قبل مدَّة جاءني بريد إلكتروني بعنوان : لميس رضي الله عنها... وقفت للحظات استرجع ذاكرتي عن اسم لميس، إنَّه اسم قرأت عنه سابقاً أن بعض الإحصائيات الحديثة أشارت إلى تزايد وارتفاع التسمية به بعد المسلسل التركي الذي كانت تحمل بطلته اسم لميس.
عدت إلى البريد الإلكتروني مرَّة أخرى، وإذ به يتحدث عن الصَّحابية لميس، تلك الصَّحابية الجليلة التي لنا الفخر في أن نسمّي بناتنا باسمها اقتداء بها كنموذج مشرف ننير به سماء عزّة أمتنا.
وقفت وقفة تأمل بين لميس الممثلة ولميس الصَّحابية .
الإنسان يتأثر بمن حوله من أحداث وأشياء ، تصرّفات وأفكار وسلوك وشخصيات ومشاهير وعظماء ومتسلقين ، لكنَّ المسلم المتوازن يتأثر ويؤثر ويبحث ويقلد السلوك الجيِّد الموافق على تعاليم دينه ومبادئه وقيمه وأخلاقه، ويتنافس مع الآخرين في تطوير ذاته وإغنائها وفهمها من خلال الجد والكفاح والطموح والتحصيل في كافة المجالات المفيدة والبنَّاءة بعيداً عن التقليد السطحي والقشور الهشة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
هناك فرق بين من يسمّي باسم ممثلة أو مغنية أو راقصة ، ومن يسمّيها اقتداءً بصحابية جليلة قديرة، أو يسمِّيها من أجل أن تحمل المعنى الجميل لاسمها ويسأل الله أن يكون لها نصيب من الخير فيه.
بحثت عن لميس الصَّحابية، فوجدت أنَّه قد جاء في " الطبقات الكبرى " لابن سعد :
لميس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة .
تزوجها زيد بن يزيد بن جذام بن سبيع بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة . أسلمت لميس وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . اهـ .
وخالتها أيضاً اسمها " لميس "
ففي الطبقات لابن سعد أيضاً : عبيد بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر، ويكنى أبا النعمان، وأمّه لميس بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج . اهـ .
واسم لميس تسمّى به غير واحد ، فهو اسم يصلح للذكر وللأنثى ، ومعناه :المرأة اللينة ناعمة الملمس.
فقد ذَكَر ابن حجر العسقلاني في " الإصابة " : لميس أبو سلمى مِن أعراب البصرة .
وقد ورد الاسم في عدد من كتب الأئمَّة
مثل :
أسد الغابة - ابن الأثير
الصَّحابة - ابن منده
معرفة الصَّحابة - أبو نعيم
إكمال الكمال - ابن ماكولا
الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر
الطبقات الكبرى - ابن سعد
وغير ذلك.
