القدس مرمى البندقية – بقلم : د. عصام عدوان

الرئيسية » حصاد الفكر » القدس مرمى البندقية – بقلم : د. عصام عدوان
alt

القدس باركها الله. فهي أعز على المؤمنين من أي أرض سواها لم تحظ بمثل هذا القدر من التقديس والتشريف. ليس معقولاً، وهذا حالها، أن تكون في آخر سلم أولوياتنا الوطنية والقومية والإسلامية. ولا يليق السياق الذي تناول به مؤتمر القدس في الدوحة قضية تهويد القدس بحجم الجريمة الحضارية والدينية التي تُقدم عليها دولة العدو اليهودي المحتل لفلسطين.

مرة تلو مرة يؤكد القادة العرب والمسلمون عدم فاعليتهم، وينطلقون باستمرار من واقع يفقدون فيه الروح المتحفزة، فيجترون مواقف سلبية، هي أبعد ما تكون عن مواقف المقاومة الواجبة في مثل هذا الوزن من القضايا المصيرية.

لم نفاجأ ونحن نستمع إلى دعوات إدانة الإجراءات (الإسرائيلية) عبر مجلس الأمن. فالمقاومة الحقّة ليست شأنهم. وليست الروح الثورية الفاعلة والمتحفزة يمكن منحها من شعب إلى آخر ما لم تمر في مراحل النضج المطلوبة وتدفع ثمن تلبُّس هذه الروح، كما فعلت شعوب الربيع العربي فدفعت من دمائها راضية غير مغصوبة حتى نالت كرامتها ونالت إعجاب العالم.

لا ننتظر فعل المقاومة من أنظمة لا ترى في المقاومة غير فعلٍ إرهابي تجدر ملاحقته وحظره، و"ما حك جلدك مثل ظُفرك.. فتولَّ أنت جميع أمرك".

فالمقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها عليها التوافق فيما بينها ووضع استراتيجية واضحة تتوزع فيها الأدوار لوضع حدٍّ لسياسات العدو في القدس، وتهيئة نفسها أيضاً للفعل الواجب عليها القيام به فور تنفيذ العدو مخططاته بالتعدي الكبير على المسجد الأقصى المبارك.
فالمقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها عليها التوافق فيما بينها ووضع استراتيجية واضحة تتوزع فيها الأدوار لوضع حدٍّ لسياسات العدو في القدس
لو أن ساحة فلسطين في قلب مدينة غزة، أو ميدان الساعة في قلب مدينة رام الله تعرّض لاقتحام يهودي ابتغاء بناء كنيس يهودي في إحداهما، فماذا هي فاعلة المقاومة، والفصائل التي تنتمي للعمل الوطني؟ أي فعل وطني سيكون مطلوباً في مثل هاتين الحالتين؟ هل يقبل الشعب الفلسطيني في مثل هاتين الحالتين بغير المقاومة المسلحة والتصدي للعدوان بغض النظر عن أي خسائر أو نتائج، فهل ساحة غزة أو ميدان رام الله بأكرم على الفلسطينيين وحركات المقاومة من القدس؟!.

إن على المقاومة الفلسطينية أخذ زمام التصدي لاعتداءات العدو المتكررة على القدس والمسجد الأقصى. ولم يعد الشعب الفلسطيني يقبل أي أعذار واهية، تؤجل استخدام المقاومة المسلحة، بدعوى الاستعداد، أو الحرص على أرواح وممتلكات المواطنين، أو انتظار نتائج الربيع العربي.. وغير ذلك. إن على المقاومة الفلسطينية أن تبادر إلى:

1- العمل على تحقيق توافق فصائلي ووطني على استراتيجية تصدٍ لسياسات الاحتلال في مدينة القدس، بما في ذلك، وعلى رأسها، المقاومة المسلحة.

2- في حال رفضت بعض الفصائل أو القوى الوطنية الاشتراك في هذا التوافق، يجب فضحها وكشفها للشعب ليعرف الشعب الخبيث من الطيب.
إن على المقاومة الفلسطينية أخذ زمام التصدي لاعتداءات العدو المتكررة على القدس والمسجد الأقصى
3- تتضمن الاستراتيجية الجديدة إحداث فعل مقاوم في أي بقعة من فلسطين مقابل كل اعتداء على القدس مهما كان صغيراً.

4- يجب تحضير الشعب الفلسطيني للتجاوب مع هذه الخطة الجديدة، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والمساجد، والفعاليات والأطر التنظيمية. ورفع مستوى التحدي لدى الشعب دفاعاً عن مقدساته.

5- يجب توريط الدول العربية المتخاذلة، من خلال تنفيذ عمليات من أراضيها دفاعاً عن القدس، ولكن بأيدي أبنائها. لأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم؛ بل للعرب والمسلمين في العالم.

6- يجب أن تتضمن المصالحة الفلسطينية تحديد موقف واضح بشأن القدس يشتمل على تفعيل المقاومة الشعبية والمسلحة في القدس بتضافر جميع قوى المقاومة.

7- أن نضع العدو أمام معادلة صعبة: هدم بيت عربي في القدس يعني صاروخ يسقط في تل أبيب. والمساس بالمسجد الأقصى يعني أنه لا خطوط حمراء أمام المقاومة.

المصدر: صحيفة فلسطين - غزة

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …