قيادة القلوب … فنٌّ

الرئيسية » بصائر تربوية » قيادة القلوب … فنٌّ
alt

عجيب أمر هذه العضلة الصَّغيرة ... غريب تأثيرها في مجرى حياة البشر ... مذهلة قدرتها على المنح والعطاء ... تلك النبضات المنتظمة ، والخفقات المتتالية .. كيف تحقق السعادة أو تذوي إلى مجاهل الشقاء.

قلوب وُهبَت لبارئها، واستسلمت لخالقها ... وقلوب هامت في متاهات الضلال ... شتان بينهما .

إنَّه إعجاز حقيقي، ما يحققه الفرد حينما يرتقي مع كل خفقة إلى ارتباط روحاني وارتقاء إيماني .. إنَّه ارتباط بالله وقلوب أبت أن تدور إلاَّ في حلقة الحب في الله وابتغاء وجه الله في كلِّ سكنة وعبرة وهمسة.

رائع أن نستلهم من القلوب كيف نعود إلى رحاب طاعة الله ومرضاته .

قيادة القلوب ... فنٌّ صعب لا يتقنه إلا مخلص لله ، وطريقةٌ سهلة ممتنعةٌ على كل من أدار ظهره لتعاليم الشريعة وحقيقة الالتزام ومنهج القدوة نبي الرَّحمة عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.

قيادة القلوب ... فنٌّ صعب لا يتقنه إلا مخلص لله ، وطريقةٌ سهلة ممتنعةٌ على كل من أدار ظهره لتعاليم الشريعة وحقيقة الالتزام ومنهج القدوة نبي الرَّحمة عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.وهنا يكمن سرّ القيادة المتميّزة، وهنا نفهم حقيقة الخامة القيادية الفذة التي أذهلت العالم في سيرة المصطفى عليه السلام وأصحابه من بعده ومن ساروا على أثرهم من قيادات القرن الحادي والعشرين كأمثال الرَّنتيسي والياسين وغيرهما ممَّن أتقنوا فنَّ القيادة الحقيقية ... قيادة القلوب.

امتلكي قلبك :

هل فكرت يوماً بامتلاك شيء ما ؟ جاهدت للحصول عليه ؟ وأصبح امتلاكه هاجساً تعيشينه يومياً؟

هل علمت أنَّه لا يمكنك امتلاك شيء إلاَّ إذا أحببته بشدة ؟ هل تأكدت أنَّك تحببين نفسك حباً حقيقياً؟

كيف يكون الحب الحقيقي للنفس ؟
قال تعالى : {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية}
حب النفس لا يكون باتّباعها هواها، وإنَّما بتسليمها لخالقها ، فهو العالم بها الكفيل بإسعادها، وكلما أصبحنا لله أقرب تأكدت محبتنا لأنفسنا أكثر ... وهنا بداية الطريق .

 

وهل الإيمان إلاَّ .. الحب :
الإيمان بالله هو ركن العقيدة الأوَّل، وهو القاسم الأعظم الذي يلتقي عليه المؤمنون ، يجمعهم الحب في الله .
وبالحب تسامت النفوس عن الصَّغائر وارتقت عن الآثام ... وأساس هذا الحب صلاح النفوس، فإذا فسدت النفوس فسد كلّ شيء، وإذا صلحت صلح كل شيء .

وليس حسنها في ترتيب الأوضاع ، وإصلاح النظم ، وإنَّما هو في صفائها ، والسمو الرُّوحي ، والإخلاص في القول والعمل ، وإذا ما تحققت هذه الخصال وعمّت ، فإننا سنصل إلى خير عظيم .

 

صدى القلوب :
نبضات تقفز من قلب صادق فيصل صداها إلى أبعد بعيد، ويصل تأثيرها إلى ما شاء الله.
نبضات الأخوة الصَّادقة ، والمودة المتصلة بالإيمان ... الأخوة في الله .
كلمات تخرج من القلب لتصل إلى القلب ، ملاكها الصِّدق، وشعارها الإخلاص ، ودافعها حب الخير ...
وفي غمار دعوتنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحاول أحياناً ابتكار أساليب جديدة وطرق متعدّدة ...
ننجح أحياناً ونفشل أحيانا أخرى، ويبقى رصيدنا إخلاص النيّة لله، فإن حسنت نيّاتنا حسن الثواب، وإلاَّ كان جهدنا هباءً منثوراً.

 

امتلكي القلوب بالأخوة الصَّادقة:
رُوي أنَّ اثنين تحابّا في الله سافرا معاً على سفينة ... وقف أحدهم على حافة السفينة فزلت قدمه فوقع في البحر، فاستولت الدهشة على الآخر، فتبعه، وانتشلهما رجال السفينة، فلمَّا أفاق الأول رأى أخاه مبتلاً، فقال له: ما بالك ؟ فقال :
لقد فنيت بك عني               فظننت أنك أني

وقال صلَّى الله عليه وسلّم:  ((إنَّ من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى. قالوا : يا رسول الله، أخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فو الله إنَّ وجههم لنور، وإنَّهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثمَّ قرأ: { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } يونس 62 )). أخرجه أبو داوود، وقال: صحيح.

 

الحبُّ طاقة ..
عندما يكون الحب هو المحرك الأساسي للقائد والشاحن الحقيقي للقيادة ، وعندما نتعامل مع من حولنا من أزواج وذرية وذوي قربى وإخوان على مبدأ المحبَّة الصَّادقة المتنزهة عن كل هوى أو زيغ . ويكون الدافع الأساس في نصحنا وتوجيهنا ومسؤوليتنا وقيادتنا .. قلب محب محبةً حقيقة (فقط لأننا نحبكم )

بهذا العنوان تغدو الأوامر طلبات محبَّبة، والانتقادات همسات حانية، والتوجيهات نظرة مشفقة ، وتغدو قيادة القلوب متعة نُؤجر عليها.

 

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …