قالت: أمَّا سمعت وصية الأعرابية لابنتها : "كوني له أمة يكن لك عبداً"..
قلت: بلى سمعتها، ولكن لي قناعة أخرى في هذا الزّمان .. لقد تبدلت الأحوال وصارت الزَّوجة شريكة للزَّوج في كل شيء.. فلا أريد أن أكون "أمة" ولا أطمع أن يصبح "عبداً"...
قالت: عن أيّ شراكة تتحدّثين، مهما بلغت، فللرجل السلطة وبيده السطوة، وله الكلمة الأولى والأخيرة..
قلت: أبداً.. ذاك زمان ولّى.. أمَّا اليوم، فالوضع مختلف تماماً.. لي كلمتي كما له.. ولي رأيي كما له...
قالت: لا أراك إلاَّ تحاولين قطع الحجر بسكين..
قلت: وأنت تحاولين جبر الضعف بكلمات الخضوع واللين...
*******
قد يكون الحوار "قوياً" و"صادماً"...ولكنَّه حال الكثير من زوجات اليوم..الزَّوجات اللواتي عِشن الحداثة، وتنسمن عبق الحرية الشخصية، والعمل وإثبات الذات، فبتنا نراهن في كلّ مجلس يُدافعْن عن حق الزوجة في إبداء الرَّأي والمشاركة في اتخاذ القرار، وكأنَّه حق "مسلوب" وصاحبه في الحرب "مغلوب"!!!
لكن هذه"المرأة" بكل قوتها وعنفوانها تغفل أن تنظر إلى داخلها قليلاً، لترى نقطة "مضيئة" في داخلها، وليست نقطة ضعف كما "يحلو" للبعض أن يسميها، ألا وهي حاجتها الداخلية إلى دفء الرجل وأمانه وحنانه.. وحاجتها أيضاً إلى قوته وسلطته.. كي تنطلق بأمان واطمئنان.. سواء كان هذا الرجل أباً أم أخاً أم زوجاً أو ابناً..
و
هذه الحاجة في الحياة بين الأزواج، لا تعني بالطبع "الخضوع" المبني على مفهوم "الضعف" و"الاستذلال".. ولكنَّه "الخضوع" العقلاني العاطفي... خضوع "عقلاني".. تسعى له المرأة لمعرفتها التامة بأنَّ "المركب" حتى يسير لابد من أن يكون له "رب".. ورب المركب يحتاج إلى الدَّعم والمساندة بإشعاره بأهميته ووجوده..وخضوع "عاطفي" مبدؤه ومنتهاه شعور المرأة بأن هذا الرجل هو "شقها الآخر"..الذي معه تحيا وبه تسعد.. الذي تستأنس برأيه، وتعتز بغيرتها، وتعمل لرضاه الذي هو باب من أبواب الجنة..
إنَّ غياب هذا "الفهم" لكون الزَّوجة "أَمة" جعل الكثير من الزيجات في مهب الريح، وجعل الكثير من الزَّوجات يأخذن موقف الدفاع عن "قضية" لا أصل لها.. ولكنَّه فقط الشعور الداخلي بالعداء ضد أي "شعور" بالتبعية للرجل.. وهو شعور غريب عنا معشر المسلمات اللاتي عرفنا ديننا وعرفنا حق الأزواج والزوجات..
إنَّ الحفاظ على علاقة زوجية ناجحة قوية ومستقرة هو حلم لكل المتزوّجين، ولكن الواقع الذي نراه يخبرنا بمدى خطورة المنعطفات التي تمرّ بها الحياة الزوجية، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الطّلاق وهدم الأسرة، لذا كان لزاماً على كلا الزَّوجين البحث دائماً عن كل ما في شأنه أن يبقي العلاقة الزَّوجية متينة وقوية ومستقرة.
وهي مهمَّة "مشتركة"، وللنجاح في تحقيقها يجب أن يقدّم كلا الطرفيْن أقصى وسعه للقيام بحقوقها، وأن يتكلّف كل منهما من الطبائع ما يعينه على تقبل الطرف الآخر، وأن يتدرّب كلّ منهما على المهارات التي تجعل شريكه قادراً على التفاهم النفسي والانسجام العاطفي بعيداً عن الندية..
كيف نحمي علاقتنا ؟
يا درَّة البيت.. يا مشعل العاطفة وموطن العقل..
أنت.. يا من تملكين قلب الرّجل بكلمة طيّبة، وتسحرين عقله بلمسة حانية..
إليك عزيزتي الزَّوجة بعض المقترحات التي من شأنها مساعدتك في الحفاظ على علاقة ناجحة مع زوجك بإذن الله :-
1. عبّري عن رأيك : من المهم جدّاً أن تعبّر الزَّوجة عن رأيها حول جميع الأمور الحياتية والمنزلية ، ذلك لأنَّ تراكم الكتمان على ما تريد قوله ولم تقله يمكن أن يصبح في المستقبل بمثابة البركان الذي يثور فجأة ودون سابق إنذار.
2. تخلّي عن الغضب الدفين : إنَّ عدم البوح بالمشاعر؛ مثل الغضب والغيظ وعدم الاتفاق مع الزوج، يجرح الصَّدر إذا استمر كامناً مدَّة طويلة من الزَّمن، وإذا جاء الرّد في غير أوانه، فإنَّ الأمور تتعقد أكثر، ويستغرب الزَّوج أسباب كل الحقد الدفين الذي يخرج دفعة واحدة وفي وقت غير مناسب.
3. تحكمي في غيرتك: بعض الزَّوجات لا يستطعن التحكم بمشاعر الغيرة تجاه الزوج ، لذلك عندما يخرج التعبير عن هذا الشعور بشكل تلقائي، فإنَّ النتيجة تكون مدمّرة للعلاقة الزوجية ، حيث تعدُّ الغيرة من أخطر المشاعر الإنسانية ، وإن لم يتم التحكم بها والتعبير عنها بشكل مقبول، فإنَّها تتحوّل إلى زلزال مدمّر يهدم البيت مهما كان أساسه قويّاً.
4. كوني واقعية بشأن الحب: إنَّ معظم النساء يرغبن بشكل مستمر بسماع كلمات الحب من قبل الزوج، ولكن يجب ألا تتوقع الزوجة الكثير، لأنَّ الرجال مختلفون في أطباعهم وفي التعبير عن مشاعر الحب بعد مدَّة الزواج ، فهو قد لا يتفوّه بعبارة : أنا أحبّك، ولكنَّه قد يصل إلى المنزل حاملاً هدية ولو رمزية، هنا يجب على الزوجة أن تفهم أن هذا هو تعبير عن حب الزوج.
مهمَّة "مشتركة"، وللنجاح في تحقيقها يجب أن يقدّم كلا الطرفيْن أقصى وسعه للقيام بحقوقها، وأن يتكلّف كل منهما من الطبائع ما يعينه على تقبل الطرف الآخر، وأن يتدرّب كلّ منهما على المهارات التي تجعل شريكه قادراً على التفاهم النفسي والانسجام العاطفي بعيداً عن الندية..
5. الحوار المهذّب مهم : غياب الحوار بين الزوجين هو الذي يتسبب في التكتم عن التعبير عن المشاعر والأراء ، فنقطة الحوار هي التي تجلب التفاهم وغيابها يعني غياب التفاهم.
6. اعترفي بمقدرات زوجك: إنَّ امتداحك لزوجك والاعتراف بالأمور الجيّدة والإمكانيات الإيجابية التي يمتلكها يعد حافزاً مهم للتحسن بالعلاقة بشكل مستمر، وتؤكّد دراسة برازيلية أنَّ على الزوجين إظهار افتخارهما ببعض، لأنَّ ذلك هو الفيتامين الذي يغذّي الحب.
7. انظري إلى الطفل داخل زوجك : كثير من الأزواج يعيشون مُدداَ طويلة من حياتهم حتى في تفاصيلها الصَّغيرة وهم منجذبون اما كانت تفعله أمهاتهم هم،حاولي بذكائك بين الحين والآخر معرفة هذه التفاصيل وحاولي تطبيقها.
8. وأخيراً ... عزيزتي الزَّوجة ...شجعي زوجك : بعض الأزواج المبدعين يعيشون حالات من الإحباط، فهم يقبلون على الإنتاج في فن من الفنون كهواية الرسم ... وببساطة يفشلون فيه، في هذه الحالة حتى ولو تكرّر الأمر تجنّبي السخرية ما دامت الهواية التي يحبّها الزّوج لا تؤثر على رزق بيته ، بل شجّعيه عليها.
مصادر للاستزادة :
الرِّجال من المريخ والنساء من الزهرة – للطبيب جون غراي