت المسلم ومحاولة تربية جميع أفراده وَفْق منهج الإسلام ونظامه، وتفعيل دور المرأة في المجتمع، وإبرازه في وعيها بطبيعة الصراع في المنطقة ووسائل العلاج لمشكلات المجتمع وهمومه، ووضع برامج عملية لها.

 

بصائر: بماذا تتميز الداعية عن الرجل الداعية؟
العجلة: إنَّ الداعيات الفلسطينيات يتميّزن عن الرِّجال في أساليب الدَّعوة ؛ لأنَّ مجال الدَّعوة عند الرجل محدود أكثر من النساءإنَّ الداعيات الفلسطينيات يتميّزن عن الرِّجال في أساليب الدَّعوة ؛ لأنَّ مجال الدَّعوة عند الرجل محدود أكثر من النساء؛ فالأماكن التي يمكن أن يقدّم فيها ما عنده من علم محصورة بالمساجد من دروس وخطب الجمعة، وبعض الأماكن والمناسبات، أمَّا المرأة فتجد مجالات أوسع ومتعدّدة للعمل الدعوي، فمثلاً تستطيع الواعظات أن يدخلن إلى البيوت لإعطاء الدروس الوعظية.
كما أنهنَّ يقمن بزيارة بيوت العزاء أو حتى الأفراح؛ ففي هذه المناسبات يوجد إقبال كبير من النساء لحضور الدرس الديني واغتنام هذه الفرصة حتَّى إنَّ البعض بدأ يبادر بالاتصال بالواعظة والطلب منها الحضور لإلقاء موعظة في مثل هذه المناسبات.
كما أنَّ النساء شقائق الرِّجال، وما تستطيع المرأة أن تقوم به من أجل إيصال الرِّسالة لبنت جنسها لا يستطيع الرَّجل أن يقوم به، لأنَّ ليس بمقدور أحد أن يفهم متطلبات واحتياجات المرأة إلاَّ بنت جنسها.

 

بصائر: هل يمكن تستثمر الدَّاعيات  التكنولوجيا الحديثة في مجال الدعوة ؟
العجلة: الإنترنت فتح أبواباً من الفتن والتحديات التي تهدِّد المرأة والرّجل والأطفال بل والأسرة عموماً، وبخاصة إذا غاب الوعي عمن يتعامل مع هذه الوسيلة، وفي هذا الاتجاه نجد أنَّ المرأة وهي تلج هذا العالم العجيب في ظل غياب الرَّقابة الأسرية، تمارس حياتها التي تنشدها في الأحلام، والتي قد لا تستطيع تحقيقها واقعاً.
كما أنَّ للإنترنت جوانبَ إيجابية يمكنها أن تطغى على الجانب السلبي، إذا ما وعت النساء، فالمشكلة ليست في الإنترنت أو التلفزيون فهذه وسائل يمكن أن توجه نحو الخير أو الشر؛ فالتأثير الإيجابي نحن الذين نصنعه بالبحث عنه، وما قامت به الجامعة خطوة ايجابية وفي الطريق الصَّحيح.

 

بصائر: ما هي ابرز المعيقات التي تحول دون سلاسة مسيرة الداعية الفلسطينية؟
العجلة: أولها نظرة المجتمع الخاطئة للمرأة لخروجها إلى المساجد يومياً، وتملص الزَّوج من مسؤولياته تجاه أسرته وتكليفها مهاماً فوق طاقتها، كما أنَّ الوضع السياسي الفلسطيني الذي خلف تغييب سند المرأة بتحوله إلى شهيد أو أسير، والاضطرابات الفلسطينية الداخلية .

 

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …