ملامح تربوية من مدرسة البنا (1)

الرئيسية » بصائر تربوية » ملامح تربوية من مدرسة البنا (1)
alt

تمثل جماعة الإخوان المسلمين مدرسة نموذجية للتربية الإسلامية الحق، وأهم ما حققته تكوين جيل مسلم يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويؤمن به إيمانًا عميقًا، ويعمل به في نفسه وأهله، ويجاهد لإعلان كلمته وتحيكم شريعته وتوحيد أمته.
وتربية الإنسان هي المهمة الأولى لمدرسة الإمام حسن البنا ولدعوة الإخوان؛ لأنها أساس التغيير ومحور الصلاح والإصلاح، ولا أمل في استئناف حياة إسلامية أو قيام دولة إسلامية أو تطبيق قوانين إسلامية بغيرها.

والتربية في مدرسة الإخوان لها العديد من الخصائص أهمها التأكيد على الربانية والتكامل والشمول والاعتدال والتوازن والإيجابية والبناء والأخوة والروح الجماعية والتمييز والاستقلال.

عوامل النجاح عديدة في المدرسة التي شكلها الإمام حسن البنا أهمها: الإيمان العميق بأن التربية هي الوسيلة الفذة لتغيير المجتمع، وبناء الرجال، وتحقيق الآمال، وكان الإمام يعلم أن طريق التربية بعيد الشقة، طويل المراحل، وكثير المشاق، ولا يصبر على طوله ومتاعبه إلا القليل من الناس من أولى العزم، ولكنه كان يعلم علم اليقين أنه وحده الطريق الموصل، فلا بديل ولا غنى عنه، فالنبي صلى الله عليه وسلم سلك هذا الطريق فكون الجيل الرباني النموذجي الذي لم تر عين الدنيا مثله.من أهم عوامل نجاح مدرسة البنا: الإيمان العميق بأن التربية هي الوسيلة الفذة لتغيير المجتمع، وبناء الرجال، وتحقيق الآمال

الأمر الآخر منهاج التربية المحدد الأهداف الذي تسير عليه الجماعة، فهو واضح الخطوات، ومعلوم المصادر، ومتكامل الجوانب، ومتنوع الأساليب، مستمد من الإسلام دون سواه، كما يأتي الجو الجماعي الذي تهيئه الجماعة، والذي من شأنه أن يعين الأخ المسلم على أن يحيى حياة إسلامية عن طريق الإيحاء والقدوة والمشاركة الوجدانية والعملية، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ضعيف بمفرده قوي بجماعته، فالجماعة قوة للخير والطاعة وعصمة من الشر والمعصية.

ويأتي أيضًا دور القائد والمربي والذي بفطرته وبثقافته وبخبرته يؤثر في قلوب من اتصل به؛ حيث إن صاحب القلب الحي يؤثر في مستمعيه ومريديه أما صاحب القلب الميت لا يستطيع أن يحيي قلب غيره، ففاقد الشيء لا يعطيه، كما أن عدد المربين المخلصين الأقوياء الأمناء آمنوا بطريقة القائد، ونسجوا على منواله، وأثروا في تلاميذهم ثم أصبح هؤلاء أستاذة لمن بعدهم.

ملمح آخر في تلك المدرسة وهي الوسائل المرنة المتنوعة التي تنتهجها الجماعة بعضها فردي وبعضها جماعي، بعضها نظري وآخر عملي، بعضها عقلي وبعضها عاطفي، من دروس إلى خطب ومحاضرات وندوات وأحاديث فردية وشعارات تحفظ وهتافات تدوي، أناشيد تؤثر بكلماتها ولحنها ونغمها، ولقاءات دورية لمجموعات مختارة في البيوت على القراءة والثقافة والعبادة والأخوة سميت كل مجموعة أسرة إيحاءً بمعنى الألفة والمودة بين أبناء العائلة الواحدة، إلى لقاءات أخرى في شعبة الجماعة تتجدد فيها العقول بالثقافة، والقلوب بالعبادة، والأجسام بالرياضة، وسميت هذه الكتيبة إيحاء بمعنى الجهاد إلى غير ذلك من الوسائل والطرق التي تهدف إلى بناء الإنسان المسلم المتكامل.

-----------------------------------------------------------------------------------
للاستزادة.. كتاب التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا للدكتور يوسف القرضاوي

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …