استشهاد البنا .. دماء حرَّرت الأوطان ( 1-2 )

الرئيسية » بصائر الفكر » استشهاد البنا .. دماء حرَّرت الأوطان ( 1-2 )

في مثل هذه الايام وتحديداً يوم  12 من شهر فبراير ومنذ 63 عاما كانت مصر، بل والعالم أجمع على موعد مع حدث جلل أقام الغرب من أجله الأفراح وحزنت عليه الكثير من الشعوب العربية التي تحرَّرت أرواحهم على يديه من العبودية والاستعمار، وحزن عليه حملة الدَّعوة  ممَّن تتلمذوا على يديه من الذين تعلموا أن السلام لا ينحصر داخل جدران المساجد بل هو دين ودنيا ، يرشدنا في جميع أمور حياتنا بما فيها إدارة شؤون البلاد ، وتحرير الأوطان من الاستعمار، إنَّه الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي   ولد  في  14 أكتوبر 1906، واستشهد يوم 12  فبراير  1949م. 

 

المناخ السياسي

 

 استطاع الإمام الشهيد حسن البنا أن يربّي جيلاً من الدعاة والمربين تمكنوا من إرسال رسالتهم إلى أطراف  المعمورة ، كما نجح البنا في صناعة جيل ثار على  حالة الاستعمار  التي هيمنت على معظم البلدان العربية والإسلامية  ، ولعب رحمه الله دورا كبيرا   في نصرة القضية الفلسطينية حيث جهز جيشاً من الإخوان المسلمين قوامه 10 الناف رجل ممن تربوا على  " رهبان بالليل فرسان بالنهار " وكبدت كتائب الأمام الشهيد العدو اليهودي حينها خسائر فادحة وأوشكت كتائب الإخوان التي تفوَّق أداؤها على الجيوش النظامية العربية أن تنهى على الوجود العسكري اليهودي  في فلسطين لو تدخل الدول الغربية لعقد هدنه لوقف القتال ، استثمرها اليهود في إعادة تسليح أنفسهم ، وفي الوقت نفسه قامت الحكومة الفلسطينية بالقبض على كلِّ الإخوان الذين شاركوا في حرب فلسطين وزجوا بهم في السجون فكانت النكبة.

 

 مشهد الاغتيال ..

 

 وفي مساء  الأربعاء 8 ديسمبر 1948م،   أعلن النقراشي باشا (رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) قراره بحلِّ جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفى اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات ، وعندما أراد الإمام البنا أن يرافق أخوانه المعتقلين  اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا.

ثمَّ صادَرت الحكومة سيارته الخاصّة، واعتقلت سائقه، وسحب سلاحه المُرخص، وقبضت على شقيقيه اللَّذين كانا يرافقانه في تحرّكاته

تمَّ استدعاء البنا إلى جلسة مفاوضات مع ممثلي الحكومة في مقر جمعية الشبان المسلمين، فذهب في الموعد المحدد  إلا أنَّ رجال الحكومة لم يحضروا فصلى بالموجودين صلاة العشاء ولم يحضر أيضاً رجال الحكومة ،  و في الساعة الثامنة خرج الإمام البنا من باب جمعية الشبان المسلمين بصحبه صهره عبد الكريم منصور ليستقلا سيارة أجرة،  وهنا ظهر رجلان يعبران الطريق جريا وأطلقا عليهم الرصاص، فر القاتلان داخل سيارة فورد ليموزين سوداء استطاع شاب أسمر مجهول الهوية أن يلتقط رقم السيارة ويمليه على محمد الليثي سكرتير لجنة الشباب بالجمعية وكان هذا هو الخيط الوحيد للوصول إلى القتلة،أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها وهو "9979"، والتي عرف فيما بعد أنَّها السيارة الرَّسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952.

أصيب حسن البنا بست رصاصات إلاَّ أنها لم تكن قاتلة، نُقل الاثنان إلى مقر جمعية الإسعاف والتي لا تبعد كثيراً عن موقع الجريمة كان البنا متماسكاً يطمئن صهره ويشدّ من أزره، وعندما جاء الطبيب كان البنا يرفع ثيابه الخارجية بنفسه للكشف عن مواضع الجروح، لكن حالة عبد الكريم منصور كانت تتطلب نقله إلى المستشفى، فأصرّ البنا على أن يرافقه إلى هناك للاطمئنان عليه غير مبالٍ بجراحه التي تنزف ، في هذه الأثناء دخل  الأميرالاي محمد وصفي مندوب الملك وقال صارخًا: أنتم لسة مامتوش يا مجرمين، وانصرف ، ثمَّ  عادة مرَّة أخرى  وقال للطبيب: أنا جاي من عند الحكمدار، لأعرف حالة الشيخ حسن البنا، فقال له الدكتور: إن حالته ليست خطيرة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

كيف قاد النبي ﷺ جيشه إلى النصر؟

لم يكن النبي ﷺ قائداً عسكرياً تقليدياً تلقى تعليمه في أكاديميات الحرب، لكنه كان خير …