الكتاتني .. من السجن إلى رئاسة البرلمان

الرئيسية » بصائر الفكر » الكتاتني .. من السجن إلى رئاسة البرلمان

لا يملّ من العمل والحركة رغم اقترابه من إتمام العام الستين   ، يميل دائماً إلى الابتعاد عن الإعلام ، يزعجه كثيراً الضجيج الإعلامي ، غير عابئ بالظهور على شاشات التلفاز  ، يصاب عادة بالحرج إذا أثنى عليه أحد   ، و إذا اسند إليه ملف، يتعامل معه بطريقة الباحث العملي  التي تعتمد على الجمع والتدقيق والتحليل  ، لما لا وقد قضى أكثر من 35 عاماً في محراب البحث العلمي، فهو أستاذ جامعي بكلية العلوم بجامعة المنيا  ، إنَّه الدكتور محَّمد سعد الكتاتني القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام السَّابق لحزب الحرية والعدالة، والذي انتخب مؤخراً ليشغل موقع رئيس مجلس الشعب المصري بحصوله على 399 صوتاً من جملة 501  نائب في البرلمان.

لم يدر في خلد الكتاتني عندما كان عضواً بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية ليلة جمعة الغضب التي اختارها المصريون للثورة ضد نظام الرَّئيس المخلوع محمَّد حسني مبارك يوم الثامن والعشرين من يناير عام 2010  أن تكون هذه بداية مرحلة تاريخية بالنسبة لمصر وله أيضاً

الاعتقال  ..

في اليوم الثامن والعشرين من يناير فوجئ الدكتور محمد سعد الكتاتني بقوَّات الأمن المصرية بقيادة ضبَّاط من مباحث أمن الدولة تقتحم منزله لتلقي القبض عليه وعلى 6 من أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى 34 من مسؤولي المحافظات في محاولة لإجهاض ثورة المصريين ، تمَّ اقتياد الكتاتني والمجموعة المرافقة له إلى مقر مديرية الأمن بمحافظة 6 أكتوبر،  وخلال ساعات قليلة تمَّ اقتيادهم إلى سجن يبعد عن القاهرة نحو 80 كيلو متراً؛  هو سجن وادي النطرون .

لم يكن يعلم الكتاتني ومن معه ماذا يحدث بالخارج ، فلا أخبار تصل إليهم ولا معلومات تخبرهم ماذا فعل المصريون، إلا أن فوجئوا بمجموعة من البدو تقتحم السجن  لتهرب مئات المساجين الجنائيين ، حينها أجرى الدكتور محمد مرسي الذي كان يشغل حينها موقع عضو مكتب الإرشاد  وأصبح الآن رئيساً لحزب الحرية والعدالة اتصالاً بفضائية الجزيرة  قال فيها:  إنَّ السجن الآن بلا حراسة أمنية، وأنَّ جميع المساجين تمَّ إخراجهم من الزنازين . 

حينها أدرك الدكتور سعد الكتاتني أن هناك زلزالاً قد وقع بالخارج  ، وعلى الفور علم الرجل  أنَّ الثورة سلكت أول طرق النجاح، فقد انسحبت قوات الشرطة من الشوارع، ونزلت قوات الجيش لتأمين المنشآت، والتحم الشعب بالجيش بعد أن استشهد نحو 850 مصرياً، وأصيب الآلاف بنيران قوَّات الشرطة ، وبدأ المصريون يعتصمون في التحرير حتى أجبر الرئيس المخلوع على التنحي .

طوال هذا المشهد كان  الكتاتني برفقة مجموعة من قيادات الإخوان يتابعون سير الثورة ويحرّكونها، ثمَّ بدأت الثورة تؤتي أكلها فحصل الإخوان المسلمون على حزب سياسي أسموه الحرية والعدالة وكلفوا الدكتور الكتاتني أن يشغل موقع الأمين العام 

خاضت الحزب انتخابات مجلس الشعب، وكان الكتاتني على رأس قائمة الحزب بمحافظة المنيا ، فاز الكتاتني في الانتخابات، ثمَّ اختير رئيساً لأول برلمان بعد الثورة  .

 من هو  ؟ 

 ولد محمَّد سعد توفيق مصطفى الكتاتني، قبل ثلاثة أشهر من ثورة يوليو عام   1952    في محافظة سوهاج، ويقيم في محافظة المنيا منذ أكثر من ثلاثة عقود  ، حيث يعمل أستاذ  الميكروبيولوجي بقسم النبات بكلية العلوم، جامعة المنيا. 

حصل الكتاتني على بكالوريوس العلوم عام 1974م، وحصل على درجة الماجستير في العلوم عام 1979م،  ثمَّ  حصل على دكتوراه في العلوم عام 1984م، ثمَّ حصل على ليسانس آداب – قسم الدراسات الإسلامية، عام 2000م.

مثل البرلمان المصري في اتحاد البرلمان الدولي بنيروبي كينيا 2006.
كما مثل البرلمان المصري في مؤتمر برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
 و في الاتحاد البرلماني العربي

مع الإخوان  ..

التحق الدكتور محمَّد سعد الكتاتني بجماعة الإخوان المسلمين في عام 1981 ، وكان من أوائل مؤسسي لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، وانتخب مسؤولاً للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا قبل أن يدخل البرلمان في انتخابات عام 2005 .

 أصبح عضواً  في مجلس الشعب عام 2005، واختير  رئيساً للكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين حتى عام 2010   ،  انتخب الكتاتني عضواً بمكتب الإرشاد السَّابق بالجماعة في المدَّة من عام 2008 إلى عام 2011، واختير الدكتور الكتاتني والدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسي متحدثين إعلاميين لجماعة الإخوان المسلمين.

مع البحث العلمي  ..

أشرف الكتاتني على  21 رسالة ماجستير ودكتوراه في  تخصصه ، وله 36 بحثاً منشورة في مجال أمراض النبات والميكروبيولوجي، ويشغل عضوية عضو جمعية أمرض النبات المصرية، وعضو الجمعية النباتية المصرية، كما أنَّه عضو جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية، وعضو في جمعية السموم المصرية.
  .
   والكتاتني   عضو في العديد من الجمعيات العلمية، فهو عضو جمعية أمرض النبات المصرية.
وعضو جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية. و عضو جمعية السموم المصرية في مجال الحريات وحقوق الإنسان..
 

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …