ذكرت صحيفة بريطانية أنَّ الطبعة الجديدة من الدَّليل الطبي الذي يستخدمه الأطباء في أمريكا، قد يتضمَّن اعتبار بعض سلوكيات البشر كالحياء والحزن وغيرها مرضاً نفسياً.
وأشارت صحيفة (ديلي تلغراف) إلى أنَّه رغم اعتبار الدليل الطبي هذه الأمور من الأمراض النفسية، إلاَّ أنَّ الطبعة الجديدة ستعتبر عادات الانترنت والمقامرة مشكلة صحية، وليست نفسية.
وقال (سايمون ويسلي) من معهد الطب النفسي بكلية (كينغز كوليدج) بلندن : إنَّه ينبغي توخي الحرص الشديد قبل توسيع حدود الأمراض والاضطرابات، مبيّناً أنَّ هناك خطراً حقيقياً من أن يصبح الحياء رُهاباً اجتماعياً.
من ناحية أخرى، اعتبر رئيس قسم علم النفس بجامعة (ليفربولبيتر كيندرمان) أنَّه من غير الإنساني وصف الحياء والحزن على أنَّها مرض نفسي.
يشار إلى أنَّ جمعية علم النفس البريطانية عارضت تلك التعديلات التي أُدخلت على دليل الأطباء الأميركيين، بينما انتقده بعض الأطباء النفسيين بالولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة نت
الحياء يؤسِّس في النفس عاطفة حيَّة، تترفَّع بها عن الخطايا، وتستشعر الغضاضة من سفاسف الأمور، والمرء حينما يفقد حياءه يتدرَّج من سيِّئ إلى أسوء، ويهبط من رذيلة إلى أرذل.
التعليق:
1- يعدُّ الحياء رأس مكارم الأخلاق، وهو يحثّ النفس على فعل كلِّ ما هو حسن، وترك كل ما هو قبيح، قال صلّى الله عليه وسلّم : ((إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء)). (أخرجه ابن ماجه وغيره بسند حسن)
2- الحياء يؤسِّس في النفس عاطفة حيَّة، تترفَّع بها عن الخطايا، وتستشعر الغضاضة من سفاسف الأمور، والمرء حينما يفقد حياءه يتدرَّج من سيِّئ إلى أسوء، ويهبط من رذيلة إلى أرذل. وهذا هو السبب الذي يظهر مقدار التباين الأخلاقي والسلوكي بين من يلتزم بإسلامه، وبالقيم التي يدعو إليها وعلى رأسها الحياء، وبين أولئك الذين تنكبوا عن الطريق، وحادوا عن جادة الصواب.
3- الإيمان والحياء بينهما ارتباط وثيق، وصلة قوية، ولا يمكن أن يوجد الإيمان بلا حياء، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((والحياء شعبة من شعب الإيمان)). (متفق عليه). لذا فهو جزء لا يتجزأ، وفرع من فروعه، وزينة يتزين بها الإيمان. وقال في حديث آخر: ((الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)). (رواه المنذري في الترغيب والترهيب وإسناده صحيح). فزيادة الحياء هو علامة لقوة الإيمان، ورسوخه وتمكينه في النفس.
إنَّ اعتبار الحياء كأحد الأمراض النفسية، وعدم اعتبار المقامرة والإدمان مثلها، يؤكّد على أنَّ أولئك لا يستطيعون التمييز بين ما هو مرض ينبغي علاجه، وبين ما هو صفة حسنة مميزة، ينبغي للإنسان أن يتحلّى ويتجمّل بها.
4- إنَّ الحياء علامة صادقة واضحة تكشف عن طبيعة الإنسان ومقدار إيمانه وأدبه، ونقاء معدنه، وهو ما اتصف به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته، ومن تبعهم.
5- إنَّ اعتبار الحياء كأحد الأمراض النفسية، وعدم اعتبار المقامرة والإدمان مثلها، يؤكّد على أنَّ أولئك لا يستطيعون التمييز بين ما هو مرض ينبغي علاجه، وبين ما هو صفة حسنة مميزة، ينبغي للإنسان أن يتحلّى ويتجمّل بها.
6- إنَّ الحياء هو واحد من الأمور التي تؤدّي إلى اختفاء الكثير من المعاصي وخصوصاً تلك التي يتعدَّى أثرها على المجتمع بشكل عام، وإنَّ غيابه عنها سبب في انتشار الجرائم والأمراض والاعتداءات التي تؤثر على تماسك المجتمع وترابطه ورقيه أخلاقياً ودينياً.