رسالة إلى زوجة ابني ..

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » رسالة إلى زوجة ابني ..
alt

لحظة..تختلط فيها المشاعر
شريط من ذكريات التَّعب والسَّهر، ولحظات السَّعادة والهناء يختزله الوالدان في ثوانٍ عندما يقف ابنهما أمامهما شاباً يافعاً طالباً الزَّواج...
رياح السَّعادة تهبّ على هؤلاء الزوجين؛ إذ إنَّ نتاج حبّهما وعلاقة المودة بينهما ستثمر الآن عن "بيت" جديد... يتوالد فيه جيل جديد.. يحمل الاسم، ويحمل الرسالة، وتقرّ العين بهم أحفاداً هم على القلب أحبّ من الأولاد، وصدق المثل العربي القائل: ما أعزّ من الولد إلى ولد الولد..
"امرأة" أخرى تدخل إلى عالم الابن، وتدخل إلى حياة الأم...
"امرأة" أخرى ستصبح هي السَّكن والمستقر والحبيبة والقريبة..
و"الأم" قد كانت هي الملكة المتربعة على العرش لا ينازعها في ذلك أحد.. ثم تأتي هذه الزَّوجة لتأخذ شيئاً من المكان والزمان والعاطفة والعقل!!!
لا مشكلة على الإطلاق!!! هكذا تقول الكثير من الأمهات...
"على العكس...الله يهنيه ويسعده.. والدنيا عجلة تدور..
في يوم ما كنت مكانها وأخذت أبوهم من بيته وأهله.. هذه هي سنة الحياة".. ولكن على الجانب الآخر أمهات يصعب عليهن التنازل وبسهولة عن شيء من "العرش"، وهنا تقع "المشكلة"..

مشكلة تراثية  ..
مشكلة قديمة حديثة.. تتوارثها "أمهات" الأزواج،  كما تتوارثها "الكنّات".. وتبقى الأسر في منأى عنها ما انتشر الوعي والفهم، وما ساد التفاهم والتخلق بالأخلاق النبيلة..
لكن في كثير من البيوت تبقى الحماة "أم الزوج" كما درج أهل بلاد الشام على تسميتها، هي الكابوس الذي تراه معظم الفتيات قبل الزواج، نتيجة لما مرَّت به وما زالت المجتمعات من موروثات تقنع الأجيال على مرّ العصور بأنَّ هناك مشاكل دائمة بين الأم وزوجة الابن!

ورغم وجود مشاكل إلاَّ أنَّ الإسلام وما جاء به من أخلاق قد قلّل بؤرة هذه المشاكل، وقبل لبدء ببعض الأساليب التي تبني علاقة جميلة بين امرأة وقورة قد تجاوزت الأربعين من العمر وفتاة لا تمتلك الخبرة من الحياة تكاد تتعدّى العشرين.

فما هي أسباب المشكلة؟
1. حب المرأة للتملك: وهذه فطرة في المرأة.
2. الغيرة: التي دلّلت عليها السّيرة النبوية في غيرة فاطمة الزّهراء على عليّ رضي الله عنه  وغيرة زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهنّ أقران، فكيف ستكون الغيرة بين أم ربت وسهرت وزوجة وهبت زهرة شبابها؟!
3. العاطفة عند المرأة: وهذا ما خلقه الله في المرأة من حبّ وعاطفة ومودّة وود مهما تغيّرت درجتها أمام الرَّجل من أب إلى ابن إلى أخ أو زوج، عمّ وخال فهي تتبع العاطفة.

 عوامل تزيد من حدة المشاكل بين الكنة والحماة:
1. أن يكون الزوج أو الزوجة من منبت سوء لا أخلاق ولا دين فيه.
2. السكن المشترك: فكثرة طاعة الزوج لأمّه تزيد من غيرة الكنة، واستشارة الزوج لزوجته في شؤون حياتهما تزيد من غيرة الحماة.
3. ضعف شخصية الزّوج: ممَّا يؤدِّي إلى تجاوز أحد الطرفين على الآخر، وظلم لأحد الطرفين من قبل الآخر.
4. عدم رضا الأم على الزَّواج: ممَّا يؤدّي إلى تنافر في المشاعر بين الكنة والحماة ممَّا يولّد مشاكل.
5. جنوح شخصية الحماة نحو الدكتاتورية.
6. فرض المهر العالي:وما يحدث من كثرة الطلاق في العصر الحاضر إلا من كثرة غلاء المهور وتكاليف الزَّواج.
7. تدخل الحماة في المشاكل بين الزَّوجين.
8. تدليل الحماة للأطفال : بأن تطعمهم طعام ترفضه الكنة إطعامهم لأبنائها، أو عندما تقوم الحماة بالدفاع عن الأحفاد، إذا تلفظوا بألفاظ بذيئة رافضة عقاب الأم لهم.
 علاقة ايجابية  .. 

 قواعد بناء علاقة إيجابية مع الحماة:
1. إحساس الزَّوجة بأنَّها ستصبح حماة يوماً ما، يجعلها تضع نفسها مكان حماتها في المعاملة، بل وتسأل نفسها كيف تحب أن تعاملها كنتها في المستقبل، فتحرص على معاملة حماتها كما تتمنى أن تعامل كحماة في المستقبل.
2. للزوج دور هام في تحسين العلاقة بين أمِّه وزوجته باتّباع قاعدة التوازن، وذلك بتنبيه كل طرف إلى خطأه سواء الزوجة أو الأم.
3. إذا كان  ولا بد من وجود حياة مشتركة فيجب أن ترسم من البداية على سياسة عدم تدخل طرف بالآخر.
4. ضرورة تجنب الزوج الإنشغال بالقيل والقال.
5. فهم كل طرف لدوره الأسري.
6. تستطيع الكنه التقرّب من حماتها بالاستفادة من خبراتها وتجاربها في الحياة.
7. ضرورة قيام المودّة والرَّحمة بين الزَّوجين فما من أم إلاَّ وتسعد بتآلف ابنها مع زوجته واستقرار حياته.
8. إحسان الزَّوجين في معاملة الوالدين، فعندما ترى الزَّوجة حسن برّ الزوج لوالديه، فلن تتجرَّأ على إهانة أو عدم احترام حماتها.
9. صبر الزَّوجة وأناتها وحكمتها في التعامل مع حماتها وذلك:
أ‌- تجنّب الشكاوى الكثيرة للحماة عن زوجها أو العكس.
ب‌- كثرة تفقد الزوجة لحماتها.
ت‌- احترام خصوصية العلاقة بين الأم والإبن.
ث‌- تجنّب التدخل في شؤون الحماة، وذلك بمنع زوجها من زيارة أو مساعدة أمه.
ج‌- استدعاء الحماة للمصاحبة عند أيّ سفرة أو نزهة.
ح‌- المبادرة والمسارعة في إبداء المساعدة.
خ‌- إعداد الطعام ودعوتهم أو زيارتهم، محاولة منها إراحة حماتها.
د‌- ترك المنزل بعد أيّ زيارة لبيت الحماة نظيفا.
ذ‌- العمل على تقليل صخب الأطفال بوجود جدتهم، وتغذية حبّ الأطفال لها.
ر‌- تدليل الحماة ومنحها الأولوية.
ز‌- الابتسامة ثمَّ الابتسامة ثمَّ الابتسامة.
إذا كنت أخيّة من يسعى ويحرص على ابتكار أساليب وقواعد تساعد على إبقاء الحماة سعيدة وراضية، فهنيئا لك الجنَّة، لأنك ستساعدين زوجك على برّ والدته، وإن كنت تتخبطين وما زلت لا تدركين الخطأ من الصَّواب في حسن العشرة والإحسان لأهل الزّوج، فهذه كانت بعض الأساليب والقواعد التي ترشدنا وإيَّاك لجعل أسرنا سعيدة.

 المراجع:
 العلاقة مع الحماة - عبد القادر الشيخلي

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …