اليازوري: ” ياسين” ما زال مدرسة في الجهاد

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » اليازوري: ” ياسين” ما زال مدرسة في الجهاد
alt

كان لا يخشى الموت، فدائماً كان مستعداً للشهادة، بل كان يفرح كلّما يعلم بأنَّ العدو الصهيوني يخطّط لاستهدافه، و بالطبع كان حريصاً وبشكل ليس له حدود على دعم وتفعيل العمل العسكري، ويدفع في اتجاه توسيع رقعته مع التنظيمات المختلفة كي يصبح العمل العسكري عصيّاً على الاستئصال، فهذه نظرته التي تمنى أن يحققها.

واليوم هي الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده إنَّه الإمام الشيخ أحمد ياسين مؤسّس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي قضى نحبه في غارة صهيونية استهدفته بينما كان عائداً من صلاة الفجر من مسجد المجمع الإسلامي بحي الصبرة بمدينة غزة.

عن أبرز محطات حياته و الجوانب الرُّوحية والدَّعوية والتربوية التي تجلت في شخصيته، والنصائح التي سيوجهها للحركة لو كان بيننا،  يحدّثنا الدكتور إبراهيم اليازوري رفيق درب الشيخ الشهيد، وأحد المؤسسين السبعة لحركة "حماس"، خلال الحوار الذي أجرته معه مراسلة موقع "بصائر"، فإلى نصّ الحوار:

بصائر: بداية، بصفتك  كنت من المقربين للشيخ ياسين، صف لنا أبرز محطات حياته؟
د.إبراهيم اليازوري: معرفتي بالشيخ أحمد ياسين تمتد إلى حوالي نصف قرن من الزمن بعد حرب 67م مباشرة، حيث تداعى نفر من الإخوة لإعادة نشاط الإخوان المسلمين، فالتقينا في بيت أحد الإخوة لذلك الغرض، وكان هذا أوّل لقاء جمعني به، وتواصلت علاقتي معه إلى أن استشهد.

اهتم الشيخ بالنساء فأوجد النشاط النسائي، ولم يكن في أيّ مسجد في غزة مصلى للنساء، فاستغلت المكتبة لانطلاق النشاط النسائي، فأصبح يقوم بتدريس النساء وإعطائهن المحاضراتوكان الشيخ ياسين شخصاً ودوداً ومخلصاً ومثابراً وحريصاً على مقاومة الاحتلال، ففي ذلك الاجتماع ونحن قلة، طالب بالجهاد ومقاومة الاحتلال فكان رأي الإخوة أننا في بداية التكوين، ولا بد من قاعدة صلبة تعتمد على الشباب لتواجه الاحتلال.

كان الشيخ ياسين يعمل مدرساً في مدرسة الكرمل ويخطب الجمعة في مسجد العباس، وبعد الصلاة يجلس في حلقة يجتمع حوله الشباب ويلقي كلمة فيهم، بعد ذلك فكر الشيخ بإنشاء جمعية أو مؤسسة خيرية تعنى بالشؤون الاجتماعية، فأنشأ المجمع الإسلامي.

وبانطلاق الانتفاضة الأولى وانطلاق العمل المقاوم ضد (إسرائيل)، اعتقل الشيخ من قبل الاحتلال عام 1984م، وحكم بالسجن لمدة أحد عشر عاماً بتهمة قيادة تنظيماً عسكريا سرياً والعمل على "إبادة دولة إسرائيل"، لكنَّه لم يتمم مدة محكوميته؛ حيث خرج في صفقة التبادل التي حدثت بين (إسرائيل) والجبهة الشعبية -القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل.

altوعندما خرج من السجن، بقي ظاهرياً في الظل "كونه أصبح شخصية محروقة"، وتوليت رئاسة المجمع الإسلامي، لكن الشيخ فعلياً كان يقود الحركة في السر.

وبعد ذلك أعيد اعتقال الشيخ ياسين في عام 89م، عندما أسرت "حماس" الجنديين الصهيونيين "آفي سبورتس وايلان سعدون"، وحكم عليه بالمؤبد إلى أن طالب الملك حسين "الملك الأردني الراحل" بالإفراج عن الشيخ كشرط للإفراج عن عميلي الموساد اللذين حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل داخل الأراضي الأردنية.

ورفض الشيخ ياسين فكرة إبعاده إلى الأردن، وأكَّد أنَّه لن يخرج إلى الأردن سوى للعلاج والنقاهة، وإلاَّ فسيبقى في السجن، فرضخوا لشروطه، وخرج إلى الأردن في المستشفى الملكي الأردني، فزاره الملك حسين والرئيس الفلسطيني الرَّاحل ياسر عرفات وقيادات العمل الإسلامي واستُقبل بحفاوة بالغة.
إن كان الشيخ بيننا سينصحنا بزيادة التمسك بشريعة الله عزّ وجل والبقاء على ثوابتنا وعدم التنازل عنها، وعدم الاعتراف بما تسمَّى إسرائيل
لكن حركة "حماس" قبل الإفراج عن مؤسسها الأول، تعرَّضت لهزَّة عنيفة في الـ96 على يد السلطة الفلسطينية التي اعتقلت معظم قيادات الحركة وتعرّض أفرادها داخل السجون لتعذيب شديد، وبقي أفراد قلائل منها خارج السجون، فكان العمل محدوداً جداً بسبب الملاحقة الشديدة لهم.

وبعد خروج الشيخ، حدث نوع من الانفراج بالعمل الذي قاده بحكمته وذكائه، فأعاد هيكلة كتائب القسَّام ومدّها بالمال والسلاح، إلى أن خرج الشيخ صلاح شحادة من السجن لقيادة العمل العسكري.

وكان الشيخ ياسين له دور بارز في العمل العسكري، وكان يمدّه بكل وسائل المساعدة المادية والمعنوية ليس فقط لكتائب القسَّام بل للفصائل الأخرى، فهو المساهم الأوَّل والأخير في تقديم المساعدة للمجاهدين، وكان على رأس القائمة الصهيونية المطلوبة للاغتيالات.

وكان لا يستقر في بيته، بل يتنقل من بيت إلى آخر بحذر وكتمان، وفي آخر الأيام قبل استشهاده كان قد مرض مرضاً شديداً وأدخل المستشفى ونصحه الأطباء بالبقاء فيه، لكنَّه أصرّ على الخروج وإكمال علاجه في البيت.

وبعد خروج الياسين ومرافقيه من المسجد بعد صلاة الفجر يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر مارس لعام 2004 سمعنا صوت صاروخ، فصرخ ابني "الشيخ.. الشيخ"، وخرج فرأى الشيخ أحمد ياسين وشقيقه "مؤمن" ضمن الشهداء، فعاد إلى البيت مكروباً بائساً.

بصائر: لو تحدثنا عن أبرز الجوانب الدَّعوية والروحية في حياة الشيخ ياسين ماذا تقول ؟

د.إبراهيم اليازوري: كان الياسين شخصية فذَّة تتجمع فيه كل الصِّفات القيادية على الرَّغم من مرضه وصعوبة حركته، فقد كان يمتلك روحاً إيمانية ربانية يغذي الشباب منها، حيث كان يعقد جلسات بعد صلاة الجمعة متنقلاً بين المساجد ليعلّم الشباب منهج الإسلام في التربية.
بدأ الشيخ أحمد نشاطه الدَّعوي من خلال المسجد، ومن خلال تعليم الأطفال والشباب في المسجد علوم الإسلام والعلوم الدنيوية، ومن خلال مدارس التقوية التي تقام في المسجد في العطلة الصيفية
وكانت له دروس شبه يومية وأسبوعية بعد كلِّ صلاة إلى جانب إلقاء خطبة الجمعة في مختلف مساجد قطاع غزة.

وكان يقوم بإدارة المجمع الإسلامي، ويشرف على التخطيط فيه، كما كان يقوم برحلات داخل فلسطين المحتلة إلى جانب بعض الدّعاة الذين يتوزعون على مختلف القرى والمناطق هناك؛ كبئر السبع ويافا وحيفا من أجل الدَّعوة وإلقاء الندوات، لأنَّ بعض فلسطينيي 48 في ذلك الوقت كانوا أشبه باليهود في لبسهم وتصرّفاتهم.

ولكن بفضل الله وبفضل تلك الدروس والنشاط الدَّعوي فشلت مخططات العدو، وتحوَّل العرب هناك إلى أناس متمسكين بدينهم وعقيدتهم، فاستطاع بذلك أن ينشر مبادئ الإسلام، ومبادئ الدَّعوة الربانية التي آمن بها في أوساط أهلنا هناك..

وعن نفسه وطريقه الدَّعوة، كان يقول:"أنا كرَّست حياتي للعمل وليس للكتابة، فإن تعلمت آية أو حديثاً قمت وعلمته للناس، إنّنا طلاب شهادة، لسنا نحرص على هذه الحياة، بل نسعى إلى الحياة الأبدية".

كما أنَّه بعد وصوله إلى مكتبه كان يطلب من المرافقين مساعدته على الوضوء، لأنَّه لا يستطيع أن يتوضأ بمفرده مطلقاً فيساعده على المضمضة والاستنشاق إلى نهاية الوضوء، وهو جالس على كرسيه المتحرّك، ثم يوجهوه إلى جهة القبلة ليصلّي صلاة الضحى، وهو يقرأ من كتاب الله المستند أمامه على خشبه خاصة ويقوم بتقليب صفحات المصحف بأنفه، ويستمر بالصلاة يراجع ما أتمَّ حفظه من القرآن.

ومن ثمَّ يبدأ بمقابلة المراجعين والمسؤولين والجماهير من العامَّة الخاصة، ولقاءاته مع المسؤولين في أجهزة الحركة، ويستمر على هذه الحال إلى نهاية اليوم، رغم ما يعانيه من انتفاخ في قدميه ناتج عن جلوسه على كرسيه المتحرك لمدة طويلة، فينقله المرافقون على السرير، ويستمر بلقاءاته وهو على سريره لا يكل ويمل .

في حالة تعبه الشديد، كنا نطلب منه التوقف عن العمل، وأن نلغي المواعيد، وأن نعتذر للوافدين، فكان رحمه الله يرفض رفضاً قاطعاً، ويقول :" أليس له ميعاد فيجب أن أقابله" .
كان له دور في إعادة الوعي وانتشار المفاهيم الإسلامية إلى الواقع الفلسطيني؛ وهو ما أثّر بشكل كبير على المجتمع في محاربة الفساد والتضحية والاستشهاد شباباً وشابات
ورغم هذه الانشغالات وهذا الضغط الشديد إلاَّ أنَّه كان يستثمر بعض الوقت للقراءة في بعض المقالات السياسية أو الشرعية أو الكتب وبعض تراجم الصحف العبرية والعربية، ومن ثمَّ يخلد إلى النوم في ساعات متأخرة الساعة الواحدة أو يزيد، ويستيقظ يومياً قبل الفجر للصَّلاة، ومن ثمَّ يذهب لأداء صلاة الفجر في المسجد رحمه الله، وأسكنه الفردوس الأعلى.

أمَّا حياته الشخصية، فكان عنواناً للالتزام بالصلوات في المسجد (وقد يستغرب البعض من هذه الكلمات على أن الصلاة في المسجد أمر طبيعي) لأنَّه كان على الدَّوام في حالة صحية صعبة، ويحتاج إلى متابعة حثيثة جداً، وقد يتعرَّض إلى المرض نتيجة لخروجه للمسجد إلاَّ أنَّه كان يصرّ على الصَّلاة في المسجد خاصة صلاة الفجر .

وبدأ الشيخ أحمد نشاطه الدَّعوي من خلال المسجد، ومن خلال تعليم الأطفال والشباب في المسجد علوم الإسلام والعلوم الدنيوية، ومن خلال مدارس التقوية التي تقام في المسجد في العطلة الصيفية.

وكان يمارس نشاطه الدَّعوي في المساجد عن طريق المكتبات والخطب والدروس، الكتب، النشرات، حيث بدأت النواة الأولى لفكرته تلك إحضار كرة للشباب في المساجد، وأصبح يستغل أوقات الشباب في تقوية أجسادهم بدلاً من اللعب في الشوارع.

بصائر: وماذا عن الجوانب التربوية في حياته؟

د. إبراهيم اليازوري: كان الشيخ يعمل مدرساً؛ حيث كان يعلم اللغة العربية والدين للطلبة، وكان يستغل وقته في تعليمهم كيفية الوضوء والصَّلاة، وكان يجمع الطلاب بعد انتهاء الدَّوام في غرفة داخل المدرسة ليصلّي بهم صلاة الظهر في جماعة.

كما كان يمنحهم الحوافز المادية والمعنوية سواء من جيبه الخاص أو من ما يحصل عليه من الإخوة والأغنياء فيستخدمها في العمل الدَّعوي، وكان يشرف على حلقات تحفيظ القرآن للكثير من الطلبة.

فمثلما كان للشيخ اهتمام بدعوة الشباب والنساء كان له اهتمام أيضاً بتربية الطلاب الصّغار والأطفال، وأذكر أنَّ أحد الأشخاص من عائلة الشوا جاء للشيخ، وقال له: يا سيّدي الشيخ كنت في رحلة في الغرب ورأيت في الكنيسة أنّهم يقومون بتقديم حوافز للأطفال حتى يحضروا صلاة الأحد.

فقال له الشيخ:فكرتك ممتازة، ولكنها تحتاج إلى إمكانات، فعرض ذلك الرجل على الشيخ أن يتبرّع بتوفير مال للجوائز ما يكفي لعدَّة أشهر.

وبدأ الشيخ يفكّر ماذا يقدّم للأطفال من حوافز، وأخيراً اهتدى إلى أنَّ أفضل شيء هو قصص الصَّحابة، وبالفعل بدأ يقدّم لهم تلك القصص ويناقشهم بها من خلال أسئلة يعرضها عليهم، وبدأ مشروعه هذا بـ 12 طفلاً إلى أن وصل إلى 400-500 طفل ،وكانت هذه بداية لجلسات الأطفال في المساجد.
مثلما كان للشيخ اهتمام بدعوة الشباب والنساء كان له اهتمام أيضاً بتربية الطلاب الصّغار والأطفال
كذلك اهتم الشيخ بالنساء فأوجد النشاط النسائي، ولم يكن في أيّ مسجد في غزة مصلى للنساء، فاستغلت المكتبة لانطلاق النشاط النسائي، فأصبح يقوم بتدريس النساء وإعطائهن المحاضرات.

كما اشتمل المجمع على الأعمال الإغاثية وبناء المساجد، وتوزيع الدعاة عليها، وإقامة مراكز تحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب المستوصفات الأهلية التي تقدم للناس خدمات مجانية.

كما كان للشيخ دور في تأسيس الجامعة الإسلامية بغزة، إلى جانب أنّه أسس مدرسة الأرقم الخاصة قبل سنوات، كما أنَّ نادي المجمع الإسلامي تفوّق على مدار السنوات الماضية في رياضة تنس الطاولة، وكذلك فريق الجمعية الإسلامية تفوّق في كرة الطائرة، ومثلت فرق هذه الجمعيات فلسطين في دورات عربية خارجية.

وكان له دور في إعادة الوعي وانتشار المفاهيم الإسلامية إلى الواقع الفلسطيني؛ وهو ما أثّر بشكل كبير على المجتمع في محاربة الفساد والتضحية والاستشهاد شباباً وشابات.

ومن الجوانب التي برزت في حياة الشيخ وتجديداته على العمل الإسلامي وخاصة القضايا الفنية التي أوجدها الشيخ رحمه الله في المجتمع الفلسطيني، وذلك في إطار العمل الدعوي، فأول مسرحية إسلامية في قطاع غزة كانت تحت إشرافه، وأوّل فرح إسلامي احتفل به في رفح كان بجهوده.

كما أنَّه استطاع أن يمنع فتيات المدارس من المشاركة بالرقص في احتفال عيد النصر التي كانت تجري في القطاع بمناسبة خروج القوات اليهودية منه عام 1956م، حيث حرَّض أولياء أمور الطالبات على منع بناتهن من ذلك،.

ولمّا اتخذت إدارة التعليم قراراً بفصل الطالبات لرفضهن المشاركة في الاحتفال تمّ تهديد مساعد الحاكم الإداري بخروج مظاهرة كبرى من مخيم الشاطئ احتجاجاً على فصل الطالبات، ممَّا جعل الحاكم العام يؤنّب مدير التعليم، ويأمره بإعادة الطالبات فوراً إلى مدارسهن.

بصائر: برأيك لو كان الشيخ اليوم بيننا ما هي النصائح التي سيوجهها لحركة حماس وللشباب الفلسطيني؟

د. إبراهيم اليازوري: صحيح أنَّ الشيخ له بصمات واضحة، لكن ارتباطنا هو ارتباط بالمنهج وليس بشخصية من الشخصيات، فالرَّسول صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاته ترك فجوة كبيرة عند المسلمين، لكن رغم ذلك لم يمت الإسلام، بل زاد وبقي راسخاً وازداد انتشاراً.

وحركة حماس صحيح أنه قد استشهد أبرز قادتها والقائمون عليها؛ أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما، لكن الحركة لها ثوابت متمسكة بها، على الرَّغم من كلِّ المؤامرات التي أحيكت ضدها، وتلك المؤامرات صحيح أنَّها أثرت على حماس، لكن تأثيرها لا يعوَّل عليه، كما أنَّ حصار غزة شارك فيك أطراف عربية وفلسطينية وإسرائيلية، لكن هذه الأزمة والتضييق لن يطول بإذن الله، وما النصر إلاَّ صبر ساعة.
صحيح أنَّ الشيخ له بصمات واضحة، لكن ارتباطنا هو ارتباط بالمنهج وليس بشخصية من الشخصيات
وإن كان الشيخ بيننا سينصحنا بزيادة التمسك بشريعة الله عزّ وجل والبقاء على ثوابتنا وعدم التنازل عنها، وعدم الاعتراف بما تسمَّى إسرائيل، وسيحثنا على التوحد فيما بيننا حتى تكون غزة والضفة يدا واحدة حتى ننتصر بإذن الله، وإن لا ننظر للمناصب والكراسي، لأنَّها زائلة ولا تعدُّ من أهداف حماس.

بصائر: هل من كلمة توجهها للمقاومة في الذكرى الثامنة لاستشهاد شيخها ؟

د.إبراهيم اليازوري: أقول للشعب الفلسطيني: والله لقد أثمر غرسكم واشتد بنيانكم، فاستعدوا لمواصلة الطريق، فالمعركة ما زالت طويلة ونحن على أعتاب النصر، ولابد أن ندفع المهر غالياً كما دفعنا في السَّابق.

ولكن المستقبل في النهاية هو لشعبنا ولقضيتنا، فدولة الظلم لابد أن ترضخ، ولا بد لحقوقنا أن تعود فالنَّصر مع الصَّبر، وعليكم بالوحدة لأنَّه مفتاح النصر، وصحيح أنَّ هناك بعض الأفراد غرّتهم المناصب، لكن هذا شيء طارئ، وأرجو من الله أن يوقف قادتنا ويهديهم لما فيه الخير.

أمَّا الأمة العربية والإسلامية، فأقول لها: إنَّ الوهج الذي أضاء أرضكم بعد زوال حكامكم الطغاة ما هو إلاَّ بشرى من رب العالمين بقرب زوال إسرائيل، ونريد منكم مزيداً من الدَّعم والمساندة لقضية فلسطين، فالأرض أرضكم والقدس قدسكم، فو الله لا خير ولا كرامة ولا عزَّة لأحد فينا إن خلُص إلى مسرى رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم وفيكم عين تطرف.
المستقبل في النهاية هو لشعبنا ولقضيتنا، فدولة الظلم لابد أن ترضخ، ولا بد لحقوقنا أن تعود فالنَّصر مع الصَّبر، وعليكم بالوحدة لأنَّه مفتاح النصر
أثبتوا للعالم أننا أمة واحدة وجسد واحد، ربنا واحد وديننا واحد وقضيتنا واحدة ولابد أن تتجه الأنظار دوماً إلى محور الأمة الملتهب( فلسطين)، ويجب أن تبقى مهمة الجميع هي دعم صمود شعبنا وتأييد خياره الحر، ودعم قيادته المنتخبة، ورفض كل الضغوط والابتزاز القادم من الغرب، والاستغناء عن منّة المال المرهون بتضييع الحقوق.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • حماس
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

    مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …