منحه استطلاع رأي أعدَّه مكتب دراسات فرنسي، ونشر بجريدة " لافي إيكو" في عددها الصَّادر يوم الجمعة 15 يوليو 2011 لقب "رجل المستقبل في المغرب"، وجاء على رأس قائمة رجال المستقبل ب 84 % متقدّماً جميع منافسيه ...
إنَّه الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والذي اختير مؤخراً ليشغل منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب، وهو أوّل منصب رسمي يشغله بعد المصادقة على الدستور الجديد، الذي جاء كنتيجة طبيعية للانتخابات المغربية التي أثمرت عن فوز كبير للإسلاميين ممثلين في حزب العدالة والتنمية.
نشأته وتعليمه ..
ولد سعد الدين العثماني بإنزكان بالجنوب المغربي، في 16 يناير سنة 1956، في عائلة أمازيغية وصفها العلامة محمَّد المختار السوسي بأنَّها إحدى أسرتين في المغرب تسلسل فيهما العلم أكثر من ألف سنة .
تنوّع تعليم العثماني بين العلوم الشرعية والحديثة، فصار على التوازي في تطوير ذاته في الاتجاهين، حتّى نال أعلى الدرجات فيهما ، فحصل على شهادة البكالوريا سنة 1976 بثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان، ثمَّ حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (نوفمبر 1999)، كما حصل على دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 المركز الجامعي للطب النفسي، بالدار البيضاء، وحصل على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 ، ونال درجة الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ، كما حصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983 بكلية الشريعة بأيت ملول.
الوظائف ..
تقلّد العثماني العديد من الوظائف والمناصب الإدارية والدعوية، حيث رأس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية منذ يوليو 2008، وشغل الأمين عام لحزب العدالة والتنمية منذ أبريل 2004-إلى يوليو 2008، وشغل العديد من المناصب السياسية التي أثقلته سياسيا حتى
أهلته ليختار من قبل الملك وزيرا لخارجية المغرب، كان من بين هذه المواقع، مدير حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية من يناير 98 إلى نوفمبر 1999 ، و كان عضواً مؤسسا بحزب التجديد الوطني 1992 الذي منع فيما بعد من قبل السلطات المغربية
وكان عضواً بمجلس النواب، في المدَّة من 1997 ـ 2012، وشغل موقع نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب (2001 ـ 2002)، نائب برلماني بمجلس النواب، الولاية التشريعية 2002 ـ 2007.
وعلى الصعيد المهني، عمل العثماني طبيباً عام (1987 ـ 1990)، ثمَّ طبيب طور التخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء (1990 ـ 1994)، ثمَّ عمل طبيباً نفسانياً بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد (1994 ـ 1997).
أفكاره ..
يؤمن العثماني بضرورة الإصلاح السياسي و التنزيل السلمي للدستور، والعمل على إعطاء المؤسسات الجديدة التي رسَّخ لها الدستور مصداقيتها وعمقها وصلاحيتها الحقيقية يؤمن بأنه ليس من شأن الأحزاب السياسية أن تصوغ مفاهيم في التدين،
يؤمن العثماني بضرورة الإصلاح السياسي و التنزيل السلمي للدستور، والعمل على إعطاء المؤسسات الجديدة التي رسَّخ لها الدستور مصداقيتها وعمقها وصلاحيتها الحقيقية يؤمن بأنه ليس من شأن الأحزاب السياسية أن تصوغ مفاهيم في التدين، فهذا هو دور العلماء والدعاة والمفكرين وكتاب الرأي في مجال الدين والجمعيات والمؤسسات الدينية.
كما يؤمن بأنَّ الأولوية يجب أن تعطى لمحاربة الفساد، الذي يفقد المغرب نقطتين في معدل النمو سنوياً، وضرورة مقاومة الفساد، وتقوية دور المقاولات الذي من شأنه أن يعزّز الثقة أكثر في مناخ الاستثمار بالمغرب من طرف الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب على حد سواء .
يؤمن العثماني بأنَّ من أولوياته السياسية التركيز على الوضع الداخلي للمواطن المغربي البسيط، و الإصلاح السياسي، والعمل على إعطاء المؤسسات الجديدة التي رسخ لها الدستور مصداقيتها وعمقها وصلاحيتها الحقيقية، وإعطاء الحكومة وتمتعها بصلاحيتها الحقيقية.
كما يؤمن بضرورة أن تدار شؤون الدولة بالشفافية في الصفقات والشفافية في التعينات والشفافية في التعريفات والعلاقات وتوفير المعلومة الكافية للمواطنين والمراقبين والمتتبعين ورجال الصحافة والإعلام، وهذا كلّه يدخل في الشفافية شفافية المعلومة ومحاربة الفساد عن طريق سدّ مداخل ومنافذ الفساد الإداري والمالي بمختلف أنواعه.
كما يؤمن بضرورة إتخاذ خطوات عملية في الواقع لإصلاح التعليم لتجاوز الاختلال الذي تعيشه المدرسة العلمية المغربية عن طريق توفير التعليم ذي الجودة.
ويؤمن في الوقت ذاته بضرورة الاستفادة من جميع التجارب البشرية لإحداث التنمية للمغرب سواء أكانت من تجارب هيئات وأحزاب ذات مرجعية إسلامية، أم كانت غيرها من الأحزاب بما فيها الأحزاب الأوربية .
ويرى أنَّ الاستفادة لا تعني اتخاذ هذه التجارب نموذجاً، حيث يمكن للمغرب من وجهة نظره أن يصوغ نموذجاً خاصاً يميّزه عن كثير من الدول في المنطقة التي شهدت أزمات، وشهدت دماءً، وشهدت قتلى، وشهدت حروباً أهلية أحياناً، وشهدت قطيعة مع أنظمة سياسية .
كما يعتقد العثماني في أنَّ انغلاق الأنظمة الديكتاتورية والانغلاق السياسي هما اللذان يجعلان تركيز حركات ذات مرجعية إسلامية على هموم حفظ الذَّات، أكثر من التركيز على وضع برامج والتطوير الفكري، ويرى أنَّ هذا طبيعي، فإذا كانت النار مشتعلة في بيتي، فأنا لن أنشغل بتطوير الديكور وبصبغ الجدران وبوضع الديكورات في مكانها، سأشتغل على إطفاء الحريق، لأنَّ عدم إطفاء الحريق سيهدم كلّ شيء، فالانغلاق السياسي أدّى إلى أنَّ الحركة الإسلامية كانت منشغلة بوجودها ذاته.
في الختام يعدُّ المراقبون فكر هذا الرَّجل والمرجعية الفكرية التي ينتمي إليها والتي أسند لها مسؤولية الحكومة قاطرة سحب المغرب لتحتل مكانة متقدّمة في مصاف الدّول الديمقراطية، وتحقيق التنمية والرفاهية لرجل الشَّارع المغربي.