الاستشارة:
أخاف الغدر فهل أكمل تعليمي؟ السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته: عمري 38 عاماً عندي 3 أولاد متزوجة منذ 20 عاماً، لم أكمل تعليمي الجامعي، وعدني زوجي بأن أكمل بعد الزَّواج، لكنَّه رفض بعد الزواج أعيش معه فى السعودية بعيداً عن اهلى.
هو يعاملنى معاملة سيّئة جدّاً.. يستهين بي وبمشاعري لا يلبي أبسط طلباتي، ولا أقلّ حقوقي حتى أنَّ الأولاد ينفرون منه أيضاً . دائماً يوبخني ويقلل من شأني.
بدء مؤخراً يهدّدني بالطّلاق..
فأنا حائرة ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أنتظر غدره بي أم أكمل تعليمى تحسباً.. لما قد يفعله بي.. وهو لا يهتم بعشرة ولا لتضحيتى من اجله وغربتى معه ولا يحترم أي شخص غير ذاته..
هل أكمل تعليمى خفية دون علمه حتى أأمن ما قد يفعله بى؟ فهو لن يوافق وإن طلقني.. وهذا وارد جدّاً.. لن أجد عمل بالثانوية فقط.. شكراً.. وجزاكم الله خيراً..
الرَّد: الدكتور هدى نجم *
يبدو من سرد أختنا أنَّها تزوجت في عمر مبكر، وأنَّها تتلقى منذ ذلك الحين معاملة جائرة من الزَّوج هي وأبناؤها الثلاثة، وهذا ينم عن سوء خلق الزَّوج، وأنَّه لم يأخذ بكلام الله عز وجل الذي يأمر الرَّجل بأن يعاشر زوجه بالمعروف، وأن يتقي الله فيهم....وهو يهدِّد الآن بالطلاق.
العلاقة الزَّوجية من أسمى العلاقات التي حدّدها الله وشرعها ووضع لها ضوابط حتى لا يبغي طرف على الآخر، واستغرب من السيّدة السائلة التي تخاف أن يطلقها وفي نفس الوقت هي تريد الطلاق...لذا أرى والله أعلم
- أن تتدرج أختنا بالحلول التي وضعها الشَّرع في الخلافات الزوجية من إدخال طرف من أهلها وطرف من أهله، وإن كان هناك من أمل على تحسين نوعية الحياة الزوجية بينهما يكن أفضل للجميع خاصة الأطفال الذين هم من يدفع الثمن دائما، وان وجد أن الأفضل هو الطلاق فهو أبغض الحلال عند الله.
- أن تنظر أختي السائلة إلى مكنون نفسها بصدق، لتعرف بالضبط ما هي رغبتها ودافعها الحقيقي من الدراسة؟ هل هو ما تقول: إنَّها طريق لتأمين الوضع الآمن؟ أم إنها تريد الدراسة، لأنها ترغب بها لأجل العلم، ولأنه رغبة حقيقية غير متحققة منذ الزواج؟
ذلك حتى لا يكون مسعاها زائفاً، وأن لا تتعب نفسها وتضحي بأسرتها من أجل رغبة غير واضحة، لأنَّ الاحتمال ما زال قائماً أن تكمل دراستها وأن تحصل على الشهادة .. ولكن أن يبقى الزَّوج على حاله حينها لن تحول الشهادة دون الغدر الذي تخاف منه.
- هناك أمر مهم يتعلّق بقيم ومبادئ الإسلام، وهو أن لا تلجأ الأخت السائلة إلى مقاومة الغدر بالغدر، فهي بخروجها خلسة وخفية عن زوجها تكون قد خانت الله وأمانته وزوجها، فكون الزَّوج سيّئاً هذا لا يعطي مبرَّراً أن تقوم أختنا بالدراسة خفية عنه، ربما يستطيع أحد العقلاء من أحد الطرفين بإقناعه دون أن تضطري يا عزيزتي لعمل شيء مثل ذلك، وسوف يكشفه الزَّوج عاجلاً أم آجلاً.
- أقول: إنَّ السبب الرَّئيس وراء سوء معاملة الزوج أمور غير الدراسة على السائلة أن تفكر بها، وترى ما تستطيع أن تغيره، أي أن تحاول الفصل بين أمر الدراسة وأمر سوء الحياة الزَّوجية.
- أن يضع كلٌّ من الزَّوجين مصلحة الأبناء ضمن الأولوية الأولى، وأن يتخلّى كل طرف عن أنانيته ومصالحه الخاصة مقابل مصلحة الأطفال.
دعائي لك أختي أن يشرح الله صدرك ويهديك لأفضل الحلول.
- الرد 2: الدكتور جمال ماضي
يبدو أنَّ القضية ليست إكمال التعليم، وهل إذا أكملت التعليم دون علمه سيتوقف عما يفعله معك ومما تشتكين منه، إن القضية الأساسية أنه يعاملك بسوء ولا ارتياط لها بالتعليم ، لأنك إن أكملت التعليم فكم تستغرقين من سنوات لا تضمن لك سوق العمل لأنك يبدأين وقتها من الصفر ودون خبرات سابقة.
أصارحك بأن القضية قضية تعامل بينكما وربما يكون السؤال: كيف نطوع الزوج بهذه الصفات خاصة أنه أيضا يتعامل بنفس الطريقة مع الأولاد، وتأطدي لو استطعت تغيير معاملته سيرحب بتعليمك بل وبأي شئ تطلبين وبهذا سيكون التعليم بنية العلن وليس استقبالاً لغدره أو غدرك فلسنا في معركة حربية.
وبهذا فإن الأمر لا يحتاج لحيرة منك لأنه واضح جداً حاولي أن تنسي تماماً تضحياتك السابقة ووقوفك بجواره في الأزمات، واجعلي اللحظة الحالية هي أول الصفحة الجديدة، فكلما عاملتيه بالحسني ربما بادلك نفس المشاعر، وأحب أن أطلعك على سر عامليه لتسعدي وتتمتعي وترضي الله وحده ولا تحرصي على سعادته فقط فإن لم يسعد تحبطي، احرصي على سعادتك وسعادة أولادك إرضاء لله تعالى وستجدين الله معك في تليين قلبه وتغييره نحو الأفضل فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها أينما شاء لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اقسم قال: ورب القلوب.
كما لك حاجات فالرجل يحتاج منك لحاجات فإن أخذها أعطاك كل ما تطلبين من الحب والعاطفة والتقدير والاحترام والتعبير الجميل، ما عليك إلا أن تجربي وأنت مازلت صغيرة والأيام القادمة أمامكما، بيدك أن تجعليها سعادة لك ولأولادك وووقتها سيسعد رغما عنه. جربي فقط.