أولا: الاستيطان ومحاصرة الوجود الفلسطيني في القدس:
كشفت حكومة الاحتلال عن نيتها لإقامة 14000 وحدة استيطانية في القدس، وتطويقها بسلسلة مستوطنات لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، فضلاً عن أنّ سلطة الاحتلال ومنذ التسعينيات أخذت تنصب الحواجز الدائمة لمنع الفلسطينيين من دخول القدس لأيّ سبب كان إلاّ بتصاريح صعبة المنال.
"
كثيراً ما تنتهج "إسرائيل" سياسة السيطرة على المساجد وتحويل استعمالها بما ينسجم مع أهداف الاحتلال ومخططاته في تهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها
"
تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق على الفلسطينيين ومنعهم من زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لأداء الصلاة، بالمقابل تقوم بتكثيف الوجود اليهودي في ساحاته ومحيطه وإقامة الطقوس اليهودية التلمودية وغيرها من سلوكيات استفزازية. كما تعرّض ويتعرّض الأقصى للاقتحامات والتدنيس والإغلاقات المتكررة من قبل غلاة اليهود وحاخاماتهم، وكبار المسؤولين الصهاينة والقوى العسكرية والأمنية. وإزعاج المصلين حيث يتم إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازية، بشقيها السامة والمسيلة للدموع داخل المسجد وفي ساحاته، والاعتداء على المرابطين والعباد والمعتكفين وطلبة العلم.
مع الاستمرار في الحفريات تحت الأقصى ومحيطه، إذ بلغ عدد مواقع الحفريّات حول المسجد 38 موقعاً، 25 منها نشطة، و13 مكتملة. أما من الناحية الجغرافية فتقع 17 حفرية منها جنوب المسجد، و19 حفرية غربه و2 شماله.
وترتفع الأصوات اليهودية المطالبة بتقسيم الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
وفي الآونة الأخيرة ارتفعت وتيرة الدعوة لإعلان القدس عاصمة للشعب اليهودي في العالم، وأكّد تقرير "مراقب عام الدولة" (ميكا ليندنستراوس)، الذي قدّمه للجنة الرقابة في "الكنيست" على إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وإخضاعه لقانون الآثار الإسرائيلي.
هذا عدا عن وجود مخطط احتلالي لبناء 19 كنيسا يهوديا في منطقة جبل أبو غنيم جنوب القدس.
ثالثا: السيطرة على المساجد وانتهاك حرمة المقابر:
كثيراً ما تنتهج "إسرائيل" سياسة السيطرة على المساجد وتحويل استعمالها بما ينسجم مع أهداف الاحتلال ومخططاته في تهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها، فقد تم تحويل مسجد القلعة بباب الخليل إلى متحف إسرائيلي، وأما المسجد العمري الكبير فقد تم هدمه وتحويله إلى كنيس يهودي. وأما بالنسبة لانتهاك حرمة المقدسات، فكثيراً ما تقوم مجموعات إسرائيلية (وأحياناً من عناصر المخابرات الإسرائيلية) ومجموعات من السياح الأجانب بدخول الأقصى بلباس فاضح، والتجول فيه، وتنظيم حلقات رقص صاخبة استفزازية داخل أسوار القدس القديمة ومحيطها، إلى جانب إطلاق المفرقعات النارية والموسيقى الصاخبة عبر مكبرات الصوت، وما يتخلل ذلك من هتافات وشتائم ضد الفلسطينيين والعرب.
أما عن المقابر فقد أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية قرارا يسمح بهدم أكثر من 200 قبر في مقبرة مأمن الله، أعرق وأكبر مقبرة إسلامية بالقدس، وتجريفها لبناء "متحف التسامح اليهودي" على أنقاضها.
رابعا: التهويد والعبرنة وتغيير الهوية:
"
تنتهج بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أسلوباً استيطانياً جديداً للسيطرة على أراضي المقدسيين وتحويلها لجهات استيطانية عن طريق الإعلان في الصحف العبرية
"
في إطار المخطط الاستراتيجي لتهويد المدينة المقدسة، بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ مشروع خطير يهدد أكثر من 6000 معلم داخل أسوار البلدة القديمة؛ إذ يجري تدمير منطقة القصور الأموية الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك لإنشاء حديقة تلمودية مكانها.
كما يجري تهويد حائط البراق وأبواب القدس القديمة، بوضع "تمائم يهودية" عليها، وقيام جماعات يهودية بتوزيع صورة لقبة الصخرة وقد نُصب عليها العلم الإسرائيلي، فضلاً عن الترويج السياحي للقدس من خلال وضع صورة قبة الصخرة المشرفة على زجاجات الخمر، وحجبها ليحل مكانها "هيكل سليمان"!
تنتهج بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أسلوباً استيطانياً جديداً للسيطرة على أراضي المقدسيين وتحويلها لجهات استيطانية عن طريق الإعلان في الصحف العبرية، بالاضافة إلى الخطط بتغيير أسماء الأحواض الأردنية في القدس من عربية إلى أرقام لا يدري صاحب الأرض أين هي للحيلولة دون المتابعة، ناهيك عن القوانين الخاصة بعبرنة أسماء المدن والقرى والشوارع!
"
فهل بدأت معركة الأقصى الحقيقية؟ وأين أمة العرب منها؟ وأين أمة الإسلام المليارية من مسؤوليتها في هذه المعركة؟
"
خامسا: دعوات استئصالية:
إلى جانب المطالبات التي وجهها كبار الحاخامات للجمهور الإسرائيلي بعدم تأجير أو بيع العقارات للعرب، تتعالى الدعوات الصهيونية للتخلص من العرب، مما يفسر تشكيل عصابات وفرق البلطجة والإرهاب لإرغام المقدسيين على ترك القدس، وتنفيذ عصابات من المتطرفين الصهاينة لأعمال حرق وتفجير لأماكن العبادة ومساكن الفلسطيينين ومحالهم التجارية، هذا فضلاً عن تجريف حدائق ومزارع المقدسيين وإزالة أشجار الزيتون.
خلاصة الأمر، فإنّه على طريق تحقيق حلم الدولة اليهودية الخالصة، فإنّ مدينة القدس اليوم تعيش على وقع عملية تهويد استيطانية مكثفة لحسم الصراع الديمغرافيّ في المدينة باعتباره أول سلم الأولويات الصهيونية.
فهل بدأت معركة الأقصى الحقيقية؟ وأين أمة العرب منها؟ وأين أمة الإسلام المليارية من مسؤوليتها في هذه المعركة؟
المصدر: صحيفة السبيل الأردنية